Site icon IMLebanon

حلاّل العقد  

 

كثيرون، ونحن منهم «مش راكبة» معهم أنّ حزب الله عاجز عن حلّ «أزمة التأليف» التي استمرت منذ يوم التكليف وحتى مساء أمس، فاللبنانيون (وغيرهم أيضاً)  لا يصدّقون أن سماحة الأمين العام السيّد حسن نصرالله عاجز عن إيجاد نقطة تقاطع  بين الوزير جبران باسيل والوزير النائب السابق سليمان فرنجية، يُبنى عليها تشكيل  الحكومة الى أن وجدها الرئيس نبيه بري.

 

كان يُقال، سابقاً، إن الرئيس سعد الحريري هو الذي يعرقل تأليف الحكومة قدر ما عرقل وصول الرئيس المكلّف.

 

وهذا الكلام ساقط ليس فقط لأن الشيخ سعد تناول التحليلات التي تتحدث عن «سيناريوهات  تربط عرقلة تأليف الحكومة بترتيب عودتي الى رئاسة الحكومة  مجرد أوهام ومحاولات مكشوفة لتحميلي مسؤولية العرقلة وخلافات أهل الفريق السياسي الواحد»، مؤكداً «قراري حاسم بأن كرسي السلطة صارت خلفي، وأن استقالتي استجابت لغضب الناس كي تفتح الطريق لمرحلة جديدة، ولحكومة تنصرف الى  العمل وتطوي صفحة المراوحة في تصريف الأعمال». وأضاف «أما للمتخوفين من هذه السيناريوهات  والقائلين بأن أحداً من أولياء أمر التأليف لم يعد يريد سعد الحريري في رئاسة للحكومة  فأقول، الحريري اتخذ قراره ومفتاح القرار بيده فتشوا عمن سرق مفاتيح التأليف وأقفل الأبواب على ولادة الحكومة».  نقول ليس فقط لهذا السبب الوجيه الذي أعلنه  رئيس حكومة تصريف الأعمال أمس، بل أيضاً وخصوصاً أنه إذا كان سعد الحريري صاحب موْنةٍ على أطياف  فريق 8 آذار الى درجة  عدم تفاهمهم على تأليف حكومتهم «حكومة اللون الواحد»، فهذه شهادة له بأنه «سوبرمان» السياسة اللبنانية.

 

لذلك ندعو الى الطلوع من هذه الترهات  والالتفات الى السبب الرئيس لأزمة التأليف وهو، في تقديرنا الصراع الواضح على رئاسة الجمهورية بين باسيل وفرنجية، والباقي تفاصيل لا أكثر ولا أقل.

 

وليس جديداً أنّ هذا التنافس الرئاسي الحاد (… والمبكر) هو الذي يتحكم بمواقف القيادات المارونية البارزة، ولا يقتصر على رئيسي تياري الوطني الحر والمردة اللذين يبدوان في الظاهر ضمن فريق واحد إنما هما فعلاً، في تناحر كبير حتى ضمن الفريق الإقليمي الأكبر  الذي يبدو واحداً، ولكنه يختلف جذرياً على المصالح، وبالذات في سوريا، حيث أن القيادة السورية الممثلة بالرئيس بشار الأسد باتت تبتعد خطوات عن إيران قدر ما  تقترب خطوات مماثلة من روسيا…

 

ومعلوم الصراع على النفوذ في سوريا بين موسكو وطهران!

 

ولعلّنا من الذين قرأوا في مؤتمر زعيم المردة، أمس، في بنشعي، شيئاً من هذا القبيل، وهو الذي جهد لإجراء مقاربة بين الالتزام بالتحالف الستراتيجي (مع العهد والتيار الوطني الحر وطبعاً مع حزب الله وأمل والقومي وأرسلان…) والخلاف السياسي الحاد. لذلك حصر التحالف بالعهد ورئيسه الجنرال عون مؤكّد الدعم له، وحصر الخلاف بالتيار ورئيسه الوزير جبران باسيل محملاً إياه مسؤولية «العهد الفاشل».

 

ونعود على بدء لنقول: ما زلنا لا نصدّق أن سماحة السيد حسن نصر الله غير قادر على وأد الخلاف بين ميرنا الشالوحي وبنشعي أقله لجهة التوصل الى حل تشكيل الحكومة على أساسه. هذا الحل الذي أوجده حلاّل العقد الرئيس نبيه بري.