Site icon IMLebanon

«حزب الله» يوافق على الحوار في الرئاسة

لا اتّفاق على جدول الأعمال، ولكن في المقابل هناك تفاهم على ضرورة انعقاد الجلسة الأولى من الحوار قبل نهاية السنة، حسبما يُصرّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي.

الجديد في أجندة الحوار ما نُقِل لتيار «المستقبل» من أنّ «حزب الله» يوافق على النقاش في الانتخابات الرئاسية، ولو من دون معرفة إلى أين سيؤدّي هذا النقاش، في ظلّ تمسّك الحزب بالوقوف وراء رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.

لكنّ الجديد إقليمياً كان الموقف الروسي الذي عبّر عنه نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الداعم انتخابَ رئيس توافقيّ، فهل سيكون هذا الموقف الروسي حافزاً لتحريك مسار الرئيس التوافقي؟ وهل يكون التحرّك الفرنسي أيضاً عنواناً لمسعى دوليّ مع إيران للعمل على انتخاب رئيس توافقيّ؟

الواضح في الجانب المسيحي أنّ تخوّفاً قد طرَأ في شأن ما يجري، ولكن ليس الى حدّ توقّع وصول تيار «المستقبل» و«حزب الله» إلى تفاهم على اسم للرئيس. عون واثقٌ حتى إشعار آخر من أنّ «حزب الله» لن يبيعَه في أيّ حوار ثنائي مع «المستقبل»، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مطمئنّ بالمقدار نفسه تجاه حليفه، لكنّ الاثنين يلعَبان لعبة الاقتراب المتبادَل، على طريقة لعلّ وعسى، أي احتياطاً في حال رسا الحوار على فتح الطريق نحو الاسم التوافقي.

ما سيجري بين «المستقبل» و«حزب الله»، هو أقلّ من حوار مكتمل الأهداف والنتائج، وما سيجري بين عون وجعجع هو خطوة احتياطية، لاتّقاء الكأس المرّة المتمثلة بإمكان هبوط تفاهم «من فوق»، يُفرَض فرضاً بقوّة الأمر الواقع، كما كان يحصل في الماضي، ذلك على رغم أنّ أحداً لا ينكر لعون وجعجع أنّهما إذا اتّفقا، فإنّ تسعين في المئة من رحلة انتخاب رئيس للجمهورية تكون قد قُطِعت.

لا أحد يتوهّم بأنّ قطار البحث في الأسماء قد انطلق، فـ»حزب الله» متمسّك بعون، وسيطرحه رئيساً وفاقيّاً في الحوار. أمّا تيار «المستقبل» فسيرفض، وسيطرح بالتنسيق مع جعجع، مبدأ النقاش على اسم توافقي. استبَق جعجع حوار «المستقبل» – «حزب الله»، بمحاولة فتح أبواب الرابية المغلقة، أمام تفاهم ثنائي، يُفرَض على الجميع إذا نجَح، اسماً توافقياً مسيحياً يحظى بقبول لا يمكن أحد معارضته.

من المسلّم به أنّ الجلسة الأولى التي ستُعقَد في عين التينة، لن تكون إلّا للصورة الشكلية. النقاش في كلّ المواضيع لا يهدف بالضرورة للوصول الى نتائج، بل الى إيصال رسالة تخفيف الاحتقان المذهبي الى الشارع. وقد طلب «حزب الله» أن يتَرافَق الحوار مع هدنة إعلامية، عِلماً أنّ جهداً أساسيّاً بُذِل بعد استشهاد علي البزّال، لضبط الوضع في البقاع ومناطق كثيرة، حيث تحدّثت التقارير الأمنية عن خطورة أيّ اتّساع لمظاهر الأمن الذاتي، وما تتركه من نتائج على العلاقة السنّية – الشيعية.

وقد لوحِظ وجود حِرص لدى كلّ الأطراف على منعِ الوصول الى الانفجار، فضبَطَ «حزب الله» الوضع في القرى والبلدات الشيعية، ومنع امتدادَ الاضطراب الى مناطق كثيرة.

وإذا كان عنوان تنفيس الاحتقان المذهبي هو الهدف الأوّل للحوار، فإنّ البحث في الفراغ الرئاسي، ولو بلا نتائج متوقّعة، والبحث في قانون الانتخاب، سيكونان أساسيَّين خصوصاً أنّ كلّ الاجتماعات التي تُعقَد في هذا الإطار تصل الى حائط مسدود، إذ بات من الواضح أنّ برّي لن يطرح أيَّ مشروع قانون على الجلسة العامّة ما لم يكن قد ضمنَ مسبَقاً، توافقَ كلّ القوى السياسة على مشروع قانون، وهذا ما فعله برّي عندما تراجَع عن الوعد الذي قُطِع لجعجع، بإحالة مشاريع القوانين الانتخابية للتصويت بعد شهر من التمديد، إذا لم تتّفق اللجنة على أيّ قانون انتخابي.