IMLebanon

«حزب الله».. و«الديبلوماسية الإلهية»

لا تسعف الذاكرة «حزب الله« وجمهوره لتذكّر «الأصول الديبلوماسية»، التي لطالما اتّبعها السفير السوري علي عبد الكريم علي وسفراء ايران في لبنان. ففي زمن يخرج فيه السفير السعودي علي عواض عسيري لانتقاد ما ورد في خطاب نصرالله الاخير، متحدّثاً عن «ارتباك لدى الجهات التي يمثلها نصرالله»، تصبح تصريحات سفراء «المحور الإلهي» في لبنان، وانتهاكها لسيادة الوطن، تفصيلاً من الماضي. لا بأس. فـ»عاصفة الحزم» تطيح الذاكرة احياناً.

«تصريحات السفير السعودي، التي تعرّض فيها للأمين العام لحزب الله، تشكّل خروجاً عن أصول الديبلوماسية»، يقول عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله.

يبدو ان السفير السعودي قد ارتكب خيانة عظمى بانتقاده كلام نصرالله، حتى وإن كانت «الديبلوماسية الالهية» لـ «سيّد المقاومة» تقوم على وصف العرب بـ»التنابل والكسالى والفاشلين»، وبحديثه عن «سيّدهم شاه ايران!».

في هذا الاطار، اعتبر عضو كتلة «المستقبل« النائب جمال الجراح في حديث إلى «المستقبل»، أن «نصرالله خرج عن الأصول والقيم الوطنية، وتجاوز كل الاصول الاخلاقية التي تغنّى بها في خطابه الاخير، بحديثه عن وقوفه وايران الى جانب الشعوب، عندما شارك في ذبح الشعب السوري وساند نظام الارهاب في سوريا«.

وقال الجراح، «إنّ نصرالله هو مَن أطلق شتائمه باتجاه المملكة العربية السعودية، ونسي حينما ارسل نداءات الاستغاثة للمساهمة في وقف عدوان 2006، ولإعادة إعمار الضاحية والقرى الجنوبية ، حيث وقفت المملكة العربية السعودية الى جانب الشعب اللبناني، ودفعت اكثر من 500 مليون دولار لإعادة إعمار الضاحية وقرى جنوبية. اقل ما يقال ان نصرالله تنكر لوقوف السعودية الى جانب لبنان منذ العام 1989( اتفاق الطائف) حتى اليوم«.

ورأى أن «أكثر ما يجعل نصرالله مستاءً من السعودية، هي الهبات التي قدمتها للجيش اللبناني. فبناء الجيش والمؤسسة العسكرية يعني الغاء الدويلة والميليشيات«.

وعن كلمة رئيس الحكومة تمام سلام أمام الجامعة العربية، قال الجراح «إن سلام انطلق من البيان الوزاري، الذي شدد على التضامن مع قضايا العرب والشرعية العربية، وهو ليس بحاجة الى مشاورة أحد«.

وبالعودة الى ردّه على السفير عسيري، استفاض النائب حسن فضل الله في شرح معنى «الاصول الديبلوماسية»، اذ اعتبر انها «تفرض عدم التدخّل في الشؤون الداخلية«.

انزلق فضل الله في متاهات «الاصول الديبلوماسية»، وخص بكلامه، السعودية وديبلوماسيتها وديبلوماسييها، متجاهلاً كل ما صدر ويصدر على لسان «الديبلوماسيتين الايرانية والسورية«. فالسفير السوري لا يترك مناسبة إلاّ ويخرق فيها السيادة الوطنية. وهذا ايضاً ما حدث مع المستشار العسكري لخامنئي الفريق رحيم صفوي، حين اعتبر ان حدود ايران الغربية تصل الى البحر المتوسط عبر الجنوب اللبناني. وكلام مستشار الرئيس روحاني علي يونسي، الذي تحدث عن السيطرة على بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، واستعادة امجاد «الامبراطورية الفارسية«!.

بات من شبه المؤكد أن ديبلوماسية نصرالله «الإلهية»، تقتضي أن يوافق اللبنانيون والعرب على تدخّله بشؤون العالم خدمة لمصالح «امبراطورية فارس»، من دون أن يتجرّأ أحدٌ على انتقاده ومحاسبته. فما أجازه حزب الله لنفسه.. حرّمه على غيره.