IMLebanon

حزب الله» و«التيار العوني» حاولا إستغلال وضع عرسال لتحقيق مصالح خاصة لكلٍّ منهما

حزب الله» و«التيار العوني» حاولا إستغلال وضع عرسال لتحقيق مصالح خاصة لكلٍّ منهما

دخول الجيش إلى عرسال يقطع الطريق على كل محاولات التحريض ضد البلدة والأهالي

 

تراجع جزئي للإحتقان حول البلدة لكن تداعيات مشاركة حزب الله بالقتال في سوريا مستمرة»

يتلاقى «حزب الله» و«التيار العوني» مع بعضهما البعض وينسقان حملاتهما السياسية والإعلامية وبث الشائعات وتصوير واقع الحال والوضع الأمني السائد في بلدة عرسال وجوارها على غير حقيقته وتضخيم مخاطر وجود المسلحين السوريين المتطرفين حولها على الكيان اللبناني كلّه، وحياكة سيناريوهات رعب وهمية، في محاولة كل منهما لاستثمار وتوظيف الوضع الفوضوي القائم في البلدة لصالحه جرّاء قدوم عشرات الآلاف من السوريين الذين هجرتهم آلة قتل وقنابل النظام السوري و«حزب الله» من مدنهم وأرضهم وقراهم منذ أكثر من أربع سنوات وما تزال حتى الساعة.

فالحزب من جهته يحاول من خلال تكبير مخاطر الوضع القائم في عرسال والجوار على القرى والبلدات المجاورة والموالية له بمعظمها، جرّ الجيش اللبناني للانخراط معه في توسيع عملياته العسكرية واعتداءاته المتواصلة على مناطق القلمون السورية، لتحقيق «نصر» صوري على أقل تقدير في الوقت الحاضر لتحقيق حدّ أدنى من التوازن المختل حالياً بفعل الانهيارات الدراماتيكية المتواصلة لقوات نظام الأسد ومسلحي الحزب وحلفائهم على أكثر من جبهة قتال في الداخل السوري ولإعادة شد عصب جمهور الحزب المحبط في لبنان جرّاء الخسائر البشرية الكبيرة التي يتكبدها باستمرار من دون تحقيق أي نتائج ملموسة بالرغم من كثرة الوعود بالنصر التي أغدقها الأمين العام للحزب عليه منذ إعلانه الانخراط في القتال إلى جانب نظام الأسد قبل سنوات.

ولعلّ الحزب حاول قدر الإمكان استغلال مناسبة طرح مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لفترة إضافية جديدة، لجرّ الجيش لاستنساخ تجربة العملية العسكرية ضد جماعة الشيخ أحمد الأسير في شرق صيدا وغير ذلك من المناطق المتوترة الأخرى لتحقيق «النصر» الوهمي الضروري الذي يسعى لتحقيقه حالياً، ولما فشل في تحقيق مبتغاه توالت الانتقادات العلنية والمبطنة والحملات السياسية المبرمجة ضد الجيش من سياسيين موالين للحزب وللتيار على حدٍّ سواء وما تزال مستمرة حتى اليوم.

أما «التيار العوني» من جهته فلم يترك زعيمه النائب ميشال عون ووزير الخارجية وبعض نوابه وقيادييه مناسبة لتوجيه الانتقادات المباشرة والحادة ضد قائد الجيش والجيش، تارة بالتذرع بعدم قانونية وجوده في منصبه كما أعلن ذلك النائب ميشال عون أكثر من مرّة وتارة أخرى لعدم تحركه عسكرياً ضد بلدة عرسال والجوار ودعمه ومشاركته الحزب في عملياته العسكرية بمنطقة القلمون السورية وكل ذلك لتهيئة الظروف لإيصال مرشّح «التيار» لقيادة الجيش العميد شامل روكز حسبما يطمح النائب ميشال عون لذلك ويسعى بكل جهده لتحقيق هذا الهدف في الوقت الحاضر مستغلاً انخراط الحزب بالحرب السورية أيضاً.

وبالرغم من تنفيس حملات التحريض المبرمجة جزئياً ضد الجيش اللبناني والوضع القائم في بلدة عرسال والجوار بفعل الموقف السياسي الرافض الذي أعلنه زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ضد أي تدخل أو تحرك ضد بلدة عرسال لأنه لا حاجة لذلك لوجود الجيش اللبناني الذي يتولى وحده الحفاظ على أمن المواطنين هناك، وبعد تأكيد قائد الجيش أكثر من مرّة ان الوضع هناك تحت السيطرة والجيش يقوم بالمهمات المنوطة به، ومع دخول الجيش اللبناني إلى بلدة عرسال منذ أيام وسط ترحيب الأهالي ومباركتهم ومن دون أي حوادث، إلاَّ ان كل هذه الوقائع الميدانية المهمة التي قطعت الطريق على الادعاءات المغرضة لم توقف من جانب آخر حملات التهويل، تارة بشل عمل الحكومة وتعطيلها بحجة المطالبة بحسم موضوع التعيينات الأمنية دفعة واحدة لاتاحة الفرصة امام إيصال مرشّح «التيار العوني» لقيادة الجيش من ضمنها، الامر الذي يؤدي إلى مزيد من التجاذب السياسي بين الأطراف السياسيين في حال بقيت المواقف على حالها مع استمرار أطراف مؤثرة في عدم البت بموضوع قيادة الجيش في الوقت الحاضر ولحين حلول موعد انتهاء مُـدّة قائد الجيش الحالي، في حين يبدو ان هناك اصراراً في المقابل على البت بموضوع موقع المدير العام لقوى الأمن الداخلي في جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل تعييناً أو تمديداً لتفادي شغور هذا الموقع بعد أيام معدودة.

إزاء هذا الواقع القائم ومع تراجع حالة الاحتقان جزئياً حول عرسال، تبقى تداعيات مشاركة الحزب بالحرب في سوريا متواصلة على الداخل اللبناني، ومسألة تعطيل عمل الحكومة جزئياً أو كلياً تستند إلى مصلحة «حزب الله» بذلك، و«التيار العوني» مضطر لمراعاة هذه المصلحة في النهاية بالرغم من كل حملات التحريض والتهويل التي يلوّح بها.