القمة العربية الاقتصادية، لا تساوي شيئا بلا سوريا المنتصرة على الارهاب، والتي في وقت قريب ستعلن النصر النهائي.
حزب الله وحركة امل والقوى الحليفة ، بما فيها الحزب القومي وقوى وفاعليات اخرى، يضاف اليها التيار الوطني الحر، مقتنعون بضرورة حضور سوريا القمة العربية.
اجواء دمشق وزائريها لا تخفي عتبا على بعض القيادات والمسؤولين، كونهم ذهبوا بعيدا في سياسة مسايرة بعض عواصم الخليج، في حين ان القيادة السورية، لم تتأخر عن فتح ابواب معبر نصيب الحدودي مع الاردن للبنان، رغم المواقف السياسية التي اطلقها البعض في هذا الشأن.
الزيارات الفرنسية والبريطانية وهيئات دولية وغربية ، وحتى عواصم خليجية، وفق زوار دمشق الموثقين، جاءت للتنسيق مع سوريا، الا البعض الرسمي في لبنان يكابر علانية في الحديث عن العلاقة مع دمشق الاقتصادية وغيرها.
اعضاء في المكتب السياسي بتيار المستقبل، لا يستبعدون العودة الى سوريا، ولا يتمنعون عن القول ان الرئيس سعد الحريري محكوم بعودة العلاقات السعودية – السورية، كي يسهل الامور حكوميا، لكن يضيفون في مجالسهم ، لا احد منا قادر على السير بأي خطوة حاليا.
في مقلب التيار الوطني الحر يقول الزوار من فريق 8 اذار. ان هناك ممثلاً لرئيس الجمهورية يتابع بعض الملفات مع سوريا، وايضا يواصل الوزير بيار رفول زياراته الدائمة الى دمشق، وكان يستقبله الرئيس بشار الاسد، كموفد من رئيس الجمهورية، لكن بات الان يلتقي باللواء علي مملوك، كون الرئيس ميشال عون تأخر كثيرا عن زيارة دمشق «العاتبة»، التي ساهمت عبر حلفائها ومباشرة في تزكية وصول الجنرال عون الى سدة الرئاسة.
حزب الله وحركة امل وحلفاؤهما يصرون اليوم على اتخاذ الخطوات باتجاه دمشق وبشكل رسمي وعلني، ويتوقفون عند سلوك الاردن في التعاطي مع دمشق، حيث زارت دمشق وفود امنية ووزارية واقتصادية رسمية من كل الانواع، مع ان الاردن كان القاعدة الاساسية لغرفة عمليات العدوان على سوريا، وغرفة «موك» ذائعة الصيت اشهر من ان تعرّف. وتجاوز الاردن العقد وقرأ المستجد الاقليمي والدولي، وفتح مع سوريا.
ومثالا آخر بالرئيس السوداني الحليف الهام للمملكة العربية السعودية، الذي يقاتل معها في اليمن جاء من الرياض الى دمشق، فيما الامارات فتحت سفارتها وخلال اقل من شهر سيعود الطيران الاماراتي الى مطار دمشق ومنه.
فما هي مصلحة لبنان بتعقيد الامور على نفسه؟
يضيف حلفاء سوريا، ان في لبنان ما يزيد عن مليون ونصف المليون مهجر من الاخوة السوريين، وله مصالح اقتصادية هائلة عبر شريان دمشق، وهناك اعادة اعمار سوريا، وكل ذلك لا يجعل البعض في لبنان يتوقف عند مصلحة لبنان العليا، هذا في الوقت الذي، عرضت سوريا مد لبنان بالكهرباء بتكلفة اقل مما هو معروض عليه. وسابقا وزير من 14 اذار، كان تواصل مع شخصيات سورية لحل مشكلة النفايات الباهظة على الخزينة، ووافقت سوريا على التعاون في هذا المجال.. و.. و.. ومصالح لبنانية كبرى ومع ذلك يعاند البعض .
والاهم كما يقول اوساط امل وحزب الله وشخصيات في فريق 8 اذار ، قصة سياسة النأي بالنفس، اذ ما دام لبنان او كما يقول الحريري وحلفاؤه يريدون سياسة النأي بالنفس، لا يمكنك ان تدعو السعودية، ولا تدعو سوريا، لأن هناك فريقاً في لبنان يعتبر السعودية دولة تضغط من اجل الحرب عليه، وما دام هذا الفريق اتهم السعودية بتمويل العمليات الحربية ضده، بل وشجع في السنوات الثلاث الاخيرة اسرائيل لشن حرب على حزب الله، كما ذكر كبار قادة تل ابيب، ووسائل اعلامهم، عدا التصريحات الرسمية السعودية ضد حزب الله وحلفائه.
من هنا فإن مبدأ سياسة النأي بالنفس تقتضي التعاطي بتوازن وبالمثل مع النزاعات العربية، فكيف اذا كان اللبنانيون منقسمين محاور، وكيف اذا شهد الجميع ان الانتصار، اليوم لمشروع حلف المقاومة الذي ركيزته الاساسية سوريا.
حزب الله امل وحلفاؤهما يقولون» القمة بلا سوريا فاشلة ، وعلى لبنان ان لا يكون محل اقامة لفشل العرب على ارضه.