IMLebanon

ما بعد حكومة حزب الله

 

 

تخلّص اللبنانيّون من حكومة «أبو الإنجازات» حسان دياب، وسيعود إلى منزله بعدما انهارت على رأسه فقّاعة الوهم التي عاش فيها معتقداً في نفسه أنّه «المنقذ» وأنّه جاء ليخلّص لبنان، مع أنّه لم يكن أكثر من أداة بيد حزب الله، صحيح أنّنا اضطررنا لمرّة أخيرة بالأمس أن نستمع إلى خطاب إنشائي مملّ، المهمّ أنّ حكومة الدّمى هذه «خلصنا منها»، ولكن ماذا بعد الخلاص والتخلّص من حكومة مجموعة الفاشلين والطارئين في غالبيتهم على العمل الوزاري، ما هي الخطوة التالية حتى لا نقع في فخّ حكومة مماثلة والعودة إلى الوراء من جديد!!

 

الآن يجب أن تبدأ الثّورة الحقيقيّة، استقالة حكومة حسان دياب لا يجب أن تكون نقطةً على سطر التفجير النووي الذي دمّر بيروت، كلّ اللبنانيّون يعلمون أن وحش الفساد الضاري الحقيقي هو حزب الله بالمعابر غير الشرعية وسيطرته على مطار بيروت تماماً مثل سيطرته سابقاً على مرفأ بيروت، وهو فاسد كبير يغطّي كلّ الموبقات من كارتيل تجارة المخدرات في أميركا الجنوبيّة إلى صناعة الكبتاغون وتصديره إلى سرقة السيارات، هذا من جهة بيئة تطالب اليوم بقانون عفوٍ عن تجّار المخدرات وتنظيف سجلاتهم، وفوق كلّ فساده يحمي حزب الله منظمة فساد عمرها خمسة عشر عاماً نهبت بشكل منظّم كلّ الوزارات التي تعاقبت عليها ثم استقرّت على أنّ المكان الأفضل والأربح هو وزارة الطاقة وملف الكهرباء، من يتذكر اليوم ما فعله في العام 2009 رئيس كتلة الإصلاح والتغيير آنذاك عندما خاطب اللبنانيين «ولعيون صهر الجنرال عمرو ما يكون في حكومة» وحيازة صهره على وزارة الطاقة وإصرار عمّه على تمويل صهره بما يفوق المليار دولار حتى لا يفشل صهره بزعمه في ملفّ الكهرباء 24/24 وهذا الفساد الذي استقوى على اللبنانيين بسلاح حزب الله والذي وبالقوّة حماه وفرضه حزب الله على اللبنانيين لأنّه احتاج طوال هذه السنوات ومنذ العام 2005 إلى غطاء مسيحي يحمي سلاحه به، منظومة فساد الإصلاح والتغيير تجاهلها بالأمس حسان دياب وهو يحدّثنا عن الفساد المتجذّر، ومع هذا نحن من الذين يجدون أن الفساد عصف بلبنان منذ تسعينات القرن الماضي واستشرى في البلاد منذ عقود!

 

الذي انفجر في مرفأ بيروت ليس أحد نماذج الفساد كما ادّعى زوراً حسان دياب، الذي انفجر في مرفأ بيروت فساد وضع يد حزب الله على المرفأ واستخدامه منصة استيراد وتصدير له نهب فيها حقوق الدولة وأموالها وحرمها من مداخيل كبرى للخزينة حماية لسلاحه، والذي انفجر في مرفأ بيروت سلاح لا يريد حزب الله أن يعرف اللبنانيون ماهيته ويرفض أي تحقيق دولي يوصلنا إلى جواب على حقيقة تدمير بيروت ومن دمّرها، هذه دولة وحكومة تآمرت على لبنان وشعبه وهي راضخة وخاضعة لكلّ ما يريده حزب لقاء بقائها في السلطة!

 

الآن وباختصار، على اللبنانيين أن يكونوا متيقظين، وأن يرفضوا بقاء رأس السلطة في قصره فيما هو يؤمن غطاءً لحزب الله وأجندته، وتجربته خلال السنوات الثلاث الماضية كانت بائسة إذ وضع مقاليد الرئاسة الأولى في يدِ صهره وكلّما رفع لبنانيّون ملفّاً قال لهم «أحكوا مع جبران»، وجبران كلّف العهد ولبنان الكثير وقد أخرجه اللبنانيون في ثورة 17 تشرين من الحياة السياسية ومنعوه من أن يكون وزيراً، ولكنّ ملائكته حاضرة في حكومة دياب فكل وزراء التيار هم مجرّد نوّاب له، وأسخف ما شهدته الوزارات في زمن جبران باسيل أنّ يتم تعيين مستشار المستشار المستشار للوزير السابق هكذا يظلّ قابضاً على ملفات الفيول والبواخر وسلعاتا وسواها من الملفات التي يجب أن تكون بين يديْ القضاء لا مجرّد اتهامات.

 

هل ستعود هذه السلطة لتضحك على عقول اللبنانيين بالإعلان عن إستشارات نيابية ملزمة مع تكرار ممارسة عرف التسمية قبل الاستشارات والتأليف قبل التكليف في مخالفة فاقعة للدستور في هذا العهد، وأن نعود إلى تنصيب حكومة هزيلة فاشلة كحكومة حسان دياب التي أطاحت إنجاز ثورة 17 تشرين! هل سنعود إلى نفس الديباجة يشكّل حزب الله حكومة ويضع يده على الوزارات التي يريدها ويترك لجبران باسيل ما يريده المهم أن تتم تغطيته في عبّ الدولة؟!

 

جريمة تدمير بيروت يتحمّل مسؤوليتها حزب الله ومعه كل فروع هذه الدولة التي لم تكترث لآرواح اللبنانيين بدءاً من الجيش اللبناني الذي لم يتدخل منذ البداية ويصادر هذه المواد الخطيرة ويتصرف بتخزينها إلى حين إيجاد حلّ لها، ثم إلى قاضي العجلة الذي أضاع الوقت في الأخذ والردّ وصولاً إلى مجلس الدّفاع الأعلى الذي اكتفى بإرسال كتاب إلى رئيس الحكومة حسان دياب في تموز  الماضي وإلى رئيس الجمهوريّة الذي ادّعى أنّه لا يملك صلاحيات لإنقاذ أرواح الشعب اللبناني وإلى وزيرة العدل ووزير الأشغال اللذان اكتفيا بالتأشير على دماء وأشلاء اللبنانيين بأن الأمر ليس من صلاحيتهما!! لأجل بيروت والدمار الذي حلّ بها وأرواح اللبنانيين الذين عثر على جثثهم أو أشلائهم والذين لم يعثر عليهم بعد، وأرواح الجرحى وأصحاب البيوت والأحياء التي دمرت تدميراً كاملاً، على اللبنانيين إكمال غضبهم وإسقاط هذه السلطة كلّها ومحاسبتها حساباً عسيراً!!