لم ينجح «حزب الله» في تبرئة نفسه من تهمة الاستفراد بقرار الحرب والسلم في لبنان سواء كان داخلياً أم خارجياً، كما لم ينجح في دفع تهمة التواطؤ على أي موقف لبناني رسمي لا يخدم مصالح الحزب الشخصية عنه، ولعل لأحداً لم ينتظر كلاماً مختلفاً من الحزب الذي يعرف جيداً كيف يستفيد من تهديد الإرهاب للبنان لإبراز حرصه على محاربته وحيداً، بل وأكثر فالحزب ظهر في بيانه وكأنه يحتكر حق محاربة الإرهاب لنفسه فقط على غرار «مقاومته» للعدو الإسرائيلي، متجاهلاً كل القواعد الدستورية والقانونية والعرفية التي استشهد بها لانتقاد موافقة رئيس الحكومة تمام سلام المبدئية على انضمام لبنان الى «التحالف الإسلامي»، فاعتبر أن «الخطوة تمثّل انتهاكاً للدستور والقانون وكل الأصول المتبعة«، مؤكداً أن ما قاله رئيس الحكومة تمام سلام «هو رأي شخصي لا يُلزم أحداً«.
بيان الحزب استدعى رداً من تيار «المستقبل» الذي تمنى «لو أن حزب الله اكتشف هذا الغطاء الدستوري والقانوني منذ أن أعطى نفسه حق استقدام عسكريين من الحرس الثوري الإيراني لتدريب عناصره المسلحة في البقاع وغير البقاع، من دون موافقة أو معرفة أو حتى إشعار السلطات اللبنانية، وكذلك منذ أن قرر أن ينفرد بالذهاب للقتال في سوريا، متحدياً قرار الحكومة بالنأي عن النفس، وحق الدولة اللبنانية بحصرية استخدام السلاح واتخاذ القرار بخوض الحروب في الداخل والخارج«.
وبين البيانين برزت مواقف اللبنانيين التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي على هاشتاغ «#حزب_الله_عدو_العالم»، مستغربين الانتقائية في تعاطي الحزب مع القضايا الوطنية، بحيث يحق له التعامي عن كل ما يقوّض نشاطاته وقراراته العسكرية، فيما ينتقد قرارات رسمية صادرة عن السلطات الشرعية بما يخص سياسة لبنان الخارجية وموقعه. واصفين «حزب الله» بـ»الإرهابي الذي لا يمكنه أن يحارب الإرهاب وبالطبع سيقف بوجه أي تحالف من هذا النوع الذي يهدد مصالحه في المنطقة بالدرجة الأولى».
فكتب طارق أبو صالح «من يرفض محاربة الإرهاب هو إرهابي #حزب_الله_عدو_العالم«، وبأسلوب الرئيس سعد الحريري عبّر عن دعمه للتحالف بالقول «إنه #التحالف_الإسلامي_العسكري يا عزيزي«. أما ليدا فخر الدين فاستغربت بيان الحزب وكتبت «طلع حزب الله بيعرف بالدساتير والقانون والأصول المتبعة في لبنان، يعني وفق كلام الحزب ما يفعله هو في سوريا (على أقل تقدير من دون ذكر بقية الأنشطة والخلايا) يمثل انتهاكاً وأنه «لا يمكنه الدخول في أي عمل عسكري، إذ إن هذا الأمر يجب مناقشته في مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بشأنه موافقة أو رفضاً» (مما جاء حرفياً في بيان الحزب)». ومن جهتها علقت ليدا على البيان باستهزاء قائلة «مهضومين بحزب الله بس بدهم بيتذكروا أنو في دستور وقانون ومؤسسات وأصول متبعة وهني يلي ضربوا بإعلان بعبدا عرض الحائط #حزب_الله_عدو_العالم«، مشيرة في تغريدتها الثانية الى أن «بيان حزب الله عن الإرهاب والتحالف بحسسك أنو الحزب عم «يشم هوا» بدمشق مش عم يحارب الشعب من اكتر من سنتين بسوريا #حزب_الله_عدو_العالم«، وسألت اخيراً «اذا كان قرار تمام سلام عن التحالف «رأي شخصي» ماذا يمكننا أن نقول عن قتال حزب الله بسوريا أقله قرار جلب الإرهاب ولم يبعده #حزب_الله_عدو_العالم«.
محمد أمين فسر البيان من وجهة نظره بالقول «#حزب_الله_عدو_العالم يريد عدم دخول لبنان في التحالف الإسلامي لأنه يعلم أنه الإرهابي الأول ويريد أن يجعل من الحكومة اللبنانية غطاء له«. أما نور فكان أكثر وضوحاً في رأيه وكتب «من الآخر حزب الله يهمه الفوضى والتنسيق مع الإرهاب لمحاربة المعارضة المعتدلة والجيش الحر كما يحلو له #حزب_الله_عدو_العالم«، مضيفاً «لن يدخلوا في تحالف ضد الإرهاب لانهم والأسد والإرهاب في خندق واحد لمحاربة الجيش الحر والكلمة الحرة #حزب_الله_عدو_العالم«. وعاد طارق أبو صالح ليجزم «بما أن حزب الله ضد محاربة الإرهاب يعني حزب الله حليف الإرهاب اذا #حزب-الله_عدو_العالم«. فؤاد ذكر من جهته ان «#حزب-الله_عدو_العالم منحب نذكر أنو تمام سلام يمثل الحكومة والدولة اللبنانية أما كلام الحزب فيمثل الحزب ورأي شخصي لأمينه العام ما أكثر«.
ولفت اسامة الضناوي الى أن «#حزب_الله_عدو_العالم لأنه وضع نفسه في مواجهة #التحالف_ الإسلامي_ لمكافحة -الإرهاب«، معرباً عن فخره بالانضمام الى التحالف بالقول «فخورين كلبنانيين بالتحالف العسكري الإسلامي ضد المنظمات الإرهابية التي تقاتل في سوريا لمساندة الإرهابي الأكبر بشار الأسد #حزب_الله-عدو-العالم«، ولفت الى أن «الممانعين الجهابذة يريدون إلصاق تهمة داعش بكل معارض لحزب الله لا يا أحباب الاثنين مجرمين ونحن منهم براء #حزب_الله_عدو_العالم«، وأخيراً أشار الى أن «حزب الله يريد أن تبقى تهمة الإرهاب ملتصقة بالمسلمين السنة لذلك يهاجم التحالف ليل نهار #حزب_الله-عدو_العالم«.
يوسف لاحظ من جهته أنه «لو كانت طهران من ضمن التحالف لرأينا الحزب يتغنى بالتحالف #حزب_الله_عدو_العالم«. أما رشا حلواني فقالت «مَن يقتل الأبرياء في سوريا لا يحق له الاعتراض على التحالف ضد الإرهاب عارفين ليه؟ لأن #حزب_الله_عدو_العالم«، لافتة الى أن «الإرهابي عادة ما بيعترف بحالو وبشوف كل يلي غيرو إرهابيين كذلك الأمر مع حزب الله #حزب_الله_عدو_العالم«. وغرّدت كيندا الخطيب قائلة «شكلتم الحزب بحجة مقاتلة العدو الإسرائيلي ذهبتم الى سوريا بحجة مقاتلة الإرهاب وما زال العدو في أرضه والإرهاب في عقره #حزب_الله_عدو_العالم«. أما ثائر فغرد بسخرية «يا شباب محاربة إسرائيل والإرهاب والدفاع عن لبنان والوصول الى المريخ واكتشاف دواء السرطان هي حقوق حصرية للحزب إذا بتريدو #حزب_الله_عدو_العالم«.