Site icon IMLebanon

«حزب الله»… ويوم الحساب

تتجمّع في أفق حزب الله كلّ إشارات النهاية الآتية مسرعةً في لحظة أصبح فيها يُشبه حالة انتفاخٍ فضفاضة «تُطَفْطِف» تهديداً على المنطقة بأسرها بعدما اعتقد في نفسه أنّه أصبح «قوةً إقليميّة كبرى» وأنّه يحقّ له التدخّل بالمنطقة ودولها بالطول والعرض هو «وشعبه» سواء في الداخل أو في دول الانتشار، وآخرُ نُذُر «النهاية» جاءت من خارج الصراخ الذي ملأ الحزب به فضاء العرب اتهاماتٍ وإهانات، فـ»شكّة الدبّوس» جاءت من القضاء الأميركي مع الإعلان عن وثائق تُدين حزب الله بتفجيرات الحادي عشر من أيلول العام 2001!!

ليس سرّاً أنّ إيران الوليّ الفقيه هي «حاضنة» لإرهاب تنظيم القاعدة ومأوى لقياداته الإرهابيّة وحضن الأمان لعائلات كثير منهم وعلى رأسهم عائلة رأس القاعدة أسامة بن لادن، وكمعظم المافيات وكارتيلات القتل والإرهاب تتكشّف الكثير من أعمالهم بعد انتهائهم غالباً، أو مع اقتراب نهايتهم، فإنّ حزب الله سيعرف أياماً عاصفة تطيحُ بما تبقّى من ادّعاءات يتلطّى خلفها، خصوصاً في الأيام المقبلة…

في الأسابيع الماضية سمعنا نغمة تحاول إقناع اللبنانيين بأنّ صفقة ما تمّت تركت لبنان لصالح إيران، وهذا الترويج فيه الكثير من الخداع والأكاذيب، وحتى الساعة يؤكّد سياق الأحداث عربياً وإقليميّاً أن حزب الله في طريقه إلى الاختناق من لبنان مروراً بكل العواصم التي تسلل إليها بصور وأشكال متعددة فتجفيف منابع تمويله ودعمه آخذة في التوسع سواء عبر مؤسسات وشركات تعمل لحسابه في تبييض الأموال ونقلها وتشكّل خزينة «الكاش» التي تباهى بها أمين عام الحزب في أحد خطاباته، وصولاً إلى الأفراد المؤيدين والدّاعمين له على امتداد دول الخليج العربي، فقد ولّى زمن التجاهل وغض النّظر، فالمواجهة أصبحت معلنة ومكشوفة، وعلى لبنان وحكومته الإقلاع عن سياسة الخوف والنعامة، سبق وجُرّبت هذه السياسة فخضع لبنان ودفع الثّمن للمنظمات الفلسطينية وللاحتلال السوري وللاحتلال الإيراني، ولمرّة واحدة نتمنّى لو يقف لبنان مع نفسه، لا أن يكتفي بدور الضحيّة المغلوب على أمره!!

ومن إشارات نهاية حزب الله التي باتت وشيكة تواتر الأنباء بالأمس بعودة غير متوقعة لأعداد كبيرة من مقاتليه من سوريا، بالطبع سيكون سهلاً على الحزب ادّعاء أنّهم عادوا في إجازة من الميدان مع صمود هدنة وقف إطلاق النار، والحقيقة ليست كذلك، ومفاوضات جنيڤ كفيلة بكشف أسباب هذه العودة، وبالمناسبة حزب الله لن يكون على طاولة المفاوضين، ولحظة خروجه من سوريا ستكلّفه الكثير في بيئته الحاضنة بعد هذا العدد الكبير من القتلى، خصوصاً متى ستفضي هذه المفاوضات إلى خروج بشار الأسد مكرهاً منفيّاً إلى طهران ربما، فما الذي سيقوله الحزب الذي بنى كل «أنشودة» قتاله في الدفاع عن «نظام الأسد.. وممانعة الأسد.. ومقاومة الأسد»، فماذا إن حانت لحظة خروج «بشار الأسد» ذليلاً هارباً من احتمال محاكمته بتهم ارتكاب جرائم الحرب والإبادة وهو في ذلك سيّان مع داعش!!

نهاية العام 2013 كتبنا في هذا الهامش عن مشانق ثلاث تتهدّد عنق حزب الله، ويتضّح مع نهاية الفصل الأول من العام 2016 أنّ المشانق التي تتهدّد رأس حزب الله باتت كثيرة جداً، وكلّما زاد عددها، كلّما شارفنا على مشاهدة الفصل الأخير الدراماتيكي لنهاية حزب الله في لبنان والمنطقة.