Site icon IMLebanon

«حزب الله» يَحسم خياراته وتحالفاته في بعلبك – الهرمل

 

بدأت الحركة الإنتخابية في بعلبك – الهرمل تزداد وضوحاً، مع اقتراب فتح باب الترشيح للإنتخابات النيابيّة، وبعد توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، وذلك بعدما سادها الغموض والجمود نتيجة انتظار الأطراف السياسية بعضها البعض.

تَسير حركة المفاوضات التي يُجريها «حزب الله» مع بعض الشّخصيات المسيحية والسنّية لاستكمال اللائحة التي سيُشكّلها في دائرة بعلبك – الهرمل، على نارٍ حامية، وتضمّ هذه الدائرة 6 مقاعد شيعة، 2 سنّة، 1 كاثوليكي، و1 ماروني. ويأتي إسراع «حزب الله» في حَسم التحالفات ونَسجها، بعد إطلاق ماكينته الإنتخابية التي تعمل بشكل مكثّف على الأرض، تُحصي أعداد الناخبين وتوزيعهم في البلدات والقرى، وتدرس طريقة توزيع الصّوت التفضيلي بين المرشّحين لمَنع حصول أيّ خرقٍ محتمل.

وجاء لقاءُ مسؤول منطقة البقاع في «حزب الله» الحاج أبو سليم ياغي مع مخاتير المنطقة قبل أيام إستكمالاً للمرحلة، وتَوّجه ياغي بإعلانه أنّ «حزب الله» سيعلن أسماء مرشّحيه على صعيد لبنان خلال خمسة عشر يوماً.

وعليه، بدأت مروحة الاتّصالات تتوسَّع مع عددٍ من الشخصيات السنّية لحَسم مرشّحي المقعدَين السنيَّين في الدائرة. ووفق المعلومات فقد حسَمَ الحزب خياره لجهة إختيار شخصية سنّية من عرسال تكون على اللائحة بدلاً من النائب الحالي الوليد سكرية، وتتركّز الإتصالات واللقاءات على تحديد هذه الشخصية حيث يُطرح أكثر من إسم بينهم مختار سابق، وهي ليست المرّة الأولى التي يَختار فيها الحزب شخصيّة من عرسال لتكون على لائحته، حيث ضمّ مسعود الحجيري على لائحته في إنتخابات العام 2001، ولكنّ الإختيار في هذه الدورة له دلائل أخرى، خصوصاً بعد المرحلة الماضية التي مرّت وكانت خلالها عرسال عرضةً للإتهامات بإيواء الإرهاب وغيره.

ولأنّ «حزب الله» يعتمد في اختياره للمقعدَين السنّيَين، التوازن، بحيث يكون هناك نائب من البقاع الشمالي وآخر من بعلبك، لا تزال المفاوضات حول المقعد الثاني مستمرّة أيضاً، حيث لا يزال اسم الدكتور كامل الرفاعي الذي يشغل المقعد، مطروحاً، وكذلك يتمّ التداولُ في أسماء من العائلة ذاتها، كالشيخ بكر الرفاعي، ومن عائلة آل صلح وآخرين.

وبالنسبة إلى المقعد الكاثوليكي، حسَم «حزب الله» خيارَه في اتّجاه الوزير السابق ألبير منصور بعد مفاوضات إستمرّت مدة، عمل خلالها الحزب على تقويم إنضمام منصور إلى اللائحة، وخلص خلالها إلى أنّ هذا الإنضمام من شأنه أن يرفدَ اللائحة بخمسة آلاف صوت مسيحي ما يُعطيها دعماً إضافياً وأصواتاً تفضيليّة لمنصور، كون الصوت التفضيلي الشيعي موزَّعاً بين المرشّحين الآخرين.

وفي وقت تختلف الآراء في المنطقة حول ما إذا كان منصور محسوباً على الحزب «القومي» أو لا، تظهر نقمة في نفوس أهالي بلدته والمحيط بسبب غيابه طوال الفترة الماضية عن الساحة، خصوصاً إبان المعارك التي كانت تشهدها والتفجيرات التي وقعت هناك.

وبالنسبة الى المقعد الماروني، تدور نقاشات ولقاءات بين «حزب الله» وطارق حبشي، حيث تتّجه الأمور إلى التوافق بين الطرفين لإعتبارات عديدة أهمّها أنّ حبشي ابتعد من «القوات اللبنانية»، وهو يَحظى برضى تيار «المردة» بعدما فتح الأخير خطوط التواصل معه، وكذلك الحيثيّة التي يتمتّع بها حبشي حيث حصل في إنتخابات العام 2005 على أكثر من 30 ألف صوت.

ويتوقّع الحزب أن ينال من منطقة دير الأحمر والقرى المسيحية المجاورة أكثر من ثلاثة آلاف صوت مسيحي يرى أنها مهمّة كونها ستُؤخذ من أمام مرشح «القوات اللبنانية» الدكتور أنطوان حبشي الذي أشارت الإحصاءات إلى إمكان خرقه وحصوله على الحاصل الإنتخابي والأصوات التفضيلية اللازمة.

أما لجهة المقاعد الشيعية الستة، فلا يزال التفاهم والتحالف قائماً بين «حزب الله» وحركة «أمل» على صعيد لبنان وفي الدوائر كافة، وهنا جرت العادة أن يحصل «حزب الله» على خمسة مقاعد في حين يكون المقعد السادس من حصة حركة «أمل»، وتحديداً النائب والوزير غازي زعيتر الذي ستعيد «أمل» ترشيحَه في المنطقة بعد الخدمات التي قدّمها ولا يزال منذ تولّيه وزارة الزراعة.

أما الحزب وبعد إعلان أمينه العام السيد حسن نصرالله أنّ النواب الذين نجحوا في مهمّاتهم ومواقعهم سيُعيد الحزب ترشيحهم، فيبدو أنه يتّجه للإبقاء على الأسماء نفسها لأنه يعتبر أنهم نجحوا في مواقعهم. وفيما يغيب النائب عاصم قانصو ممثلاً حزب «البعث»، يتردّد أنّ اللواء جميل السيد قد يحلّ مكانه.

يقود «حزب الله» معركة الإنتخابات النيابية في بعلبك – الهرمل، وقد وضع أمامه عدداً من الخطوط الحمر، أهمّها عدم حصول خرق في أيّ مقعد شيعي، وفي المقعد الماروني أيضاً، لما لذلك من تأثيرات ودلالات، كون أيّ خرق في المقاعد الشيعية يدلّ على عدم قبول القاعدة الشعبية بالواقع الراهن واتّساع قاعدة المعارضة، وخرق المقعد الماروني ينتزع لـ»القوات اللبنانية» مقعداً في منطقة يعتبرها «حزب الله»، «خزان المقاومة».