IMLebanon

«حزب الله».. تصعيد على مين؟

على الرغم من «الضجيج» الاعلامي الذي افتعله رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وغيره من مسؤولي «8 آذار»، الا أن الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»..»مكفّي».

يبدو، بحسب مصادر مطلعة، أن تصعيد «حزب الله» لم يأتِ للانقلاب على «الستاتيكو» القائم، أقله حتى اللحظة، انما قد يكون محاولة لاستباق الجولة التاسعة من الحوار المزمع انعقادها اليوم، لفرض بعض الشروط الملحة من جانب الحزب.

يقول أحد المطلعين على أجواء الجلسة الحوارية الأولى، التي تميزت بأطباق الفراكة الجنوبية والزعفران الايراني، أن «حزب الله طالب بإسكات بعض الاصوات والاقلام والمنابر التي تتعرض لـ«المقاومة» ودورها الاقليمي»! الا أن رد المستقبل كان حازما: «نحن لا نمتلك الميليشيا ولا السلاح ولم نسع اليهما يوما. لا نملك سوى مواقفنا. كيف تطلبون منا ان نسكت».

ربما يفسر كل ذلك «الهيستيريا» التي ظهرت على ملامح وجه النائب رعد عندما ذكر الحوار في خطابه الاممي، اذ قال: «لا نفهم معنى أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها»!

اذاً، فالمطلوب من إعلام تيار «المستقبل» وقوى الرابع عشر من آذار أن يشرّع عمل «رجال الله» في سوريا والعراق واليمن !

وترى المصادر أن كل ذلك ليس بجديد. فـ«حزب الله»، يوضح مرة أخرى، مفهومه للحوار الذي لا يعدو أن يكون استسلام الآخرين لهيمنته الحزبية، وضم لبنان نهائياً إلى الامبراطورية التي تحدث عنها، مستشار الرئيس روحاني علي يونسي.

طوال عشر سنوات لم يدخل «حزب الله» حواراً إلا لانتزاع شرعنةٍ لمكاسب ميليشيوية. أما ما يقدمه من تعهدات من طرفه، فلا يلبث أن ينقلب عليها قبل أن يجف حبرها. في كان يريد أن يثبت «الثلاثية الخشبية»، وحين حان دور البحث في الاستراتيجية الدفاعية قلب طاولة الحوار على الجميع وما لبث أن انقلب على كل تعهداته في ما يتعلق بالمحكمة الدولية والسلاح خارج المخيمات. وفي الدوحة، انتزع الثلث المعطل بقوّة الأمر الواقع وما لبث أن انقلب على تعهده بعدم استخدامه لإسقاط الحكومة. وفي حوار بعبدا ، كان متحمسا لإعلان تحييد لبنان عن الحرب السورية، ثم ما لبث أن مزّق توقيعه حين جاء أمر الولي الفقيه بالتدخل لإنقاذ الأسد. والآن، يرسل «حزب الله» رسالة بأنه لا يريد من الحوار إلا غطاء لتدخله في سوريا والعراق واليمن، وربما يحلو له أن يفهم على هواه حديث الرئيس سعد الحريري عن استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب مسوغاً لفرض ثلاثية جديدة على الشعب اللبناني، خصوصا إذا ما قادت المفاوضات النووية إلى إخراج الثلاثية القديمة (الخشبية) من الخدمة.

يمعن «حزب الله» في التهديد، لمعرفته بنقطة ضعف قوى الرابع عشر من آذار، وهي السلم الاهلي والاستقرار والشارع. لطالما قدمت «14 آذار» تنازلات حرصا على «الدولة»، على الرغم من خسارتها، بسياستها هذه، جزءا من جمهورها. الا أن الاستقرار كان بالنسبة اليها، المكسب الأهم.

صبيحة الجلسة التاسعة للحوار، تقول مصادر مطلعة لـ«المستقبل»: «يعلم حزب الله جيدا أن تصريحاته الأخيرة تساهم في تقليص مساحة «الاعتدال» في الشارع المقابل، وبأن تيار المستقبل سار بالحوار، على الرغم من رفض فئة من جمهوره، حفاظا على الاستقرار. وعليه، فإن الكرة اليوم وصلت الى ملعب الحزب، ويجب أن يختار بين مواصلة حوار غير مشروط، وبين السير باتجاه التصعيد الذي لن يولد الا تطرفاً يحرق الاخضر واليابس».