IMLebanon

ماذا يريد حزب الله من خلدة؟

 

بكل موضوعية وعقلانية ومسؤولية، يرى المراقب الموضوعي ان ملف خلدة مع حزب الله هو ملف سياسي بامتياز يتطلب التصبر والحنكة والوعي السياسي، وبالتالي يعتقد بعض نخب العشائر في خلدة انهم يجب على العرب  أن يكون تحركهم وتصرفهم على هذا الأساس، خصوصا انه هناك عوامل عديدة تؤخّر إنهاء هذا الملف، وهو الذي أدخل خلدة (و«خط الساحل» نسبيا في نفق ضبابي على مستوى اللاستقرار)، ناهيك ان المسار القضائي يتعرض لـ «مطبات  هوائية سياسية» (تأجيل جلسات)، وإبقاء 19 شابا من خلدة موقوفين عند الأجهزة الأمنية المختصة بعد مرور أكثر من عام على توقيفهم، بل هناك توجس وتوقع بإصدار أحكام عالية وقاسية تجاههم.

ناهيك أيضا، ان صنّاع القرار في إنهاء هذا الملف لهم حساباتهم واستراتيجيتهم و«مشغولين في أمور كثيرة»، إضافة الى ان هناك أطرافاً أخرى معنية ومؤثرة لها هي أيضا أولوياتها وظروفها (وقدراتها قد تكون محدودة).

ولا بد أن يكون لافتا لنا، ان  العرب في خلدة عندهم معاناة وتحديات وصعوبات فيما يتعلق بالتبني السياسي لهم في هذه المرحلة، وذلك من قبل مختلف القوى السياسية والروحية، خصوصا في هذه اللحظة الاقليمية الحرجة وخصوصا أيضا ما سببته تداعيات نتائج الانتخابات الأخيرة.
ويبقى في الختام نقطتين:
الأولى: الى العرب نقول لهم: «ضبط الأعصاب» و«الصبر الاستراتيجي» هو نصف حل المشكلة, وعليهم صياغة موقف موحّد، مدروس وحكيم، وعليهم أيضا أن يدرسوا ويقرأوا ليدركوا ماذا يريد حزب الله؟..
الثانية: الى كل المعنيين نقول: هناك منسوب ما من الإدراك والوعي  السياسي والحس الوطني لدينا، يجعلنا نحفز كل مسؤول في هذا الملف الى ضرورة توجيه الملف الى منطقة الحلول، وهو ذلك، بصراحة أفضل وأضمن وأثمر للجميع، وخصوصا للوطن وأمان هذا الوطن، وللمنطقة طبعا، التي هي جزء لا يتجزأ من الجبل الذي بدوره هو رئة لبنان، وذلك أفضل من التمركز في جادة الترقب والتفرج، وعدم تحويل الملف الى ساحة التجاذب السياسي، وهذا ما يجعل العرب يلجون الى مكان الشكوك والظنون والتكهن، قد تجعلهم يعتقدون بان هناك أمرا خفيّا سيئا مقصودا تجاههم، وهذا لا يمتناه كل عاقل ومسؤول ووطني وحكيم في هذا الوطن العزيز.