IMLebanon

خيارات مرّة أمام حزب الله!

 

الأفق مقفل أمام اللبنانيين. الاقتصاد اللبناني يحتاج من 10 الى 20 مليار دولار «كاش» حتى «يقدر يقلع»، اذا ما توفرت في الوقت عينه مداخيل مستدامة وانطلقت عملية وقف النهب الجاري واستعادة الأموال المنهوبة.

 

كل خيارات لبنان تصب في يد خيارات حزب الله، المسيطر على السياسات الدولية وأيضاً المالية، مع شركائه وحلفائه… وحلفائهم!

 

4 خيارات ممكنة أمام لبنان، وهي بالفعل أمام حزب الله. وهي تتراوح بين المر والعلقم وغير الممكن والمستحيل!

 

الخيار الأول، وهو الخيار الأفضل والأسهل لحزب الله، هو الخيار العربي والخليجي تحديداً! وهو يحتاج الى ترميم جسور مع العرب بمباركة إيرانية، ووقف سياسة المحاور، وهو خيار مرّ لأنه يفترض التعالي عن الخلافات المذهبية والإقليمية. وزاد الوضع تعقيداً تزايد عمليات التطبيع العربي مع العدو الإسرائيلي!

 

الخيار الثاني هو خيار البنك الدولي. وهو خيار استعادة الثقة الدولية، على الرغم من محدودية المساعدات المالية المباشرة التي قد تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار. وهي بالطبع مشروطة بالإصلاحات، بالإضافة الى شروط سياسية غير مباشرة. أما المساعدات الدولية الأخرى فهي في الكوما حتى إشعار آخر. وحتى المبادرة الفرنسية وُلدت ميتة، كونها تنم عن جهل فرنسي لقدرة زعماء لبنان على نحر أهلهم وبلادهم!

 

الخيار الثالث هو الخيار الإيراني. وهذا الخيار لا يبدو جدياً على الصعيد المالي لمساعدة لبنان للخروج من جهنم، بمعزل عن شروط إخضاع لبنان بالكامل للمحور الإيراني المرفوض من القسم الأكبر من الأفرقاء السياسيين. فإيران كانت قد طلبت بدورها مساعدة البنك الدولي منذ زمن غير بعيد. وحتى الآن، لم يشهد لبنان أي مساعدات جدية من إيران غير تلك التي تصل الى حزب الله وجمهوره!

 

الخيار الرابع، وهو الخيار المستحيل، هو خيار الإصلاح الداخلي. وترتكز استحالته على قبول حزب الله وشركائه وحلفائهم على تعرية الذات من المحميات المالية ومن المحاصصات المذهبية، وتنطلق بعملية متوازية مع استعادة الأموال المحولة الى الخارج والأموال المنهوبة طوعاً أو «غصباً عنهن»! الخطط والأفكار موجودة وممكنة للنهوض بلبنان وباقتصاده. وهي تحتاج الى فريق عمل صالح. ويحتاج حزب الله الى الاعتراف أولاً أنه فشل مع كل السلطة القائمة بإدارة البلاد، وبالتالي الحاجة الى فريق جديد من النسيج اللبناني ولكن من غير الملوثين!

 

أمام هذه الخيارات، حزب الله معرض لمواجهة جمهوره قبل الآخرين. ولم تنفع وعود السيد حسن نصرالله بمنع الجوع عن اللبنانيين. فاللبنانيون جاعوا فعلاً. ويتمّ إذلالهم يومياً. وهم فقدوا أرزاقهم وأموالهم تحت مشاركته في إدارة البلاد مع الفاسدين، الذين قالوا عنهم السيد حسن أنهم بمثابة العملاء! إن مستقبل اللبنانيين غير مجهول، إنه معلوم. وهو أسود قاتم… حتى على حزب الله وجمهوره! الخيار لكم!!