على هامش جلسة الحوار ما قبل الاخيرة بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، سأل مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري المعاون السياسي للامين العام للحزب الحاج حسين الخليل «هل يصبح سعد الحريري رئيسا للحكومة اذا قبلنا بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية؟».
حينها، وفقا لمعلومات خاصة بـ«اللواء» لم يتلق مدير مكتب الحريري اي جواب، إذ اكتفى الحاج حسين بالاشارة الى انه لا بد من وجود حد ادنى من التفاهم السياسي بيننا وبين الحريري لنقبل به رئيسا للحكومة، معقبا كلامه بالاشارة الى ان قيادة حزب الله هي من تملك الرد الاول والاخير على سؤالك.
لاحقا، وبعد مرور اسبوعين تقريبا أو أكثر، وخلال اتصال هاتفي بين الرجلين «بالمناسبة كان السيد نادر حينها في فرنسا»، سمع الحريري من الحاج حسين اجابة حزب الله الحرفية على سؤاله «اذا قررتم انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية فلا مانع لدينا من ان يكون الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة».
وانتهى حوار الرجلين بسؤال الحريري لخليل «هل هذا هو قراركم»؟
بعد اسبوع تقريبا على هذا الاتصال اي في 13 آب 2016 اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وطرح المبادرة التي كان الرئيس الحريري على علم مسبق بها من مدير مكتبه «اننا منفتحون وايجابيون في ما يتعلق برئاسة الحكومة المقبلة بعد انتخاب رئيس الجمهورية».
اليوم، يمكن القول بأن الكرة أصبحت في ملعب الحريري رسميا، ويمكن الجزم ايضا، نقلا عن مصادر قيادية مطلعة على اجواء حزب الله، الآتي «بمجرد ان ينزل الرئيس سعد الحريري الى مجلس النواب وينتخب عون رئيسا للجمهورية فسيتم تكليفه فورا لترؤس الحكومة دون اية اتفاقات او شروط مسبقة».
وفي حين تؤكد المصادر القيادية بأن هذا الطرح هو نوع من فصل مسار السلة الكاملة عن موضوع رئاستي الجمهورية والحكومة ويشكل فرصة حقيقية للحريري للعودة الى السراي الحكومية فور تجييره اصوات كتلته لصالح انتخاب عون رئيسا للجمهورية، تشير في المقابل الى ان الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بالحكومة وتوزيع وزرائها وبيانها الوزاري والقانون الانتخابي سوف يأتي في مرحلة لاحقة تحت اشراف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يمكن وصفه بالضمانة وخط الدفاع الاول عن الحريري «ظالما كان او مظلوما».
وفي السياق، تشير المصادر الى ان كتلة نواب «حزب الله» لن تسمي الحريري لرئاسة الحكومة، الا ان الحزب سيشارك في حكومته وسيسهل مهمة تشكيلها وتأليف بيانها الوزاري، لكن، على الهامش يجب الاشارة الى ضرورة ان لا ينتظر اي طرف من حزب الله ان يقبل من الحريري او غيره المساس بسلاح المقاومة او بمهمة الحزب في سوريا وعلاقاته الاقليمية ودوره الاستراتيجي هناك.
وتلفت المصادر الى ان الرئيس الحريري أصبح ملزماً اليوم بثلاثة خيارات:
اولا: اقناع المملكة العربية السعودية بضرورة تأييد عون لرئاسة الجمهورية، وهو ما ليس متوفرا وفقا لمعلوماتنا حتى اللحظة.
ثانيا: محاولة حل الملف الرئاسي لبنانيا وعدم انتظار التطورات الاقليمية.
ثالثا: تضييع هذه الفرصة الذهبية تحت ستار «الضمانات وغياب الراعي الاقليمي والعربي وتحديدا السعودي».
ولكن في خضم هذه المتاهة، ولو افترضنا بأن الحريري وافق على تسمية عون وانتخابه رئيسا، ثمة من يسأل: هل سيمارس حزب الله ضغطا معينا باتجاه عين التينة وبنشعي لحث حليفيه على تغيير مواقفهما المعلنة وغير المعلنة برفض تأييد ميشال عون للوصول الى الرئاسة الأولى؟
هنا كانت اجابة المصادر القيادية المطلعة على اجواء حزب الله كالتالي «ليس من مهام الحزب بأن يضغط على بري او فرنجية ولكن يمكن ان يتناقش معهما بالتي هي احسن ونقطة على السطر».