IMLebanon

«حزب الله» يأمل حواراً.. يُعزز الاستقرار

يبدو «حزب الله» مطمئنا الى أن مسار الحوار بينه وبين «تيار المستقبل» سيلتئم على الأرجح قبل نهاية السنة، وفق الالتزام الذي قطعه «التيار» لكل من الرئيس نبيه بري و»الحزب التقدمي الاشتراكي» على أن ترتسم معالم جدول الأعمال والمواعيد بعد عودة نادر الحريري الى بيروت في اليومين المقبلين.

ويبدي «حزب الله» انفتاحه في الوقت نفسه، على الافكار التي من شأنها احداث خرق سواء على صعيد الانتخابات الرئاسية او الملفات الاخرى «فنحن لن نتخلى عن حلفائنا وخصوصا العماد ميشال عون، واي اتفاق سياسي يجب ان يحظى بموافقته ودعمه». ولا يخفي الحزب موقفه الداعم للتمديد للمجلس النيابي لكنه يشير الى أنه كان مستعدا في الوقت نفسه لاحتمال خوض الانتخابات على اساس قانون الستين معدّلا، «وفي كل الأحوال، فان قرار كتلة المستقبل بعدم المشاركة في الانتخابات اذا حصلت قبل الانتخابات الرئاسية أدى الى قبولنا بالتمديد خصوصا أننا نعلم بأن الانتخابات لن تغير في موازين القوى».

بالنسبة لـ»حزب الله»، فان الاوضاع الأمنية باتت اليوم افضل بكثير مما كانت عليه في السنوات الماضية وقد تم كشف معظم الشبكات الارهابية التي كانت تنفذ عمليات التفجيرات كما أن معركة طرابلس ـ بحنين ادت الى كشف العديد من الخلايا النائمة والتي كانت تحضر لاقامة امارة اسلامية في الشمال تصل الى حدود المتوسط كما اعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي، لكن الخطر لم ينته خصوصا في ظل استمرار مأساة العسكريين المختطفين ووجود خلايا نائمة في بعض المناطق قد تسعى للقيام بعمليات عسكرية او تفجيرات امنية ضد القوى الامنية او ضد بعض المناطق خصوصا بعد الانجازات الكبيرة للاجهزة الامنية، مع الاشارة الى وجود قرار دولي كبير وبدعم اقليمي وعربي وداخلي بمواجهة كل التهديدات الامنية وعدم التساهل مع اي محاولة لتفجير الوضع اللبناني الداخلي».

في الوقت نفسه، يبقى الحزب مطمئنا لخياراته الاقليمية والداخلية برغم محاولات التشويش المستمرة أو استغلال العناوين الانسانية كما تفعل كل من «جبهة النصرة» و»تنظيم داعش» من خلال محاولاتهما التسلل عبر ملف العسكريين لتوتير الاوضاع مذهبيا وتحريك لعبة الشارع.

وليس خافيا على أحد أن خطر «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة «غيّر كل المعادلات في المنطقة ودفع الجميع لاعادة النظر بحساباتهم والعودة الى طاولة الحوار والتوقف عن التصعيد السياسي والاعلامي لان ما يجري يشكل خطرا على الجميع وخصوصا السعودية»، كما يردد المتابعون، ويشير هؤلاء الى أن تهديدات «داعش» قد شكلت انذارا لجميع دول المنطقة وبعض القوى الدولية «ولذا حصل اتفاق على ضرورة احتواء خطر داعش من دون ان يتضمن جدول الأعمال الدولي حتى الآن كيفية القضاء عليه»!

يتوقف «حزب الله» عند المشهد العراقي في ضوء الانجازات التي حققها الجيش العراقي مدعوما من «الحشد الشعبي» في الاسابيع الاخيرة ومن المرجعية الدينية، كما يتوقف عند الوضع السوري الذي يشهد نوعا من «الستاتيكو» بين النظام وقوى المعارضة «لكن النظام اقوى اليوم وهناك اعتراف دولي ضمني بذلك»، ليخلص الى أن تمديد الاتفاق النووي بين ايران و»خمسة زائدا واحدا» كان الخيار الافضل حاليا «لان ظروف التسوية الشاملة بين الولايات المتحدة وايران لم تنضج بعد وهما تريدان التوصل الى حل شامل لكن الأميركيين تعرضوا لضغوط عدة. ولذلك يمكن القول ان الطرفين يحتاجان الى مهلة جديدة لمتابعة التفاوض للتوصل الى حل نهائي وهذا ما حصل».

اطمئنان «حزب الله» للأوضاع الداخلية والخارجية وتشجيعه على الحوار واستعداده للتعاون مع الجميع في مواجهة التهديدات ليست مجرد كلام بل سلوك قرر الحزب ترجمته في شتى المجالات، «نمد أيدينا للجميع للعمل بشكل مشترك لانقاذ لبنان والمنطقة من هذا الخطر التكفيري، ولا يتناقض ذلك مع حقيقة أن المقاومة في لبنان وضعها أفضل وأقوى من أي وقت مضى وهي تتابع ما يجري في ساحة فلسطين ولا خيار لنا وللفلسطينيين إلا المقاومة».