Site icon IMLebanon

«حزب الله» و«مقاومة».. انتخاب رئيس

 

فيما يتنفّس اللبنانيون هواء الحوارات الثنائية وانعكاساتها الإيجابية على يومياتهم، وبعد صدور بيان مقتضب عن جلسة الحوار السابعة بين تيار «المستقبل« و«حزب الله« للإشارة الى «حصول تقدم جدي في الملفات الأمنية والسياسية»، خرج رئيس المجلس السياسي لـ»حزب الله« السيّد ابراهيم السيّد في موقفٍ من شأنه أن ينسف الأجواء التفاؤلية، إذ لفت عقب اجتماعه والوفد المرافق بقيادة حزب «الطاشناق« في برج حمود الى أن «جدية البحث في الرئاسة تقتضي التفاهم مع عون». هذا الموقف اللافت في توقيته، استدعى رداً سريعاً ومفصلاً من كتلة «المستقبل«، حيث رأت أن «كلام السيّد يظهر بشكل واضح، من يعطل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ويبقي حالة الشغور الرئاسي في البلاد، وبالتالي يكشف الدولة اللبنانية على الرهانات المتهورة ويعرضها لشتى أنواع المخاطر«.

من المؤكّد أن السيّد، عدا أنه اختار كلماته بدقة من قاموس التعطيل الذي يعمل «حزب الله« بموجبه منذ مدة، إلا أنه تجاوز أيضاً كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري حول «انتهاء حوار المنابر»، ليختار من مقرّ «الطاشناق« منبرا،ً ليوجّه رسالته الرئاسية. وكأن بالسيّد يقول «من يريد الانتخابات عليه التوجّه الى الرابية.. وإلا فلا انتخابات«.

يعلم الجميع أن تيار «المستقبل« بدأ الحوار مع عون قبل أن تتفتّق قريحة السيد ابراهيم عن هذا الحل، وكذلك فعل حزب «القوات اللبنانية«، لكن الفرق شاسع بين أن يكون الحوار لإعادة إنتاج مشتركاتٍ وطنيّة، أو أن حقاً تراد به عقدةٌ في المنشار، لاستمرار تعطيل الآليات الدستورية، ومنع المجلس النيابي من الاجتماع لممارسة واجبه (تماماً كما منع الحوثيون انعقاد البرلمان اليمني لمناقشة الفراغ الرئاسي)، لعلّ الميليشيا تسوِّغ لنفسها انقلاباً على الصيغة الوطنية التي التقى عليها اللبنانيون في الطائف. لم يكتفِ «حزب الله« بتعطيل جلسات انتخابات الرئيس وحسب، بل يحاول فرض شروطه الرئاسية والحوارية والاختباء خلف اصبع عون.

السؤال الذي يطرح نفسه، إن كان «الجنرال» هو فعلاً مرشّح «حزب الله« للرئاسة، وهذا ما أعلنه السيد نصرالله على الملأ، فلماذا لم يطلب من عون إعلان ترشحه رسمياً، ويتوجّه نواب تكتل «الإصلاح والتغيير« الى البرلمان لممارسة الحياة الديموقراطية، حفاظاً على «الدولة ومؤسساتها الدستورية»، التي يخشى عليها السيّد ابراهيم؟ 

ألم يقل رئيس المجلس السياسي للحزب إن «استخدام المؤسسات من أجل تعطيل البلد يضر باللبنانيين»؟! لماذا لا تعتبر قوى 8 آذار كلام السيّد ابراهيم بمثابة الدعوة الى حضور الجلسة الـ20 لانتخاب رئيس للجمهورية الأسبوع المقبل، وليربح من يربح؟

لماذا يصرّ السيّد ابراهيم على «التفاهم مع عون» كشرطٍ لحصول انتخابات الرئاسة؟! من قال إن التفاهم مطلوب؟! الانتخابات الرئاسية أو أي انتخابات تجري في دول العالم، إنما تعبّر عن ممارسة ديموقراطية في حال الفشل في التوصل الى تفاهمات واتفاقات.

على «حزب الله« أن يواجه عون بالحقيقة، كي لا تتعطّل أحلامه مستقبلاً. عليه أن يعترف بأن كلام السيّد نصرالله عام 2011 خلال إحياء السفارة الإيرانية في بيروت الذكرى الثانية والعشرين لرحيل الخميني كان بمثابة خارطة الطريق الى الفراغ. يومها قال نصرالله: «يجب تطوير النظام السياسي، فلنذهب الى مؤتمر تأسيسي!«.

كل ما تقدّم يحيلنا الى مجموعة من الأسئلة: هل المسألة حقاً في الوقوف على خاطر عون، أم هي استخدام عون للوقوف على خاطر الولي الفقيه، بانتظار ما ستؤول اليه المفاوضات النووية؟! وهل بات واضحاً للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً من يقطع رأس الرئاسة المسيحية الوحيدة في المنطقة في زمن «داعش«؟!.