الشاباك يتهمه بدعم المقاومة في فلسطين
حزب الله يدافع في سوريا، يردع في لبنان ويقاوم في فلسطين
من الصعب الفصل بين توقيت السماح بنشر خبر اعتقال مجموعة فلسطينية تعمل بدعم وتوجيه من حزب الله، كما أفاد بيان الشاباك الاسرائيلي، ومفاعيل خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى انتصار حرب عام 2006.
وما يعزز الربط بين الحدثين، أن الكشف عن المجموعة مثّل مقدمة لحملة رسمية اسرائيلية ضد حزب الله في مجلس الامن الدولي. علماً أن اعتقالها جرى منذ أشهر.
ولم تأت دعوة السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة، داني دانون، مجلس الامن الى اعتبار حزب الله منظمة ارهابية، بعيدة عن اجواء الحملة السياسية والاعلامية المنظمة ضد الحزب في المنطقة. وخاصة أنها تمثل احد الخيارات البديلة التي لجأت اليها اسرائيل في اعقاب معادلة الردع التي فرضها حزب الله في حماية لبنان. ايضا، تأتي هذه الدعوة ترجمة لتوجه رسمي اسرائيلي يحاول استغلال الاجواء السائدة في العالم الغربي على خلفية العمليات الارهابية التي استهدفت المدنيين في أكثر من مدينة اوروبية، عبَّر عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة، بالدعوة الى وضع حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في «قالب» واحد مع الفصائل الارهابية التي تمثلها «داعش» و»القاعدة». ويحذر الخطاب الرسمي الاسرائيلي من الفصل بين هذه الجماعات الارهابية والدور المقاوم للفصائل الفلسطينية وحزب الله، كلٌ في موقعه وبحسب ظروفه.
رأى الشاباك أن حزب الله يحاول تأسيس بنية تحتية «للارهاب» في الضفة وأراضي الـ48
ومع أن دانون حذَّر حزب الله من أن «اي عملية ارهابية ضد اسرائيل ستكلفه ثمنا باهظا» أتى بعد الكشف عن اعتقال المجموعة الفلسطينية التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية، بحسب بيان الشاباك، إلا أن التهديد الذي أطلقه السفير الاسرائيلي غير ذي صلة بالوقائع المعلنة في اسرائيل. لأن المجموعة الفلسطينية، بناء على فرضية صحة بيان الشاباك، هم شباب فلسطينيون يمارسون حقهم وواجبهم في مقاومة الاحتلال. ولا يوجد بينهم أي عنصر من حزب الله. واستنادا الى الفرضية نفسها التي تحتمل الصحة في بيان الشاباك الذي قال إن المجموعة جرى دعمها وتوجيهها من شباب على علاقة بحزب الله، فإنه يأتي ضمن سياق الدعم الذي يقدمه حزب الله للشعب الفلسطيني، ولا علاقة له بأي سياق ظرفي آني، بل يمتد الى سنوات خلت.
ومع أن الربط بين المعتقلين وحزب الله يستند فقط الى ما أعلنه الشاباك، وعلى أساس التحقيقات التي أجراها، إلا أن هذه «الاتهامات» تكشف، أو على الاقل تُذكِّر، بحقيقة أنه في الوقت الذي يدافع فيه حزب الله في سوريا ضد تهديد الجماعات الارهابية، ويردع في لبنان ضد أي اعتداءات اسرائيلية محتملة، يواصل دعمه للمقاومة في فلسطين. وفي هذا الاطار، رأى الشاباك أن حزب الله يحاول في السنوات الاخيرة تأسيس بنية تحتية «للارهاب» في اراضي اسرائيل والضفة الغربية. في اشارة الى محاولة الحزب تمكين الشباب الفلسطيني من مواصلة مقاومته المحاصرة من أغلب النظام الرسمي العربي. ويضيف الشاباك، كما نقلت تقارير اعلامية اسرائيلية، أن حزب الله يسعى الى مواصلة وتكثيف العمليات ضد اسرائيل في الفترة الاخيرة، عن بعد ومن دون أن يظهر له أي دور بارز في المشاركة في هذه العمليات.
مع ذلك، تكشف العبارات التي وردت في البيان، والتقارير الاعلامية الاسرائيلية، عن السياسة الاعلامية والدعائية التي تحرص على تقديم مجموعات المقاومة في فلسطين، سواء تلك التي تنتمي الى فصائل منظمة أو المقاومة الشعبية، كما لو أنها تعمل لمصلحة جهات خارجية. مع ما في ذلك، من تجاوز لحقيقة أن ما يقوم به حزب الله هو دعم مقاومة الشعب الفلسطيني على المستوى المادي والعسكري والخبرات، وبالقدر الذي يمكن ايصاله. مع الإشارة الى أن المصطلحات هي نفسها التي يجري عبرها شن حملات دعائية ضد الحزب الذي تلقى ويتلقى دعما من ايران وسوريا، سواء خلال عملية التحرير أو لحماية لبنان.
وبحسب العديد من التقارير الاعلامية الاسرائيلية، كشف جهاز الامن العام، الشاباك، عما سماه احباط مخطط تنفيذ عمليات في الضفة الغربية يقف وراءها حزب الله، الذي استطاع عبر وكلاء له، بحسب البيان، في غزة ولبنان، تجنيد نشطاء له من الضفة عبر الفايسبوك وتحريضهم على تنفيذ هجمات ضد أهداف اسرائيلية. وذكر الشاباك أن أحد المعتقلين، هو مصطفى كمال هندي، من قلقيلية، ويترأس مجموعة لتنفيذ العمليات ضد اسرائيل جرى اعتقالها في حزيران الماضي. بحسب التقارير الاسرائيلية، اعترف هندي أنه جرى تجنيده بواسطة صفحة «فلسطين حرة» على فيسبوك، التي تبث مواد محرضة ضد إسرائيل. ويضيف أن التوجيهات التي تلقاها شملت الدعوة للعمل على تجنيد فلسطينيين آخرين، وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، منها تنفيذ اعتداء ضد قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة قلقيلية. كما جرى تجنيد اخرين لتنفيذ عمليات استشهادية ضد حافلة اسرائيلية، ويضيف الشاباك، أن الفلسطينيين الذين اعتُقلوا تلقوا أموالا من أجل تحقيق مهماتهم. ومن المعتقلين ايضا، اسامة نواف سيد نجم، جرى اعتقاله في 17 اذار الماضي، ومصطفى علي محمد بشارات، اضافة الى اخرين.