أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنه يريد رئيساً يشبه الرئيس الأسبق ميشال عون! المشهد أصبح واضحاً، والمواجهة أصبحت واضحة. فأهم التحديات التي تنتظر اللبنانيين مع الرئيس المقبل إذن هي ما إذا كانوا يريدون الاستمرار «بإنجازات» عهد الرئيس الأسبق ميشال عون أم يريدون وضع حد لها؟! ولذلك، فكل الاعتبارات الأخرى تسقط. ولا مجال للتذاكي وللمواقف الرمادية! فالمطلوب إذن وضوح المواقف كلياً! مع أو ضد! علماً، إن موازين القوى النيابية تميل لمصلحة معارضي الحزب إذا ما توحدوا بالكامل لمواجهته! ويجب عدم التعاطي معها من أي معارض للحزب بإنهزامية! فلو كان الحزب يملك 65 صوتاً لقام بترشيح سليمان فرنجية فوراً، حتى قبل تأمين الـ 86 صوتاً!
يدرك كل من يعاني في «جهنم» أن التغيير الحقيقي يكون بتغيير مسار الأداء الكارثي للحكم بمرشح لا يوافق حزب الله عليه، ولا يعاديه في آن. ولكنه لا يكون «في جيبه»! وتكون مواجهته للحزب بمصلحة لبنان واللبنانيين، مطالباً إيّاه بالمساهمة الفعّالة في بناء الدولة ووقف حماية الهدر والفساد، وتطهير الدولة من الفاسدين، وتسليم الدور «المقاوم» للجيش اللبناني وللقوى الأمنية اللبنانية، فيسهم بتسليح فعّال للجيش اللبناني بتزويده بصواريخه وبسلاحه. في حين أن حزب الله يعتبر حكماً أن مجرد التطرق لتسليم سلاحه للجيش هو «معاداة له» و«عمالة» و«سفارات»..!
إن أي موقف، إيجابي أو سلبي (Passive or active)، يسهم باستمرار العهد السابق هو موقف جرمي بالنسبة لكل لبناني طامح للتغيير! فالحياد هنا لا يمكن أن يكون إيجابياً، بل مساهماً في وصول مرشح بمواصفات عون، واستمراراً لعهد عون، كما يرغب حزب الله!
وإذا كان الكل مدركاً أن لا أكثرية 86 صوتاً للنصاب الرئاسي لأحد (بمعزل عن صوابيتها الدستورية من عدمها)، فهذا يعني أنه يجب عدم التخوّف من هجمات حزب الله «السياسية» المرتدة! وبالتالي، ضرورة مواجهته رئاسياً بتكتل المعارضة الموحّد، حتى ولو كانت هذه المعارضة غير متجانسة، ولكنها يمكنها أن تكون جدّية! فالتقاء غير المتجانسين يحتاج الى مجهود جدّي من المتصلبين في رفضهم التلاقي من أجل تحقيق أفضل الممكن! وبالتالي، من الضروري في هذه المرحلة السير معاً في مرشح المعارضة الجدّي الوحيد ميشال معوض، ليس بهدف التفاوض بل بهدف الفوز. لأن حزب الله لا يملك أي أكثرية. ولا يمكنه تأمين أي أكثرية لمرشحيه، لا في النصاب ولا في الأصوات! ولا يمكنه تأمين رئيس موالٍ في السياسة! وهمّه اليوم جمع شتات حلفائه المنقسمين!
أما إذا كان البعض يتخوف من قدرة حزب الله على ابتزاز اللبنانيين والتعطيل الى ما شاء الله للوصول الى انتخاب سليمان فرنجية أو الى من يشبهه، فمعركته غير مضمونة، حتى ولو استمر الفراغ سنتين ونصف السنة! إلا إذا انتقل الحزب الى مواجهات غير سياسية لفرض رئيس… بالقوة! عندها لكل حادث حديث!
* صحافي ومحلل سياسي