IMLebanon

إتصالات بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك للملمة الوضع

 

 

في خضم معركة تصفية الحسابات الجارية على أكثر من مستوى على الساحة السياسية الداخلية، والمواجهات بين حلفاء سابقين والتحالفات بين خصوم حاليين، بدا من المؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون تحت عنوان «السباق الإنتخابي»، في ظل صعوبات عدة تتمثّل بالواقع الحياتي والمعيشي الصعب، والتأزّم المالي والإقتصادي، مما يجعل من أية شعارات ووعود إنتخابية غير قابلة للصرف لدى الناخبين، إلا إذا كانت متّصلة بعملية الإنقاذ.

 

وفي هذا المجال، ترى مصادر سياسية مواكبة، أن غالبية القوى المنضوية في عملية تصفية الحسابات ، تلجأ إلى استخدام وتوظيف الشعارات الطائفية، وليس إلى اعتماد إجراءات عملية تبرهن جدية في العمل من أجل الخروج من واقع الإنهيار، علماً أن المدخل الوحيد المتاح اليوم هو عبر التراجع عن التصعيد وعن الحملات، والقيام بمبادرة تجاه كل الأطراف، والإجتماع على طاولة واحدة للتفتيش عن البرنامج الأفضل من أجل الإنقاذ.

 

وتعتبر هذه المصادر، أن إثارة المشاعر الطائفية والحديث عن تسلّط فريق على فريق آخر، لم يعد مقنعاً للشارع، الذي بات يدرك وهو يراقب المسار الدراماتيكي للتصعيد، أنه يقف على مفترق طرق خطير تتساوى فيه احتمالات الإنهيار مع الجوع والفقر والفوضى، حيث أن الأبواب المغلقة وتعطيل الحكومة رغم كل المناشدات الدولية، والتي كان آخرها ما صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت،هو المشهد الثابت مع بداية عام جديد قد يكون أقسى من السابق، وفق ما كشفت المصادر نفسها.

 

ومن هنا، فإن التفاؤل يغيب عن هذا المشهد، وكذلك، التوافق بين المكوّنات السياسية المؤلِّفة للحكومة، حيث ما زالت الحسابات الخاصة، وأحياناً الشخصية، هي التي تتحكّم بالقرار في العديد من الأحيان، كما أوضحت المصادر السياسية المطّلعة، التي أعربت عن خشيتها من أن يستمر السجال السياسي بين «التيار الوطني الحر» و»الثنائي الشيعي» في المدى المنظور، تمهيداً لحصول مراجعة شاملة من قبل الأطراف «المتخاصمة» اليوم لكل ما تعرّض له التحالف بينها من نكسات، كان آخرها ما سمّاه التيار «سقطة» تمثّلت بقرار المجلس الدستوري الأخير، والذي أدّى إلى سقوط الطعن المقدّم من تكتّل «لبنان القوي».

 

ومن ضمن هذا السياق، تكشف المصادر نفسها، أن اتصالات قد بدأت تُسجّل على خط ميرنا الشالوحي ـ حارة حريك، وقد تنجح في إعادة لملمة وتطويق السجالات الحاصلة على خلفية قرار المجلس الدستوري، لافتة إلى أن أي تقدّم لم يتحقّق بعد على هذا الصعيد، ولكن من المؤكد أن مرحلة ما بعد الأعياد سوف تشهد تطوّرات متسارعة على خط تنظيم العلاقة بين التيار والحزب، وهو ما سيكون في إطار ما سبق وأن تحدّث عنه رئيس «التيار البرتقالي» جبران باسيل في مؤتمره الصحافي الأخير، عندما أعلن أن قرار «الثنائي الشيعي» الذي اتخذ بينهما بالتكافل والتضامن بالنسبة للطعن أمام المجلس الدستوري، سوف يرتّب نتائج سياسية مهمة، سيكون لها تردّداتها على العلاقات التي تجمع بين الحزب والتيار.