تبرّع بمبلغ 30 مليوناً للشهيد و15 مليوناً للجريح
في وقت تعذّر فيه رؤية هلال “التيار الأزرق” بوضوح في عكار منذ مدة، لا سيما عند كل أزمة وبالأخص في الحرائق الأخيرة وانفجار التليل، إحتلت المساعدات المادية التي قدّمها “حزب الله” لأهالي ضحايا تفجير التليل المشهد في عكار، وأثارت الخطوة ردات فعل عديدة على وسائل التواصل الإجتماعي وكانت حديث الساعة.
وبينما برر جمهور تيار “المستقبل الأمر” بأن “حزب الله” يريد بهذه الخطوة تسجيل خرق في بيئة التيار الأزرق، وليست لأهداف إنسانية كما يقول، ترى أوساط من خارج الدائرة الزرقاء، أن تيار “المستقبل” لا يدعم ولا يترك أحداً يقدّم الدعم. الحراك هذا أتى عبر وفد عكاري وليس وفد لـ”حزب الله”، وشكّل أيضاً انقساماً داخل الجسم التنظيمي للتيار بين مؤيد لقبول المساعدات ومعارض لها، في وقت يعترف فيه الطرفان بأن التيار الأزرق غائب تماماً عن متابعة شؤون أهالي المنطقة، والدفاع عن حقوقهم، وتقديم المساعدات لهم في أصعب الظروف، وهم كانوا معه في جميع المراحل، لا سيما من لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري. فكانوا الخزان البشري الذي يرفد الساحات بالجماهير ويرفد زعيم “التيار” سعد الحريري بالنواب وبكل أشكال الدعم والتأييد.
خطوة المساعدات من “حزب الله” هذه تزامنت مع إعلان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الأسبق ورئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري أن الأخير تفقد جرحى انفجار التليل المتواجدين في مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبو ظبي، فرأى فيها البعض دخولاً مستقبلياً على الخط من باب “أنا هنا إذاً أنا موجود”.
الأوساط المستقبلية وضعت مساعدات “حزب الله” للأهالي في خانة المزاحمة السياسية لـ”المستقبل” في منطقته، مستغلًا تراجعه الشعبي، لكن أوساط “حزب الله” في عكار أكدت أن “ما تم تقديمه هو هدية من السيد نصرالله للأهالي المتضررين بعد أن بادر بتعزيتهم في إحدى الإطلالات التلفزيونية، فبادر عدد من رؤساء الإتحادات والبلديات في عكار والأهالي بشكر السيد حسن نصرالله والطلب إليه المساعدة في هذا الشأن، وان الحزب ليس في وارد أي استثمار سياسي أو إعلامي للأمر، والقضية لا تتجاوز الجانب الإنساني والروابط الوطنية التي تربط اللبنانيين بعضهم ببعض”.
واوضح رئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط عبود مرعب لـ”نداء الوطن” أن “الوفد كان من فاعليات المنطقة وفضيلة الشيخ ماهر عبد الرزاق يمثل تياراً عكارياً وكل الوفد هو من عكار، وكل كلام آخر عن وجود اختراق سياسي أو ما شابه هو تضليل إعلامي”.
أضاف: “ليست هناك أي غايات حزبية أو سياسية والمساعدات شملت مساعدة الشهداء اللبنانيين والجرحى (مدنيين وعسكريين) بمبلغ 30 مليوناً للشهيد و15 مليوناً للجريح”.
وأكد مرعب أن “العمل إنساني بحت، و”حزب الله” هو مكوّن لبناني كأي حزب موجود في البلد وله تمثيله في الدولة. هم اعتبروا أنهم في حرب تموز 2006 جاؤوا إلى عكار وفتح الناس لهم بيوتهم من دون أي مقابل، والآن أتى الموعد لردّ جزء بسيط مما حصل”.
بالمقابل، أكد مرعب أن تيار “المستقبل” ومكتبه التمثيلي غائب عن الساحة بأكملها ولو حتى بالإبتسامة أو الزيارة، وكأنّه ملح وذاب. كنا نعتبرهم الحضن الدافئ، ولكنهم تخلّوا عن الناس التي لا تريد بيانات واتهامات، إنما تريد أن تعيش بكرامة وتحصل على أبسط حقوقها في أصعب مرحلة تمر بها البلاد. الناس هنا في وضع يُرثى له ومن يصل إلى هذه الحالة لا تقل له لماذا قبلت أو لم تقبل!! إما قُم بواجبك أو اترك الناس تعيش”.