Site icon IMLebanon

«حزب الله» و«التنمّر» الحكومي

 

«التنمّر»، هذا هو الوصف الذي ينطبق على حال الشّلل التي ضربت عمليّة تشكيل حكومة تدير أمور البلاد والعباد، و»التنمّر» الذي يمارسه حزب الله ليس بجديد، فاللبنانيّون اعتادوا عليه منذ العام 2005 عندما «تنمّر» عليهم أمين عام حزب الله حسن نصر الله من ساحة رياض الصلح يوم 8 آذار وخطابه التهديدي!

 

في توصيف «التنمر السياسي» أنّه «تحدث الشوفينية عندما يفرض بلد ما إرادته على بلد آخر، ويتم هذا عادة مع القوة أو التهديد العسكري»، تكرّر هذا الأمر عشرات المرّات في لبنان، مرّة بسبب «التنمّر الفلسطيني» وأخرى بسبب «التنمّر السوري» أو «التنمّر الإسرائيلي» ومنذ العام 2005 دخلنا في «التنمّر الإيراني»، و»تنمّر» حزب إيران هذه المرّة وإن كان يطال لبنان عموماً إلا إنّه تنمّرٌ على «الطائفة السُنيّة» خصوصاً مع محاولته فرض ممثلين عنها برغم إرادتها من التابعين لنظام بشّار الأسد وإيران ويدينون بالولاء لحزب الله علناً!

 

من المؤسف هذا «التباطؤ» من قيادات «الطائفة السُنيّة» في إعلان موقف صارم من سلوك حزب الله المتنمّر، «الطائفة الأكبر» في لبنان ليست «طفلاً» ليمارس عليها «التنمّر»، وبات من الضروري أن تقوم المرجعية الروحيّة للطائفة بدعوة الجميع إلى دار الفتوى، وإلزام الذين يتمترس خلفهم حزب الله حدّهم، وللمناسبة هذا السّلوك يمارسه حزب الله منذ العام 2005 بالتعاون مع نظام بشّار الأسد، فحزب الله ورث وظيفة النظام الإحتلال في شقّ الصفوف، عام 2005 وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري حاول النظام السوري تنصيب مفتٍ ثانٍ للطائفة، واتخذوا من الرئيس عمر كرامي غطاءً لينفّذوا غرضهم، نفس الأسلوب يستخدمه حزب الله في محاولة اختراق «الطائفة» وشقّ صفّها بفرض «تابعين» للحزب من طائفة غير طائفة الحزب على طائفة بعينها، هذه محاولة إن تمكّن حزب الله من فرضها سيعيد تكرارها بفرض سُنّة ودروز ومسيحيّين تابعين له على طوائفهم، وحزب الله من الوقاحة و»التنمّر» بمكان أن يفعلها من دون أن يرفّ له جفن!

 

التزام الصمت تجاه حزب الله سياسة غير نافعة، وما يفعله حزب الله «فتنة كبرى» يسعى من ورائها إلى «تفسيخ» الطائفة السُنيّة والقضاء عليها، هذه المرة يطالب بفرض وزير من حصّتها في حكومة أخرى سيفرض وزراء هذا إن يفرض عليها من يمثّلها في موقع رئاسة الحكومة، المطلوب أمس قبل اليوم اتخاذ مرجعية الطائفة الروحيّة والزمنيّة وقياداتها ورجالاتها موقف حازم من هذا المسعى «المتنمّر» الخبيث، لأنّ النّدم لن ينفع لاحقاً!

 

قد يكون أفضل ما يفعله رئيسا الجمهوريّة والحكومة هو المضيّ قدماً في استكمال تشكيلة الحكومة وإعلانها، لفضح الصورة الحقيقيّة لتنمّر حزب الله، فالكلام النّاعم عن عدم الخوف من فتنة سُنيّة ـ شيعيّة، لأنّ حزب الله وفي اللحظة التي ستعلن فيها تشكيلة الحكومة المعطّلة سيُلزم الرئيس نبيه بري ـ ولو مكرهاً ـ بانسحاب»الطائفة الشيعيّة» من الحكومة وإعلان فقدانها للميثاقيّة، على الأقل حينها سيكون إعلان التشكيلة الحكوميّة أسقط القناع عن وجه حزب الله، وسحب منه ذريعة مزيّفة وخبيثة يتمترس وراءها، حزب الله يسعى لمصادرة قرار كلّ الطوائف، وتعطيل كلّ مفاعيل الدّستور اللبناني، واتفاق الطائف، ووضع اليد على الرئاسات الثلاث في البلد!

 

فائض «التنمّر» الذي يمارسه حزب الله على لبنان والحياة السياسيّة فيه ومظهر الدّولة ستكون عواقبه وخيمة على الجميع، نحن أمام حزب لا يكترث لا للبنان ولا للدولة اللبنانيّة ولا لتشكيل حكومة ولا لعهد رئاسي ـ يُقال أنّه قوي ـ فيما حزب الله يطوّقه ويعطّله ويشلّ حركته، ويمنع تشكيل حكومة قيل إنّها ستكون «إنطلاقة العهد»، فإذا المشهد يشي بأنّه لا حكومة ولا عهد ولا انطلاقة ولا من يحزنون!