تباينت المواقف حول مضمون البيان الذي أعلنته سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد بعيد زيارتها والطاقم الدبلوماسي في سفارة بلادها في لبنان الى رئيس الحكومة سعد الحريري، لاسيما أنها قرأت بيانا مكتوبا مما يعني أنه أرسل اليها من واشنطن لاعلان موقف بلادها دون أي زيادة أو نقصان، ومنعا لاي اجتهاد لأي قوى محلية في هذا الموقف لاحقا.
فالاوساط الغربية المطلعة على الموقف الأميركي تعتبر بأن واشنطن أرادت هذا الموقف بعد تشكيل الحكومة بهدف وضع ضوابط لتمدد حزب الله وليس أكثر، ولو أرادت تعكير الواقع اللبناني لكان توقيت البيان اتى ابان مرحلة تأليف الحكومة وبوضوح أكثر لدى زيارة الدبلوماسي دايفيد هيل الى لبنان،
لكن واشنطن وبحسب الاوساط، توائم بين حرصها على الاستقرار اللبناني وبين انطلاق عمل الحكومة وعدم هيمنة حزب الله على قراراتها كما تدعي، ولكانت جمدت مقررات مؤتمر سيدر.
حتى انّ هيل الذي لمحّ الى تفعيل حكومة تصريف الأعمال أتى موقفه بمثابة اقرار بوجود حزب الله في الحكومة لكونه كان ممثلا بالحكومة السابقة انما بنوعية حقائب غير وازنة اسوة بوزارة الصحة التي تمتلك رابع موازنة في الترتيب الحكومي اضافة الى منظومة تعاون ودعم من جانب أكثر من جهة من بينها واشنطن.
وتتابع الأوساط بأن موقف السفيرة الأميركية أتى بمثابة انذار بضرورة عدم استفزاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب الممسك بمفاصل الادارة الاميركية، والذي يقود مواجهة واضحة مع ايران، أي أن القوة التي كانت مناهضة لحزب الله في الكونغرس الاميركي باتت اليوم عمليا داخل البيت الابيض، ولذلك يأتي الكلام بمثابة تحذير بضرورة تقديم لبنان اوراق ايجابية لا تستفز واشنطن بشكل مباشر منعا لردة فعل مؤلمة.
ولا تخفي الأوساط انزعاج واشنطن من الحضور الروسي على الساحة اللبنانية الى جانب النفوذ الايراني المتمثل بحزب الله، سيما بعد الاتفاق اللبناني – الروسي النفطي المتعلق بمصفاة طرابلس، وبذلك هي تقطع الطريق من خلال موقف السفيرة الاميركية لعدم التمادي الايراني – الروسي على الساحة اللبنانية رغم تباين الحسابات بين البلدين.
ويأتي الكلام لدى أوساط محور الممانعة بأن اعلان الموقف الاميركي بعيد زيارة رئيس الحكومة كان غير لائقا، ويهدف الى «حشره» دون تقدير واشنطن بأن حزب الله دخل مجلس النواب والحكومة نتيجة انتخابات ديمقراطية. والكلام الاميركي تجاهه يأتي بمثابة انكار لحقه في التمثيل داخل السلطة.
وتتابع الاوساط بأنه ليس جديدا بأن حزب الله متمدد خارج الحدود اللبنانية عسكريا وسياسيا، وله أدوار في مواجهة اسرائيل وكذلك «داعش» انما قد يكون كلام أمين عام حزب الله الذي جاهر فيه بأن حزب الله ومحور الممانعة قضيا على «داعشً، وليس الولايات المتحدة بما استفز واشنطن التي أرادت أن ترد على حزب الله من هذا الباب الهادف الى وضع ضوابط لأداء الحزب داخلا وخارجيا.