IMLebanon

«حزب الله» خذل عون؟!

ماذا يريد حزب الله من الانتخابات الرئاسية اكثر من ان يشكك بعلاقته  مع رئيس  تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، بعدما خذله في عدم حضوره جلسات الانتخاب، بما في ذلك اصرار الحزب على اعتماد  النصاب لتطيير الجلسات، ما يعني بالضرورة ان مجال انتخاب الرئيس غير طبيعي، فضلا عن ان العماد عون يكاد يصل الى قناعة راسخة بأن حزب الله يلعب ورقة اذلاله عن سابق اصرار وتصميم، طالما ان الامور سائرة باتجاه لا يلبي الغاية المرجوة من هذا الاستحقاق الدستوري الذي لا بد من بلوغه مهما اختلفت الاعتبارات ومهما طال زمن اللعب السياسي – الحزبي؟!

الذين يرون الحل في الخارج، لا بد من ان يدركوا ان الحل الخارجي يمارس من خلال توجهات محلية، يبقى القصد منها افادة مصالح الغريب الذي يهمه ان لا يصل اللبنانيون الى ما فيه مصلحة وطنهم وقضاياه العالقة منذ وقت طويل لان تصرف الخارج يتطلع الى ما فيه مصالح العدو، مهما كان هذا العدو لان النتيجة تبقى واحدة لمجرد انها لا تخدم مصلحة الوطن، وهذا من الامور التي تقتضي موقفا يعيد الامور السياسية – الدستورية  الى نصابها الصحيح؟!

وفي عودة الى ما يصح قوله انه تشكيك بعلاقة الجنرال مع حزب الله لانه يعرف ان حصول النصاب ليس من مصلحته، وهذا ما يفهمه الحزب لمجرد ان الاصوات المرجوة للفوز  بالرئاسة ليست لمصلحة حليفه، كذلك لن تكون لمصلحته، بحسب اجماع متتبعي الموضوع، اضف الى ذلك ان حضور حزب الله وتكتل التغيير والاصلاح الجلسات سيكون لمصلحة المرشح النائب سليمان فرنجية وهذه الحقيقة لا تحتمل تأويلا يمكن ان يفهم منه ان عون قد لا يصل الى قصر بعبدا، طالما انه لا يملك الاكثرية التي يتطلع اليها، فيما العكس صحيح بالنسبة الى فرنجية؟!

وبما ان التعداد العفوي للذين مع عون لا يوصلونه الى الرئاسة، لذا يصح القول انه مطالب بالانسحاب كي لا يبقى المنصب شاغرا لاكثر  من سنتين، لاسيما ان كلمة مبروك تليق فقط بالذي سيحصل على اكثر من ثلثي اصوات النواب وهذا ينطبق حصرا الى الان على فرنجية كما يجافي صراحة المرشح المرشح ميشال عون، من غير حاجة الى انتظـار اعجوبة سياسية من المستحيل توقعها من مجلس النواب في الصورة المعروفة   عنه، كي لا نقول انها محسوبة ولكن بطريقة مغايرة.

ان استمرار العماد عون في معركة الانتخابات الرئاسية لن يجدي نفعا قياسا على ما بوسعه الحصول عليه من اصوات النواب، فيما الامور  محسومة لمصلحة خصمه في قوى 8 اذار بعد حيازته على اصوات من الصعب خرقها بوسائل سياسية تقليدية يفهم منها ان هناك احتمالا لاحداث تغيير في اصوات من هم معه والعكس صحيح بالنسبة الى من هم مع النائب فرنجية الذي عرف كيف يصل الى الرئاسة من غير ان يثير غبارا سياسيا في سعيه، جراء تأييده من جانب قوى 14 اذار بعكس ما حصل مع العماد عون يوم ايده حزب القوات اللبنانية  الذي خرج عن اصطفاف قوى 14 اذار من دون حاجة الى ان يكون في صف الثامن من اذار (…)

المهم بالنسبة الى عون وفرنجية ان حظوظهما متفاوتة شكلا ومضمونا، ولا يحتاج الثاني سوى الى جلسة مكتملة النصاب من غير حاجة الى كثير حسابات وفذلكات سياسية درج التيار الوطني على اعتمادها من دون نتيجة تذكر وهذا متفق عليه في الشكل والجوهر، ولا يتطلب اعترافا صريحا بأن لا مجال امام عون لان يحمل لقب رئيس جمهورية، ربما لانه لم يعرف كيفية تسويق ترشيحه بأقل جلبة ممكنة بعكس الهدوء الذي طبع علاقة فرنجية باصدقائه وخصومه في وقت واحد؟!

لكن، طالما بقيت الامور عالقة عند الاصوات المعروفة مع عون وتلك  التي مع فرنجية، فان الرئاسة لن تبصر النور، الا في حال انسحب احدهما للاخر، وهذا مستبعد تماما، بعدما وصلت اللقمة الى فم الثاني واصبحت بعيدة تماما من فم الاول الذي لا يزال يعاند قدره متكلا على اصوات حزب الله التي تمنع عقد جلسة تشريعية – انتخابية الا في حال اكتمل النصاب، مع علم الجميع ان قرارا بهذا المعنى لم يتخذ من الخارج، اي من جانب ايران التي تعرف كيف تقول لا نصاب حتى اشعار اخر، لاسيما ان مجالات التصافي السياسي غير متوفرة من مراجع  اخرى قادرة على تغيير موقف طهران من الاستحقاق الرئاسي المرشح ان يبقى على ما هو عليه طال زمن تدخل ايران لما فيه مصلحة اللارئيس ام قصر؟!