Site icon IMLebanon

ماذا لو توقفت إيران عن الدعم المالي لـ«حزب الله»؟    

 

ماذا يبقى من «حزب الله» إذا توقفت إيران عن دعمه مالياً؟

هذا السؤال مطروح، بقوة، في الأوساط كافة، صحيح أنّ هذا الحزب هو حزب لبناني، والصحيح أيضاً أنه حرّر لبنان عام ٢٠٠٠ من الاحتلال الاسرائيلي، ولكن السؤال الكبير: هل لا يزال «حزب الله» حزباً لبنانياً أوجدته ظروف الاحتلال الاسرائيلي؟

وبعد العام ٢٠٠٠، إثر انسحاب إسرائيل، أبقت على «مسمار جحا» في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ماذا يفعل الحزب اليوم؟

لنقلها بصراحة، بعد العام ٢٠٠٦ لم يعد «حزب الله» مهتماً بتحرير ما تبقى من أرض محتلة في لبنان، لأنّ المشكل الباقي مع إسرائيل لا يتعلق بإسرائيل وحدها إنما بسوريا أيضاً.

منذ ذلك الحين وضع «حزب الله» خطة للإستيلاء على الدولة اللبنانية، بدأت هذه الخطة في تسعينات القرن الماضي، يوم شارك الحزب بالانتخابات النيابية ودخلوا البرلمان، يومها اختلفوا مع الرئيس حسين الحسيني الذي دفع الثمن لدوره في «اتفاق الطائف»، وكانت رسالة لمن يهمه الأمر: ان الكلمة في الطائفة الشيعية الكريمة هي لـ»حزب الله».

بعدها شارك الحزب في الحكومة بوزارات معينة: وزارة الزراعة مثلاً، ثم وزارة الطاقة… وكانوا غير مهتمين إلاّ في مشاركة الرئيس بري بالحصص الوزارية، طبعاً أبقوا على الرئيس بري في رئاسة المجلس النيابي كونه يمثل قوة كبيرة في الطائفة الشيعية، وأيضاً إكراماً لسوريا.

بعد جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أصبحت الحكومات لا تشكل إلاّ كما يرغب «حزب الله»، ولكنهم مع مجيء الرئيس ميشال عون واتفاقهم معه كانوا يضعون عون وصهره المدلل المتخصص في خلق العقد والمشاكل… مثال ذلك: سقط الصهر في الانتخابات أوّل مرة ثم عُيّـن بالقوة وزيراً للاتصالات، وفي عهده الميمون وظف في شركة ألفا ٥٠٠ موظف، وبينما كان فيها مثل الـ MTC ٧٥٠ موظفاً … علماً أنّ MTC تدر مدخولاً مثل «ألفا» رغم زيادة الـ500 موظف في الأخيرة.

رسب مرة ثانية في الانتخابات ومع ذلك تسلم حقيبة الكهرباء، حيث «فظّع» أكثر، وكان أمير الكويت أرسل مدير الصندوق الكويتي ليحل مشكلة الكهرباء وعقد اجتماع بين الوزير باسيل ورئيس الصندوق وسفير دولة الكويت، فطرح الوزير خيارين أنه يريد هدية ثمينة، فقالوا له إنّ هذا مستحيل فالصندوق ينفذ مشاريع ولا يقدّم الهدايا… أما الخيار الثاني فكان: أعطونا المال ونحن ننفذ المشروع، وأيضاً رفض الجانب الكويتي.

والحال اليوم انهم وضعوا اليد على رئاسة الجمهورية، وبعملية حسابية انهم أبقوا الفراغ الرئاسي سنتين ونصف السنة الى أن جاؤوا بعون الى قصر بعبدا.

وباتت عين «حزب الله» على الأكثرية النيابية، فغيّروا القانون الانتخابي لكي يضعوا اليد على المعارضة السنية، فاستطاعوا إيصال نحو ثمانية نواب سنّة، وتوافرت لهم الأكثرية النيابية.

واليوم رئاسة الحكومة التي جاؤوا بها رئيساً وأعضاء وسيطروا عليها سيطرة كاملة، فبات «الحزب»، والحالة هذه، يسيطر على مفاصل السلطة كاملة في لبنان.

والسؤال: لم يعد «حزب الله» حزباً لبنانياً… ساعة يرسلونه الى سوريا، ومرة الى اليمن، وثالثة الى العراق، ورابعة الى يوغوسلاڤيا، وأحياناً الى أميركا الجنوبية الخ…

من هنا نقول: إنّ «حزب الله» لم يعد حزباً لبنانياً وصارت عنده مهمات أجنبية، وبمعنى أدق إيران تستعمله لمصلحتها.

وفي أي لحظة يتفق الأميركي والإيراني ستتخلى إيران عن دعم الحزب، وعندئذٍ سيعود «حزب الله» الى حجمه الطبيعي لبنانياً، وبمعنى أدق، لولا الدعم المالي الايراني لكان «حزب الله» مثل أي حزب لبناني آخر، فلا يستطيع أي طرف أن يسيطر على لبنان لولا الدعم المالي الإيراني الكبير..

عوني الكعكي