IMLebanon

انفراج حكومي لا ينعكس على انفراج العلاقة بين حلفاء الثنائي

حزب الله يضغط للمّ الشمل بين برّي وباسيل و «المردة» و «التيار»… العمليّة مُعقدة –

 

لم ينجح البيان التوضيحي للثنائي الشيعي في شأن عودته الى الحكومة، والتي حصرها  بالوضع اللبناني والأزمة الاقتصادية في إزالة الالتباسات في شأن قراره المفاجىء، وعلى الأرجح سوف تبقى  التساؤلات قائمة حتى انعقاد الجلسة الحكومية وسط كمّ من التفسيرات  المتناقضة، ومن زاوية كل طرف سياسي ومصالحه الخاصة، وتتأرجح بين نظرية سعي الثنائي لرمي كرة التعطيل في إتجاه الآخرين، ومن ربط مسألة العودة الى طاولة مجلس الوزراء بالملف الخارجي المتعلق بنجاح مفاوضات فيينا والأجواء التي تشير الى انتظام العلاقة السعودية – الإيرانية والهدنة مع الخليج، وما لذلك من انعكاسات على الساحة العربية. فيما يرى فريق سياسي ان  الثنائي وجد ان الأفق مسدود أمام  محاولة «تنحية» المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ لعدم توفر الظروف السياسية لها، واصرار رئيس الجمهورية وفريقه السياسي على بقاء القاضي البيطار في مركزه لإكمال التحقيق.

 

تتعدد الأسباب، لكن الجيد والمهم يتمثل بالانفراج الحكومي الذي سيريح الساحة الداخلية التي تكاد تنفجر تحت الضغط الشعبي وقبل الاستحقاقات المقبلة ، ومع  تهديد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بطرح الثقة بالحكومة واستقالة وزراء التيار منها، مما دفع الثنائي الى قراءة مغايرة، خصوصا ان أي خطوة متعثرة ستؤدي الى خربطة الساحة الداخلية وأخذ الأمور لغير صالح فريق ٨ آذار.

 

الا ان الانفراج الحكومي الذي فرضه الثنائي لا يشمل انفراج العلاقة مع الحلفاء وتخفيض الاحتقان على جبهة التيار و «حركة أمل» من جهة، او تقريب المساحات بين التيار و «المردة»، حيث لا تزال العلاقات تشهد تأزما كبيرا بين التيار ورئيس المجلس نبيه بري، كما ان زيارة رئيس سليمان فرنجية ولقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا في إطار طاولة الحوار لم تبدد هواجس بنشعي، ففرنجية الذي خاض حوارا جيدا وهادئا مع الرئيس عون، لا يزال يُخضع العلاقة لاختلافات بين الرئيس والنائب باسيل.

 

وفيما يحاول حزب الله ان يرمم الوضع بين «أمل» والتيار، خصوصا ان خريطة التحالفات صارت جاهزة لدى الحزب وتنتظر لحظة الصفر، فان الواضح ان المشكلة عميقة بين الحليفين باسيل وبري من جهة، كما ان التعاون الإنتخابي بين «المردة» والتيار غير مطروح بأي شكل.

 

استقرار العلاقة بين فرنجية والثنائي لا تنسحب على الوضع بين التيار والثنائي التي تشهد هبّات باردة وساخنة، خصوصا بين باسيل والثنائي، فرئيس «المردة» يحافظ على العلاقة الاستراتيجية مع الثنائي، وهو خرج معافى من ورطة  استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي،  وحافظ على علاقة غير متوترة مع السعوديين، ولم يخطىء بحق المحور السياسي الذي ينتمي اليه، كما  أحسن إدارة وصياغة مواقفه وخطواته، فبقيَ على تنسيق مع بكركي، وفي الوقت نفسه لم يسجّل أي اخطاء  تجاه حزب الله، وبقي ملتزما  بالموقف السياسي ومقتضيات الخط الوطني.

 

لمّ الشمل بين حلفاء حزب الله مسألة حيوية بعد تجاوز إشكالية انعقاد الحكومة، فالخلاف بين الحلفاء يُربك حزب الله ويتصدر اهتماماته من اجل  ترتيب العلاقة بين التيار و «أمل» قبل استحقاق  أيار، مع علمه ان الأمر في غاية التعقيد، نظرا للمنحى الانحداري والطويل في الخلافات الذي بدأ قبل الإنتخابات الرئاسية ومستمر الى اليوم، حيث يتسرب من كواليس التيارين وصول الوضع الى عدم تقبل الفريق الآخر،  كما ان فرنجية لا يظهر الا التشدد هذه المرة مع التيار انتخابيا، بسبب الأخطاء العونية المتكررة من النائب جبران باسيل من جهة، مع رفض قواعد «المردة» للحوار والتعاون مع التيار في الدوائر.