على وقع الحوار الساخن الدائر في المجلس النيابي على طاولة الحوار، وحين كان الجميع يوجه انظاره نحو ساحة النجمة وصل وفد رفيع المستوى من حزب الله الى الصرح البطريركي في بكركي، ومستوى الوفد هو نفسه انما على وقع الاحاديث المتداولة حول بعض الشوائب بين الحزب وبكركي عمد البعض الى التخييط بمسلة الخلافات على خلفيات متعددة وفي اولها انتخابات رئاسة الجمهورية ولكن المشهد في بكركي امس لم يتغير والسيد ابراهيم امين السيد رئيس المكتب السياسي للحزب ومعه وفد مرافق بدّد كافة هذه المخاوف التي لم تكن موجودة حسب اسقف مشارك في اللقاء الذي جرى في الصالون الكبير واستمر لأكثر من ساعة.
مصادر المجتمعين اكدت ان اللقاء كان ممتازاً للغاية، وان المواضيع تشعبت من سياسة واقتصاد واوضاع معيشية الا ان الحيز الأكبر كان لموضوع رئاسة الجمهورية حيث اعاد البطريرك الراعي ضرورة انتخاب رئيس جديد للبلاد خصوصاً ان البلدان المجاورة ملتهبة ولا أحد يعرف الى اين تتجه الامور فيها وتداعياتها على لبنان، واكد الراعي امام الوفد ان انتخاب رئيس لا يعني كيفما كان انما يجب الخروج من هذا المأزق الذي تمادى لفترة طويلة ولا يجوز البقاء في هذه الحالة، وان بكركي ليست لديها اسماء مرشحين محتملين انما واقع الحال يفرض بالجميع التوجه نحو المجلس النيابي للاتفاق على رئيس جديد للجمهورية التي تبقى الدولة دونه من دون رأس، كما دعا الراعي حزب الله الى المساعدة في هذا الموضوع.
وبالرغم من تقديم شرح مطول من قبل السيد ابراهيم امين السيد حول الاوضاع الاقليمية والدولية وانعكاسها على لبنان وموقف الحزب المؤيد للعماد ميشال عون رئيسا للبلاد، الا ان الراعي اعاد التأكيد الى ضرورة ان يذهب الجميع الى اختيار شخصية من خارج المتمترسين من قوى 14 و8 آذار على أن يكون شخصاً جامعاً ومقربا من الجميع، نظراً لحالة البلاد المتدهورة على كافة الصعد. الا ان المعزوفة نفسها تكررت من كلا الجانبين حزب الله والبطريرك الراعي تحديداً في موضوع رئاسة الجمهورية وبقي الوضع على حاله انما على اتفاق دائم لاستمرار الحوار الذي كان قائماً ولا يزال بين بكركي وحزب الله، الا ان ما حمل دلالة دقيقة على دقة المرحلة وعدم اتزانها واستمرارها في مشهد معين هو ما أفصح فيه ابراهيم السيد الذي قال حرفيا: اننا وغيرنا نعمل ساعة بساعة وهذا يعني ان كافة الامور المستحيلة يمكن ان تتحول في ساعة من الزمن الى امور مستحيلة التحقيق او العكس صحيح على وقع الحروب الدائرة التي لها ما يمكن معالجتها سياسياً او الدخول في حروب طويلة الأمد»، وهذا يعني وبحسب مصادر تابعت اللقاء ان الامور مرتبطة بدقائقها وهذا ما يفسر ان العديد من المشاهد الحالية السياسية والعسكرية يمكن ان تتغير بين ليلة وضحاها وهذا الواقع الذي يفهمه الحزب ليس بالضرورة ان يتقبله البطريرك الراعي الذي يمتلك بدوره العديد من المعطيات المحلية والدولية تعاكس نظرة الحزب حتى الى عدم انتظار ساعة واحدة دون رئيس للجمهورية، فللراعي مخاوفه وهواجسه وهي مبنية على وقائع وضعت المسيحيين في الشرق ولبنان خصوصا على كف عفريت وهو لا يريد سوى التطلع نحو الالية المعتمدة دستوريا اي ان ينزل النواب الي ساحة النجمة وينتخبوا رئيسا للبلاد.
اما في مسألة التوافق على شخصية الرئيس بعيدا عن اسمه، فان البطريرك ووفد الحزب متوافقان وبحسب المصادر على ان يكون لديه تاريخ ناصع ونظيف الكف ولديه القوة في ان يكون لاعبا اساسيا للاسهام في ايجاد الحلول سواء الداخلية او في المنطقة.
وسأل احد المجتمعين عما قاله السيد ابراهيم امين السيد في تصريحه فقيل له انه كرر ثلاث مرات ان العماد ميشال عون ما دام هو مرشح فهو مدعوم من قبل الحزب. فلم يبد اي استفهام على خلفية ان ما سمعه في لقاء البطريرك هو نفسه ما قيل على درج الصرح البطريركي، ولكن السيد ابراهيم امين السيد رفض الرد على سؤال تم توجيهه اليه ثلاث مرات حول رد فعل البطريرك على عدم التوجه نحو اسماء اخرى ولكنه في كافة الحالات كان الجواب هو نفسه: ما دام العماد عون مرشحا فهذا يعني تأييده له، وبرر السيد ابراهيم السيد عدم الرد على الاسئلة باحالة الاسئلة نحو سيد بكركي لاننا لا نستطيع التحدث باسمه.
في الخلاصة فان الزيارة الى بكركي من قبل الحزب تقع من ضمن زيارات دورية الا ان المعزوفة مستمرة نريد رئيسا للجمهورية.