Site icon IMLebanon

«حزب الله» يهاجم أميركا.. فتزيد تسليحها للجيش!

الحريري محرج.. وجعجع يريد رفع رصيده السعودي!

«حزب الله» يهاجم أميركا.. فتزيد تسليحها للجيش!

الصوت العالي الذي رفعه سعد الحريري، لإلقاء المسؤولية على «حزب الله» في ما آلت إليه هبة المليارات السعودية للجيش وباقي المؤسسات الأمنية، لم يمنع احد وزراء «فريق 14 آذار» من أن يغرد خارج السرب الحريري.

في معرض الانتقاد يقول الوزير المذكور أن المشكلة بين السعوديين من جهة وبين «حزب الله» ووزير الخارجية جبران باسيل من جهة ثانية، «فما هو ذنب الجيش اللبناني، حتى يقرر السعوديون عدم تسليحه ولماذا لا يقتدون بالأميركيين، فها هو «حزب الله» يرفع منذ نشوئه شعار «الموت لأميركا»، بل يدوس على علم أميركا أحيانا أو يحرقه، ومع ذلك لم تقطع أميركا السلاح يوما عن الجيش، لا بل ضاعفت مؤخرا مساعداتها وتقديماتها!»

ما يزعج الوزير الآذاري أن فريقه محرج: «نعم الرئيس سعد الحريري فوجئ بالقرار السعودي ونحن اليوم في موقف لا نحسد عليه، خصوصا إذا لم تستجب السعودية لمناشدات حلفائها في لبنان. وما يجعلني أتشاءم هو قرار السعودية بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، ودعوة رعاياها إلى مغادرته فورا، مع ان سفارتها فتحت باب التضامن معها من قبل اللبنانيين»؟

في المقلب الآذاري الآخر، تنبري الملاحظات الآتية:

– تريد السعودية ان تخلق نموذجا جديدا في العلاقات بين الدول، يقوم على التزام موقفها وسياستها وتوجهاتها وذلك تحت طائلة العقاب المالي وغير المالي.

– السعودية ماضية في إجراءاتها، التي تندرج في سياق الاشتباك الذي تخوضه في مختلف ساحات المنطقة.

– الهبة العسكرية تعطلت بعد وفاة الملك عبدالله، وهناك مراجع رسمية لبنانية تبلغت منذ أشهر أن الهبة «مدار خلاف داخل الأسرة وبين بعض الورثة، لذلك لا تعولوا عليها فقد ذهبت أدراج الرياح».

– الإجراءات السعودية لا تصيب فريقا بعينه من اللبنانيين، بل هي تصيب أيضا فريقها وحلفاءها ربما أكثر مما تصيب خصومها.

– الإجراءات لا تعزز دور المملكة في لبنان بل تضعفه وربما تمهد لخروج السعودية من لبنان.

وبرغم الاشتباك السياسي المستمر، تبدو الحكومة حاجة ملحة لكل الأطراف.. وفي الوقت ذاته ما زالت «خيمة الأمان» قائمة، وثمة تسليم أن لا مصلحة لأحد بالانهيار الأمني أو السياسي أو الاقتصادي أو المالي للبنان.

وينقل مسؤول لبناني عن ديبلوماسي اميركي أن لبنان «وضعه هش، امنيا وسياسيا. ولسنا نبالغ اذا قلنا ان بلدكم ليس على حافة الهاوية، بل قطع نصف طريقه نحو السقوط فيها، ولكننا ما زلنا نمسك به ولن نتركه يسقط، نحن قلقون من اي امر امني كبير قد يطرأ في لبنان، فإن انهار الوضع لا نخشى من ان يخرب لبنان بل نخشى أن يختفي بلدكم».

وما يسترعي الانتباه في موضوع الحملة السياسية دفاعا عن السعودية، هو تصدر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الحملة التي تستهدف «حزب الله»، ويبرر «القواتيون» موقفه ويعتبرونه «طبيعيا.. لا بل اقل الواجب تجاه المملكة». اما خصوم «القوات»، فيعتبرون ان جعجع، الذي لمس فتورا سعوديا مع «القوات» بعد تبنيه ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية خلافا لـ «الأمر الملكي»، وجد الاجراءات التصعيدية السعودية فرصة لكي يطرق باب المملكة بالهجوم على «حزب الله»، مقدما اوراق اعتماده من جديد تحت عنوان «انا رأس الحربة الذي يجرؤ على ان يسمي الاشياء باسمائها».

المتتبع لهجوم جعجع على «حزب الله»، يلاحظ ان رئيس «القوات» اطل ايضا، مزايدا على سعد الحريري باطلاق النار على الحكومة، على خلفية البيان الذي اصدرته، مع علمه ان الحريري نفسه ساهم في الصياغة التي خرج فيها البيان؟