Site icon IMLebanon

العهد انتهى مع حكومة الحزب

 

 

لم يعد وجود الحكومة المشكلة التي يواجهها لبنان حاليا، لأن المشكلة اكبر منها. حكومة العهد الاولى كما سماها «التيار العوني» حسب مفهومه الديماغوجي لانه لم يعترف بالحكومتين السابقتين برئاسة سعد الحريري، او حكومة «حزب الله» لا فرق، لأن الحليفين وجهان لعملة واحدة. بالأساس المشكلة ليست بالحكومة، العلة منذ البداية بالعهد ووراء الحزب.

 

منذ تاليفها تلهينا الحكومة الانقاذ باجتماعات اللجان ثم ما لبث رئيسها ان اندمج كليا بسياسة «التيار العوني» قلبا وقالبا، اضاع الوقت بالهروب الى الامام، رمى مسؤولية الأزمة على «السياسيات السابقة»، استدرج الخصومات السياسية بلا مبررات، اضاع الفرص للمباشرة بالخطوات العملية مع صندوق النقد الدولي للمساعدة في معالجة المشكلة المالية والاقتصادية، الضحك على ذقون اللبنانيين والخارج بالتهرب من اصلاح الكهرباء اولا اكراما لعيون العهد والاهم هو تحولت الحكومة الى مقصلة العهد لتصفية خصومه بالإدارة والانقضاض على مفاصل الدولة.

 

الوقت انقضى بالتلهي، حكومة الإنقاذ أصبحت بحاجة لمن ينقذها من خلافات أعضائها التي لا تتوقف، من تعثرها، ومشكلاتها التي لا تتوقف. يوم الحكومة تدرس خطة الانقاذ، ويوم انجزت منها ٥٧ بالمئة ويوم لا تزال الخطة قيد الدرس. لم تشفع ازمة وباء «كورونا» في إطالة أمد المماطلة. انكشف الفشل والاعتراض والانهيارسريعا ولم تعد سياسة الهروب إلى الأمام تنفع في إعطاء مهلة سماح جديدة للضحك على الناس. استعارة رئيسها مفردات العهد الفاشلة بتهديد الموظفين الخارجين عن «الطاعة» حديثا لا يحل مشكلة فشل الاداء وتدهور الوضع المالي، وتغطية العجز الفاضح باتخاذ القرارات الصائبة. جرب قبله عهد اميل لحود وانتهى الى الحضيض. بدل شبك الأيادي والاستعانة بالخبرات، تجارب الفشل مصيرها الفشل الذريع. حل المشكلة بتعاون الجميع وليس بالتحدي والاستعداء واستعمال الحكومة وسيلة لتصفية الحسابات السياسية والشخصية. الانهيار يتسارع يوما بعد يوم ولم تعد المسكنات تنفع بتخدير الرأي العام. سقطت صيغة تركيب حكومة كيف ماكان منذ تأليفها. سقطت صيغة تجاوز التوازنات السياسية والطائفية. لم يشعر اللبنانيون بوجود الحكومة الا بإجراءات كورونا. عاشت حكومة «الرموت كونترول» ميتة لأنها امتزجت كليا بسياسة العهد ومصالحه وتوجهات داعميها. العهد سقط الآن مع الحكومة ولم تعد تنفع كل اجهزة تنفس حزب الله وكورونا بإنعاشهما.