بعد عون ميقاتي الى قطر .. هذا ما أسمعه الامير لرئيس الجمهورية.. والسبب: اللواء ابراهيم!
الى ما بعد الاعياد رُحّل الملف السياسي بكل تشعباته من الازمة القضائية الى الحكومية، فتداعيات «اللاقرار» الذي اتخذه المجلس الدستوري، بعدما فشل بالتوصل لقرار بشأن الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي بتعديلات قانون الانتخاب، وما اعقبه من كلام عالي السقف لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي اتهم الثنائي الشيعي بالوقوف وراء ما حصل والتعرض لصلاحيات رئيس الجمهورية، تاركا الكلام عن المترتبات السياسية لهكذا خطوة، والمقصود فيها تجاه الحليف حزب الله، لما بعد الاعياد وتحديدا حتى 2 كانون الثاني.
وبالانتظار، فالاكيد ان كل ما طرح سابقا عن تسويات ممكنة جمّد الى ما بعد الاعياد، علما ان المعلومات تفيد بان اكثر من صيغة للحل عاد بعض الوسطاء ليطرحوها ولو بالكواليس. فقد بدأ بعض العاملين على خطوط الوساطات البحث بامكان اعادة الكرة بموضوع الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي الى المجلس الدستوري نفسه، بحجة ان المجلس لم يتخذ قرارا، بل خلص الى «لا قرار»، علما ان مصادر قانونية جزمت بان هذا الامر غير دستوري، ولا يمكن ان يحصل، اذ ان المادة 37 من النظام الداخلي للمجلس الدستوري واضحة لجهة انه اذا لم يصدر القرار ضمن المهلة القانونية ، فيكون النص ساري المفعول.
وفيما اصرّ نواب التيار على الالتزام بما قاله باسيل بلا زيادة او نقصان حتى اللحظة، اذ اجمع اكثر من مصدر في تكتل لبنان القوي على القول : «لا جديد ولا تحليل ولا استنتاج ولا استفزاز مطلوب، ونكتفي بما اعلنه رئيس التيار»،جددت المصادر النيابية في التكتل القول «بان ما جرى في المجلس الدستوري، حصل بقرار سياسي ضد رئيس الجمهورية، ساهم فيه الثنائي الشيعي بضرب الميثاقية، التي تشكل بحد ذاتها خروجا عن روحية تفاهم مار مخايل، على اي حال فلننتظر ما سيقوله باسيل مع بداية العام المقبل».
فهل يشكل صمت باسيل حتى 2 كانون هدوء ما قبل العاصفة على جبهة حارة حريك – ميرنا الشالوحي؟
صمت ميرنا الشالوحي يقابله صمت تام في حارة حريك، اذ رفض اكثر من مسؤول في حزب الله الرد على كلام باسيل، واكتفت اوساط بارزة مطلعة على جوه بالقول : «لم نعتد الرد على اي كلام صادرعن باسيل تحديدا عبر الاعلام» ، واكدت «ان الحزب يتفهّم موقف باسيل ويقدر ظرفه»، لتضيف: «كلو بيقطع وبينحل،وبالآخر ما النا الا بعض».
وعن السبب الذي دفع حزب الله الى عدم الوقوف الى جانب باسيل في معركة الطعن امام المجلس الدستوري، لاسيما ان العضوين الشيعيين اللذين صوّتا ضدّ، قالت مصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي: «ومن قال ان حزب الله يمون على القاضي؟ فالقاضيان الشيعيان المعنيان بيضللوا رايحين جايين عند بري، اضف الى ذلك ان حزب الله لا يريد هز الساحة الشيعية».
واكدت المعلومات ان تصعيد باسيل وكلمته الاخيرة تم التطرق لهما خلال اجتماع كتلة الوفاء للمقاومة امس، حيث كان اجماع على عدم الرد والتزام الصمت، ونقلت بعض المصادر بانه لجهة حزب الله فلن يكون هناك تصعيد، بل محاولة لحل الامور، وبالتالي فتفاهم مارمخايل مستمر بالنسبة للحزب.
وعما نشر عن لقاء سيعقد اليوم بين التيار وحزب الله، اكدت مصادر مطلعة على جو الطرفين بان هذا الكلام غير دقيق، ولا لقاء عقد او سيعقد بالساعات المقبلة، علما ان احتمال انعقاد هكذا اجتماع ليس مستبعدا في اية لحظة لكن «ما في شي بعد».
وفي هذا الاطار، اكدت المعلومات ان اي اتصال لم يسجّل بعد على خط ميرنا الشالوحي -حارة حريك منذ كلمة باسيل بعيد صدور «لا قرار» المجلس الدستوري.
وبانتظار انتهاء عطلة الاعياد وكلام باسيل في 2 كانون، هل تكون المهلة الفاصلة عن هذا التاريخ مهلة للتفاوض وحل الامور وتحسين الشروط ضمن سقف «تفاهم مار مخايل اولا» او استراحة قصيرة قبل ان تنفجر الازمة في وجه تحالف صمد 15 عاما ولم تهزه حتى عقوبات اميركية طالت رئيس اكبر تكتل نيابي مسيحي؟
اوساط بارزة تجيب ان هذه المهلة قد يكون اعلن عنها باسيل كمهلة للتفاوض، حتى ان الاوساط ذهبت لحد توصيف المهلة بمهلة «استدراج العروض الانسب».
وبانتظار كيف سيرسو المشهد في المرحلة المقبلة بين الرئاسة الاولى والثالثة كما الثانية، في ظل طلب تكتل لبنان القوي عقد جلسة لمساءلة الحكومة، والكلام الذي صوب فيه رئيس الجمهورية على الرئيس ميقاتي في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع من باب اعلانه انه غير ملزم بالتوقيع وحده على قرارات تتطلب حكومة مجتمعة، تؤكد المعلومات ان ميقاتي يستعد بعد العطلة لزيارة خارجية تقوده الى قطر في 19 كانون الثاني ومعه وزير الطاقة، حيث سيلتقي امير البلاد ومسؤولين آخرين.
وفي اطار الحديث عن الزيارات الى قطر، كشف مصدر موثوق مطلع على الجو القطري، بان الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون ساهم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بلعب دور اساسي لجهة مستوى اللقاءات التي عقدت هناك ، لافتا الى ان ابراهيم نصح الرئيس عون قبيل حصول الزيارة، بان يصر على لقاء امير قطر والا «ما تروح»، وبادر الى اجراء سلسلة اتصالات لتأمين اللقاء بين الرئيس عون وامير قطر.
ويشير المصدر الى انه عندما عقد الاجتماع الموسع على الاراضي القطرية،وشارك فيه اللواء ابراهيم، غمز امير قطر ممازحا من قناة اللواء ابراهيم،وتوجه الى رئيس الجمهورية قائلا:»في حدا عندكن عم بيعذبنا كتير وبدنا نشوف كيف بدنا نشيلو»، فسأل الرئيس عون مَن، ليردّ امير قطر:»اللواء ابراهيم، اذ هددنا بانه في حال لم يتأمن اللقاء بيني وبينك فالزيارة لن تتم!».
وبانتظار ما قد تنتجه الزيارات الخارجية، تقول مصادر مطلعة على جو اللقاء الذي حصل بين اللواء ابراهيم وميقاتي يوم الاربعاء، حيث استفسر ابراهيم عن سبب بلوغ الامور هذا الحد من الجو المتشنج، حيث خرج الرجلان بانطباع مفاده :»الامور مسكرة»!