Site icon IMLebanon

«حزب الله» ومسرحية «الفساد»

 

سريعاً انكشفت أوراق حزب الله أمام الجميع، حتى أمام جمهوره الذي ضرب أخماساً بأسداس عن الملف و»الوثائق» التي تدين مسؤولين كثر وادّعى نائب الحزب حسن فضل الله من تحت قبّة البرلمان أنّ حزبه يملكها، إذ كادوا يصدّقون ـ جمهور الحزب تحديداً ـ أنّه جديّ فيما يقول، فهم ككلّ اللبنانيّين يدفعون ثمن حال الفساد المستشري في البلاد، اللبنانيّون الآخرون لم يحتاجوا حتى إلى وقت لتتضح فيه مصداقية الحزب وجدّيته، أساساً بمجرّد ما رمى النائب فضل الله «خبريّة الـ11 ملياراً» أدركنا مرامي الحزب ونائبه، وعرفنا أنّ البلد أمام مسرحيّة قديمة بل «مسخره» سيستعيدها حزب الله من «مساخره» الكثيرة في خريف العام 2006!

 

خسر حزب الله معركة هزيمة الرئيس فؤاد السنيورة وإخراجه من السرايا الحكومي بالرّغم من 7 أيار وفظائعه، وتُرجمت هذه الهزيمة  بتكليف الرئيس فؤاد السنيورة بتشكيل الحكومة رقم 70 والأولى من عهد الرئيس ميشال سليمان بتاريخ 11 تموز العام 2008، على الحزب ونوابه أن يراجعوا أرشيف قناة المنار وكلّ ما ارتكبته بحقّ رئيس «حكومة المقاومة» التي اتهمها حزب الله بالخيانة مع أنّ نوابه «كانوا مبلّطين» في السراي الحكومي على باب الرئيس السنيورة ينتظرون أن توصلهم الاتصالات الدولية والمفاوضات الشاقة التي خاضها حتى حصل على وقف إطلاق النار وانتزع القرار 1701، على الأقل راجعوا اتصالات هوائكم المفتوح لشتم رئيس حكومة لم يجب يوماً بأكثر من قول الإمام الشافعي «يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبحٍ/ فأكرهُ أن أكونَ له مجيباً/ يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلماً/ كعودٍ زادَه الإحراقُ طيباً».

 

على عكس ما اعتقده بيان كتلة المستقبل بالأمس بأنّ حملة النائب حسن فضل الله «تهدف إلى تحويل الأنظار عن الأزمة الإقتصادية» إذ أنّ الأزمة الاقتصادية تتفاقم منذ سنوات، وآخر همّ حزب الله الوضع الاقتصادي، في الأساس هذه الحملة تستهدف رأس تيار المستقبل ورئيسه رئيس الحكومة سعد الحريري متى احتاج الحزب، وهي مقدّمة لتعطيل البلاد متى احتاجت أجندة الحزب ذلك خصوصاً أنّه بعد كلّ التطبيل والتزمير لحرب الحزب المزعومة على الفساد اتضح أنّ الأمر مجرّد خداع ومسرحيّة يُدرك الحزب قبل غيره أنّها لن تنطلي حتى على جمهور الحزب نفسه!

 

قد يكون واحداً من أهم المواقف في مواجهة المسعى الخبيث لحزب الله للنيل من الرئيس فؤاد السنيورة بكلّ رمزيّته وحيثيّته ومكانته هو زيادة الإحباط عند الطائفة السُنيّة ورسالة قاسية لها ولمن يمثّلها في سُدّة الرئاسة الثالثة، فليست هذه هي المرّة الأولى التي يراد فيها النيل من رمزيّة فؤاد السنيورة، سبق وخاض ـ سيىء الذّكر ـ الرئيس إميل لحود ونظامه الأمني ومن خلفه نظام بشّار الأسد حرباً شرسة ضد فؤاد السنيورة وزير الدولة لشؤون الماليّة آنذاك، وكانت ضمناً رسالة للرئيس رفيق الحريري امتدت على مدى عامين هما عمر حكومة الرئيس سليم الحص، وخابت آمال كلّ المتورّطين في هذه الحرب، مجدداً يتكرّر الأمر ولكن في صورة أخطر وأعتى فؤاد السنيورة رئيس حكومة سابق، ورأس حربة مقاومة مسعى حزب الله وإيران من وضع يدها على الرئاسة الثالثة، وكلّ تخفيف أو عدم التعاطي بجديّة مع ما يفعله حزب الله اليوم ستدفع رأس الرئاسة الثالثة كائناً من كان ثمنه غالياً فيما بعد!

 

ما الذي يريده حزب الله من هذه الرسالة الخطيرة التي ترسلها إيران ومعها بشار الأسد للطائفة السُنيّة في لبنان؟ التصرف بعدم مبالاة تجاه اتهامات حزب الله القديمة الجديدة سيُنظر إليه بعين الريْبة والتساؤل، الرئيس فؤاد السنيورة يمثّل المواجهة الكبرى مع حزب الله منذ انسحب وزيراه من الحكومة اعتراضاً على طلب حكومته ضمّ ملف اغتيال جبران تويني إلى لجنة التحقيق الدوليّة، وبكلّ رمزيّته ومقاومته وبقائه في السراي الحكومي بالرّغم من كلّ تهديدات الانقلاب على الدولة في خريف العام 2006!