IMLebanon

إمعان «حزب الله» بتعطيل الإنتخابات الرئاسية

هل يتم ترحيل أزمة الإستحقاق الرئاسي لحين تسلّم الرئيس الأميركي الجديد لمهماته؟

إمعان «حزب الله» بتعطيل الإنتخابات الرئاسية يؤكِّد إصراره على ربط حل الأزمة اللبنانية بمصير الحرب السورية

بقاء الوضع المتردي سياسياً واقتصادياً الذي يعيشه لبنان حالياً مرشّح للإستمرار على هذا النحو للسنة المقبلة

تخشى مصادر سياسية بارزة من استمرار إطالة أمد الأزمة السياسية التي يتخبّط فيها لبنان حالياً جرّاء إمعان «حزب الله» بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية عمداً إلى وقت غير معلوم، في ظل استمرار عجز القوى السياسية المحلية عن تشكيل تحالف موحّد يواجه أسلوب التعطيل من جهة، وغياب الاهتمام العربي والدولي عن لعب دور مؤثّر وفاعل لمساعدة اللبنانيين في عملية انتخاب رئيس للجمهورية كما جرت العادة في أكثر من انتخابات رئاسية معقّدة مرّت على لبنان منذ الاستقلال وحتى الأمس القريب.

وتلاحظ المصادر السياسية أن «حزب الله» الذي يتلطى وراء شعارات وعناوين مزيفة لتبرير ممارساته بتعطيل الانتخابات الرئاسية بالرغم من وجود مرشحين يدوران في فلكه وسياسته وهما النائب ميشال عون والنائب سليمان فرنجية دون غيرهما من المرشحين المناوئين له وقبول خصومه السياسيين بهذا الواقع، ما يزال يصرّ على ربط حل الأزمة السياسية اللبنانية بمصير الحرب الدائرة في سوريا ويرفض كل المحاولات والجهود المبذولة من الداخل والخارج للفصل بين الأزمتين بإيعاز مفضوح من النظام الإيراني الذي يبذل قصارى جهده للإمساك بمفاصل الواقع السياسي اللبناني من خلال «حزب الله» والإبقاء على الأزمة السياسية تتفاعل بتداعياتها السلبية على واقع الدولة ككل ومصالح الشعب اللبناني الاقتصادية وغيرها، على أمل مقايضته مع الدول العظمى وتحديداً مع الولايات المتحدة الأميركية عندما يحين موعد الصفقات المرتقبة على أنقاض سوريا الأسد ومصالح الشعب السوري لاحقاً.

ولا تستبعد المصادر أن يمتد أمد أزمة الاستحقاق الرئاسي لحين إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية وتسلّم الرئيس الاميركي الجديد لمهماته رسمياً ومباشرته رسم سياسته الجديدة وتحديد كيفية تعاطيه مع الأزمة السورية والوضع في الشرق الأوسط من كافة نواحيه، وهذا بالطبع سيستغرق بضعة أشهر وقد يمتد للربيع المقبل على الأقل، مما يعني بقاء الوضع المتردي سياسياً واقتصادياً الذي يعيشه لبنان حالياً مرشّحاً للاستمرار على هذا النحو للسنة المقبلة إلا إذا طرأت مستجدات وأحداث ليست بالحسبان ضمن توقعات الأطراف والدول المشاركة بالحرب الدائرة في سوريا واستوجبت الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني قبل مقايضته من قبل النظام الإيراني مع الغرب في أية صفقة محتملة، وسيؤدي مثل هذا الاحتمال في حال حدوثه إلى تسريع عملية انتخاب رئيس للجمهورية وبداية حلحلة في الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات عديدة واستفحلت مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان قبل ما يقارب السنتين بالتزامن مع عبور «حزب الله» الحدود الدولية للمشاركة في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد ضد أبناء الشعب السوري الثائرين ضده وذلك خلافاً لإرادة معظم أبناء الشعب اللبناني الذين يرفضون ممارسات «حزب الله» وقتاله في الداخل السوري تحت أي شعار كان.

ومن وجهة المصادر السياسية البارزة فإنه لا يبدو في الأفق ما يؤشر إلى وجود ملامح بداية حلحلة في أزمة الانتخابات الرئاسية في ظل استمرار كل طرف سياسي التشبث بمواقفه من هذا الاستحقاق، لا سيما مع اعتبار القوى المخاصمة لحزب الله وتحديداً «تيار المستقبل» انه ليس في وارد تقديم اي تنازلات أخرى بعد دعمه ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة وإحجام الحزب عن تأييده تحت حجج وذرائع مزيفة، الأمر الذي يعني أن هناك توجهاً مكشوفاً لدى «حزب الله» للاستمرار بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية من خلال منع النواب المتحالفين والمؤيدين له من النزول إلى جلسات انتخاب الرئيس المتواصلة حتى إشعار آخر وذلك مع استمرار تفاعل الحرب الدائرة بسوريا وإمعان الحزب بإيعاز من إيران بالغرق اكثر فأكثر في هذه الحرب كما يظهر جلياً يوماً بعد يوم من خلال زيادة أعداد قتلى الحزب الذين يقضون جراء مشاركتهم بالحرب ضد أبناء الشعب السوري وزيادة تورّط الدول المشاركة بهذه الحرب وخصوصاً ايران وروسيا، وهذا يعني ترك الوضع السائد في لبنان حالياً معلقاً على ما هو عليه مع ما يترتب عليه من تداعيات وضرر وتفكك بالواقع السلطوي وذلك لحين جلاء مسارات الحرب السورية ومؤثراتها سلباً أو إيجاباً على لبنان تحديداً.