IMLebanon

الخراب والانحطاط والانهيار… توائم “انتصار” الممانعة والعهد الجبّار

 

ظهرت الحقيقة المرّة التي كان ينتظرها كل لبناني، وهي أن مسألة رفع الدعم باتت أمراً واقعاً، ممّا سيسبّب أزمة إجتماعية لا تُحمد عُقباها.

 

ليس هناك سبب واحد للإنهيار الذي يعيشه البلد، بل هناك عشرات لا بل مئات الأسباب، لكن الحقيقة الراسخة أن المشكلة السياسية هي المسؤولة الأكبر عن الإنهيار، فلو كانت هناك إرادة فعلية للحلّ لما وصلت الأمور إلى “الحضيض”.

 

منذ العام 2015، والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يخرج ليبشّر اللبنانيين بأن محوره قد انتصر في سوريا ولبنان والعراق واليمن وفنزويلا، ولا شكّ أنّ رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية كان الأصرح عندما قال منذ العام 2014 إنه “إذا إنتصر محورنا فأنا أو العماد ميشال عون سنكون في سدّة رئاسة الجمهورية”.

 

وبالفعل، وفي غفلة عن التطورات الأميركية، وقبل أن يتسلّم دونالد ترامب الإدارة في كانون من العام 2016 إنتخب العماد عون رئيساً للجمهورية، وكان الرئيس الذي يتكلّم باسم محور الممانعة.

 

قبل إنتخاب عون كان هناك فصل بين دويلة “حزب الله” والدولة اللبنانية، وبعد انتخابه باتت الدولة في قبضة الدويلة، وبدل أن تأتي العقوبات على “الحزب” أصبحت تطال الجميع وباتت دول الخليج العربي تتصرّف على أن لبنان مخطوف من قِبل المحور الإيراني.

 

اليوم، ومع رفع الدعم عن المحروقات والارتفاع الجنوني للأسعار، بدأ مسلسل جديد من الإنهيار، فجهنم التي بشّر بها رئيس الجمهورية باتت أمراً واقعاً، وهذه الجهنم طبقات، ورغم المآسي لم يصل الوضع إلى الطبقة السفلى، لكن البلاد تقترب بشكل كبير من النموذج السوري والإيراني والفنزويلي.

 

وأصبحت الأزمات في عهد عون لا تُعدّ ولا تُحصى، وقدّ مرّ عام والبلاد بلا حكومة، والمصارف إنهارت، والمستشفيات تُنازع والمدارس تكاد لا تُعلّم، والبلاد تغرق في العتمة بعدما إستلم وزراء “التيار الوطني الحرّ” وزارة الطاقة على مدى 13 سنة، والناس تجوع والمآسي والويلات تتكاثر، وهذا كلّه في ظل ما يُعرف بالعهد القوي الجبّار وانتصار محور ممانعة “حزب الله” وحلفائه.

 

ولا يبدو أن هناك بارقة أمل في الوقت القريب للخروج من هذا المأزق، فـ”حزب الله” يُكمل في سياسته الإقليمية التي تخدم مصالح إيران، والحكم اللبناني ينفّذ ما يمليه عليه نصرالله، ورئاسة الجمهورية والحكومة والنواب غائبون عن معاناة الناس، وبالتالي فإن لبنان وصل إلى أدنى درجات الإنحطاط في ظل انتصار هذا المحور وسيطرته على الحكم في البلد.

 

من جهة ثانية، تكشف المعلومات أن الموقف الخليجي عموماً والسعودي خصوصاً لم يتغير تجاه حكّام لبنان، فمن يحلم بتدفق الأموال والمساعدات هو واهم لأنهم يعرفون أنها ستُسرق ولن تذهب إلى الشعب، وبالتالي فإنه في ظل سيطرة “حزب الله” وعون والحلفاء على الحكم سيبقى الوضع على ما هو عليه ولن يتغير سعودياً وخليجياً.

 

اما بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية فإنها مصرّة على الإصلاحات ومواجهة نفوذ “حزب الله”، لذلك فإن كل الكلام عن أن “حنفية” الدولار ستفتح لا أساس له من الصحة، فالموقف الأميركي والدولي واضح بأن زمن “الشيكات على بياض” قد ولّى، والمطلوب تحرير البلاد من الوصاية والسلطة الفاسدة على حدّ سواء.