الأجواء ضبابية… والتيار مُتمسّك بمعادلة «معنا أو ضدنا»
التفسيرات المتناقضة لا تزال تلاحق مؤتمر يوم الأحد للنائب جبران باسيل، حيث فهم البعض ان رئيس التيار بعث برسائل مشفرة في كل الاتجاهات في محاولة منه للضغط على الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، وايضا بهدف احراج حزب الله ووضعه امام خيار الاختيار بينه وبين حليف عين التينة، وتخييره بين معادلة «اما معي او ضدي».
ومع ان الهدف الأساسي للاتصالات التي أجريت في الساعات الأخيرة تمحورت حول محاولة القيام بمبادرة ما بين الطرفين، الا ان الأجواء كما تقول مصادر سياسية بقيت ضبابية، فليس سهلا ان يختار حزب الله طرفا من دون غيره في ظل الشروط المتبادلة والكيدية السياسية، واقتناع كل فريق بصوابية موقفه في عملية التأليف، حيث التعنت سيد الموقف بين بعبدا وعين التينة والمحاولات اصطدمت بحائط مسدود ، وتشير المصادر الى الأمور دخلت مسارا غير مقبولا في علاقة عين التينة وبعبدا، اضافة الى توتر لم تشهده علاقة التيار الوطني الحر وحزب الله، حيث شكل طلب النائب باسيل من حزب الله موقفا حاسما وتدخل مباشر بينه وبين الوسيط «غير العادل « كما أشار الى مبادرة بري.
بحسب المصادر، فان الموضوع الحكومي اضافة الى مسائل اخرى دقيقة وحساسة تتعلق بالعلاقة بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، كانت قبل مؤتمر باسيل موضوع بحث واتصالات قبل ان يفجّر باسيل قنبلته الأخيرة ضد بري ، فاللقاء تضمن مصارحة بين الطرفين ومكاشفة من قبل باسيل لمن التقاهم عن ملاحظات التيار من طريقة ادارة التفاوض لمصلحة الرئيس المكلف والانحياز الواضح الذي يبديه الثنائي منذ فترة لما يريده سعد الحريري.
فليس سرا ان الأمور مؤخرا لم تكن على ما يرام بين الثنائي وميرنا الشالوحي، وهو ما عكسته المواقف على وسائل التواصل المنسوبة الى قيادات عونية.
«الكلام الحكومي الأخير» كما سماه باسيل، وان كان من باب «المونة» والثقة التي يعطيها الى حزب الله، الا انه كما تقول المصادر السياسية تعبير واضح عن شكوى العونيين في الصالونات السياسية من ان حزب الله لا يراعي حلفائه المسيحيين بقدر اهتمامه بما يريده الرئيس نبيه بري، وان الحزب قادر على حسم الموضوع الحكومي ان شاء.
ويؤكد مقربون من التيار الوطني الحر ان «تفاهم مار مخايل» محافظ على أدبياته الاستراتيجية، لكن الورقة بحاجة الى مراجعة وتعديل، وقد خصصت اجتماعات في الأشهر الأخيرة من أجل تطويرها من أجل تمنيع العلاقة بين الطرفين.
مؤخرا لم يعد ممكنا اخفاء معالم التوترات بين أنصار حزب الله والتيار الوطني الحر على خلفية ما يعتبره التيار تموضع حزب الله على الحياد وأحيانا كثيرة الى جانب «عين التينة»،
من جهة حزب الله لم يكن الحزب موافقا على طرح التيار الإنسحاب من المجلس النيابي وقد لوّح به قبل فترة بالذهاب الى الانتخابات النيابية المبكرة التي لا يؤيد الحزب حصولها قبل موعدها، كما يعتبر سياسيون من فريق ٨ آذار ان حليف حزب الله المسيحي لا همّ سياسي له الا تصفية الحريري «سياسيا» ودفعه الى الإعتذار عن التأليف.
لا يختلف كثيرون ان الملف الحكومي بحاجة الى معجزة، كما اصلاح الوضع بين حليفي حزب الله في عين التينة وبعبدا، اما على خط حزب الله والتيار ، فالأمور لم تعد تشبه نفسها بين الطرفين وتأثرت بعواصف التأليف، لكن بحسب المصادر فان حزب الله يرفض تقييد باسيل بضوابط ويعطيه هامشا للمناورة وقول ما يريد.