Site icon IMLebanon

حزب الله والمستقبل: «العين بالعين»..

ثمة شيء تغير في الستاتيكو اللبناني بعد ردّ السيد حسن نصرالله ولا حاجة للتبصير والتنجيم ان الوضع في لبنان على حافة جديدة من الانهيار السياسي في المقام الاول وامني سيستلحق هذا الكم الهائل من الضغط المستجد على الساحة اللبنانية، تحدث تيار المستقبل على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كان يمثل اسلوبه نوعاً من الهجوم ثم المهادنة، الا ان كلامه الاخير اوحى ان مستجداً قد طرأ على الوضع برمته، وفيما تفسر مصادر نيابية كلام المشنوق بأنه رسالة اوسع من الساحة اللبنانية وصولاً الى الاقليمية جاء رد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حاسماً بشكل سلبي قد لا يكون المستقبل ينتظر هكذا نوعية ما اعتادت ان تسمي الامور باسمائها دون السؤال عن النتائج، الا ان واقع الحال يعطي للوضع اللبناني فسحة من التأهب نحو التصعيد بكل انواعه بعد ان سكنت المظلة الدولية لاربع سنوات في جوانب الامن اللبناني.

وتقول هذه المصادر انه لم يسبق ان وصل الخطاب السياسي الى هذا القدر من الانقسام الداخلي الذي يمكن ترجمته بالقياس مع الوضع المتفجر في المنطقة وخصوصاً لناحية الرد السعودي على التدخل الروسي في سوريا ضغطاً على الساحة اللبنانية، وتشير هذه المصادر الى ان ثمة اموراً جوهرية قد تغيرت بحيث بات تيار المستقبل مقدماً على التضحية بالحكومة والممثل فيها بقوة، فيما حزب الله بات مدافعاً عنها لى حد معين، ولكن ما الذي دفع المستقبل الى رمي كرة الحكومة قرب النار وفي المقابل برز الحزب كمحافظ على استمراريتها؟

هذا السؤال تجيب عنه هذه المصادر بالدعوة الى التفتيش عن العقدة الكبيرة الكامنة بين ايران والمملكة العربية السعودية، وهل ستتم ترجمة هذا الصراع على الساحة اللبنانية بعدما باتت سوريا في اياد دولية وفق تفاهم روسي ـ اميركي، الرد لدى هذه المصادر السؤال بالسؤال يعني ان «قطباً مخفية» سوف تظهر خلال الاسابيع المقبلة وعلى الارجح بشكل سلبي على الساحة المحلية، ولا تنكر هذه المصادران الدخول العسكري الروسي وتغيير الموازين على الساحة السورية اثار حفيظة السعودية وحلفائها وبأن امكانية الرد في سوريا غير متاحة فان خاصرة لبنان الرخوة تجعل من السهولة بمكان استعمال ساحته، ولكن هل ستتخلى السعودية عن الوضع الامني في لبنان والهدوء النسبي لان خلاف ذلك يعني انها سوف تخسر الورقة اللبنانية بشكل نهائي على خلفية تفاوت القوى ووجود حزب الله الذي لن يسمح بأن يكون لبنان حديقة خلفية لمحور يعتبره عدواً له، لذلك فان هذا الخيار مستبعد نظراً لانعكاساته العميقة على مستوى التأسيس للبلاد الا ان هذه المصادر لا تستبعد استهداف مناطق يسيطر عليها حزب الله بعمليات انتحارية او سيارات مفخخة او عمليات اغتيال بالاضافة الى امكانية ان تتعرض مؤسسات امنية لهذا النوع من الارهاب، وتؤكد هذه المصادر ان السعودية ودورها في المنطقة تلقى هزتين قويتين:

1- الاولى: عدم استطاعتها ايقاف الاتفاق النووي بين ايران والغرب ومفاعيله الايجابية على الجمهورية الاسلامية.

2- الثانية: الدخول العسكري الروسي القوي والسريع في سوريا الذي أجهض قيام تنظيمات معتدلة لمحاربة النظام السوري او المساومة بواسطتهم.

على ان هذه المصادر تقرأ في التصعيد القائم توطئة لعودة الرئيس سعد الدين الحريري الى بيروت والحديث عن اطالة اقامته حيث تتم عمليات تجهيز أمنه واقامته وهذا بحد ذاته يمكن اعتباره مقدمة لعودة الرأس الى القواعد الشعبية التي حُكي الكثير عن تناقضات داخلية، اما ما تكشفه هذه المصادر عن ان عودة الحريري سوف تؤسس لمرحلة جديدة ان على الصعيد الحزبي او قيام حوار أصيل بديلاً عن الانابة عنه ولو كان الاطراف المتحاورون من جهة المستقبل يتلقون التعليمات من الحريري نفسه الا ان لحضوره الشخصي ثقلاً يمكن تلمسه لحظة وصوله الى المطار، وبالتالي فان تصعيد حزب الله من ناحيته يمكن وضعه في خانة عدم الظهور في موقع المستضعف في حين يرى نفسه «ان المحور الذي يحارب الى جانبه هو الاقوى في الوقت الحالي وبالتالي فان سكوته يعني تفسيره في الحد الأدنى معه استقواء عليه وعلى انجازاته في سوريا، وعلى ما يبدو فان الامور متجهة بين الحزب والتيار وفق قاعدة العين بالعين…