Site icon IMLebanon

شويّا كمين ثانٍ أم حادثة عابرة؟

 

 

 

تطوران أمنيان في غاية الخطورة سجلا يوم امس تقدماً على اي معطى سياسي بما فيه الحكومي. تمثل الاول في الاعتداءات التي نفذتها اسرائيل رداً على اطلاق عناصر فلسطينية صواريخ الى داخل فلسطين المحتلة. المنفذ فلسطيني وليس “حزب الله” ما شكل للاسرائيلي في ظل حكومته الجديدة فرصة لاستسهال الرد مستهدفاً اطراف قرى جنوبية عدة، محاولاً تغيير قواعد الاشتباك واظهار قدرته على الرد والمواجهة أمام الرأي العام الإسرائيلي. لكن “حزب الله” تصدى له ورد باستهدافه بصواريخ استهدفت مواقعه في مزارع شبعا المحتلة، تبلغت اسرائيل الرسالة واعلنت نيتها عدم التصعيد مع “حزب الله”. أسقط “حزب الله” بردّه معادلة حاولت الحكومة الاسرائيلية الجديدة فرضها من جديد.

 

أما التطور الثاني فتمثل في ما كان اشبه بكمين آخر تعرض له “حزب الله” في ظرف اسبوع وتكون الغاية منه محاولة استدراجه الى مواجهة داخلية غير محدودة العواقب. المفارقة بين الحادثتين ان “حزب الله” الذي عرف كيف يلقن اسرائيل وحكومتها الجديدة درساً في المواجهة وفرض عليها الالتزام مجدداً بقواعد اللعبة المتفق عليها جنوباً، استُهدف من عدد من الشبان من داخل قرية شويّا الواقعة ضمن قضاء بلدة حاصبيا. ففي طريق عودتهم بعد تنفيذ عملية ضد اسرائيل في مزارع شبعا المحتلة اعترضت مجموعة من الشباب سيارة للمقاومين وشاحنة محملة بمنصة صواريخ لدى مرورها في ساحة شويا، احتجاجاً على تعريض الاهالي للخطر الاسرائيلي. وحصلت مشادة درزية درزية بين اهالي البلدة فتم تطويقها على وجه السرعة، كما تم تطويق الحادثة وتم تسليم عناصر المقاومة الى الجيش مع شاحنة الصواريخ. كما “الاشتراكي” كذلك حاول “حزب الله” تطويق ما حصل وعدم البناء عليه واعتباره حادثة عابرة لا تستأهل التوقف عندها. لكن التطويق بالسياسة لا يلغي واقعاً سيصار الى اسثماره من قبل اسرائيل اولاً وخصوم “حزب الله” في الداخل والبناء عليه، في فترة عصيبة فاصلة ما بين تشكيل حكومة متهم هو ايضاً بتعطيلها وانتخابات نيابية.

 

ليست المرة الاولى التي يسلك فيها عناصر المقاومة طرقاتهم تلك ويتوجهون لتنفيذ عمليات باتجاه مزارع شبعا المحتلة، لكنها المرة الاولى منذ العام 68 التي يتم التعرض فيها لمقاومين على ارض مقاومة بمحاذاة مناطق لبنانية محتلة. مؤشر خطير الى عمق المواجهة والاصرار على الايقاع بـ”حزب الله” والدفع باتجاه مواجهته داخلياً وقطع الطريق عليه من داخل القرى السنية والدرزية.

 

مصادر معنية بشؤون المنطقة قالت ان البلدة منقسمة حول موضوع المقاومة والامر ليس طارئاً ويعود الى العهود الماضية منذ انطلاق المقاومة الفلسطينية، مستبعدة ان يكون كميناً، عازية السبب الى خطأ تكتيكي من “حزب الله” الذي نفذ عمليته في وضح النهار وعاد عبر طريق شويا، ولولا شاحنة الصواريخ لما كان يمكن ان يتم اعتراضهم.

 

أيام عصيبة تلك التي تواجه “حزب الله”، من حادثة المرفأ والاتهامات التي تجددت له مع الذكرى الاولى للانفجار الى كمين خلدة ثم شويا، والتي يواجهها “حزب الله” بالعض على الجرح والتعالي عن اي أمر من شأنه ان يحدث فتنة داخلية. وليس “حزب الله” وحده الذي يحاذر الوقوع في الفتنة فأكثر منه خشية يقف جنبلاط وعينه على الجبل وتعقيدات اوضاعه والشرخ الداخلي الذي يهدده، ولذا سارعت الاطراف امس الى تطويق حادثة شويا ورفض البناء عليها مع تسليمهم بخطورتها، وكونها تشكل مؤشراً المطلوب من خلاله اظهار الخلاف الداخلي حول المقاومة وتعميق الهوة بينها وبين الاهالي. والى ان تتضح ملابسات الحادث وهل هو خطأ تكتيكي من قبل “حزب الله” فعلاً أم تمّ الايقاع بالعناصر في بلدة لا تحظى المقاومة باجماع اهلها، يبقى السؤال عما ستحمله الايام المقبلة من احداث طالما ان المطلوب استدراج “حزب الله” والنيل من هيبة عناصره، وهو ما سيتم التطرق اليه حكماً في الكلمة المقررة لأمينه العام السيد حسن نصرالله اليوم.