IMLebanon

حزب الله وتعطيل الحكومة

 

 

يمنع حزب الله إقالة الوزير ـ الكارثة جورج قرداحي، تماماً مثلما يمنع الحزب اجتماع الحكومة حتى تنحية المحقّق العدلي طارق البيطار وأنّ الحزب أرسل وفيق صفا ليهدّد بـ”قبع” القاضي البيطار، وليس سرّاً أنّ  غاية الحزب هي إقفال ملف انفجار مرفأ بيروت حتى قبل صدور القرار الظنّي، للتّذكير فقط التعطيل مسارٌ طويل عاشه اللبنانيّون فرضه عليهم حزب إيران وأداتها في لبنان والمنطقة، وتعطيل حزب الله للحياة السياسية المستمرّ منذ العام 2005 هو الذي أوصلنا إلى أزمات الحكم والحكومات وآخرها تعطيل حكومة نجيب ميقاتي، ومن لا يريد أن يرى أنّنا نعيش كلّ هذا فهو واهمٌ يفضّل التعامي عن المأزق الكبير الذي بلغه لبنان محلياً وعربيّاً وعلى مرأى من دول العالم جميعها، وهو سبب الانهيار الذي أصبحنا في قعر قعره وبأسرع مما تخيّلنا!

 

وليس سرّاً أنّ الثنائيّة الشيعيّة قادرة على تعطيل الدولة وشلّها، وقادرة على إحراق البلد متى احتاجت لفرض أجندتها بقوّة النيران الغزيرة، وسيطرت على مفاصل الدولة كلّها ورئاساتها بل كلّ الدّولة أصبحت في يدها، ألم يقل مرّة الشيخ أحمد قبلان “نحن لدينا تصوّر للبنان”، يومها قلنا: هذا ليس مجرّد تصوّر، هذا مشروع دولة حقيقيّة سيتمّ الإعلان عنها متى أصبح الوقت مؤاتياً، ومن يَعِش يرَ! وللمناسبة لا يوجد بلدٌ في العالم فيه هذا الكمّ من التعطيل السياسي والعقد والاستفزاز يستمرّ شعبه في العيش برغم أنف الجميع هذه ميزة لبنانيّة فريدة من الصعب أن تجدها في مكان آخر.

 

يدفع اللبنانيّون اليوم ثمن خداعهم لأنفسهم منذ العام 1993 وعام 1996 وعام 2000 وعام 2005 وعام 2006، ومنذ ساروا بـ”التطبيل والتزمير” لما سُمّي خدعة بـ”المقاومة” ليجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام “شيعيّة إيرانيّة”، و”الشيعيّة الإيرانيّة” هذه لا علاقة لها بأي “شيعيّة” أخرى من خارج مشروعها بل تجد فيها لها عدوّاً يجب سحقه، وقد نجحت إيران في زرع هذه الشيعيّة في لبنان والبحرين والكويت والعراق والسعودية والإمارات واليمن وكلّها خلايا مستيقظة ولم تعد نائمة وتترقب اللحظة المؤاتية للانقضاض على “الفريسة العربية” النائمة أو الغارقة في وحول حروبها الخاسرة!!

 

للأسف كم على تاريخ اللبنانيين والعرب أن يُعيد نفسه، كأننا عشية تحذير نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة، من شرّ أبي مسلم الخراساني المحيق بدولتهم فقال: “أرى خَلَلَ الرَّمادِ وميضَ نارٍ/ ويوشكُ أن يكونَ لها ضِرامُ/ فإنّ النّارَ بالعوديْن تذكى/ وإنّ الحربَ أوّلُها كلامُ”، وفي رواية أخرى قيل أنّه قال: “أرى خلَلَ الرّماد وميض نار/ فيوشك أن يكون لها ضرامُ/ فإنّ النّار بالعيدان تذكى/ وإنّ الحرب أولها كلام/ فإن لم يُطْفِها عقلاءُ قوم/ يكونُ وقودُها جثثٌ وهامُ”…