IMLebanon

«حزب الله» .. مناصبة العداء لقلب بيروت

يُصرّ سياسيو «حزب الله» على نبش الأحقاد وزرع الفتن بين أهل الوطن الواحد، مرّة من خلال استهدافهم تيار «المستقبل» ومرّات عبر تحريضهم المتكرر على وسط العاصمة «سوليدير» التي يبدو أنها أصبحت تُشكل بالنسبة اليهم العقدة الاكبر والأهم في حياتهم السياسية والعسكرية على السواء لدرجة جعلتهم يتناسون «أولياتهم» التي أغرقوا لبنان بسببها في حروب عبثية ما زالت مفاعيلها وارتداداتها المأسوية مستمرة حتى الساعة.

بيروت وللمرّة العاشرة بعد المئة تعود لتُحوّل هدفاً لـ»حزب الله» إذ لا يخلو حديثٌ أو تصريح لسياسييه، إلا ويحمل تهجماً وحقداً تجاه بقعة جغرافية محددة اسمها «سوليدير»، تنتمي الى كل الوطن لا إلى جهة محددة، على خلاف العديد من المناطق التي يسيطر عليها هو منذ الثمانينات ولغاية اليوم والتي أتبعها بدويلته الخاصة وبالتالي ما عادت تُعرف ما إذا كانت تحمل هُويتها اللبنانية ام أنها تبدلت بفعل الأمر الواقع الذي يمارسه عليها، وأصبحت تحمل مشاريع أخرى لا تتآلف لا مع هوية لبنان كوطن ولا مع لبنانية مواطنيه.

تهديدات «حزب الله» لوسط العاصمة والتي أصبحت متكررة ومتعددة، لا بد وأنها تطرح في طياتها اكثر من علامة إستفهام حول هذا الإستهداف الذي يتزامن في كل مرّة مع أزمات يواجهها الحزب. وللتذكير فقد سبق لـ»حزب الله» أن نفذ تهديداته أكثر من مرّة بحق وسط بيروت بدأت يوم حاصرها ومن ثم احتلها بعدما قطع أوصالها ليعيث فيها فساداً وخراباً ومؤخراً من خلال إضرام النار بأسواقها وتكسير محالّها وسرقة بعضها وتخريب بعض المعالم فيها، وهو ما يؤكد أن تركيز هجومه على «الوسط» خلال المرحلة الحالية، مؤشرٌ خطير يدل على نيّة الحزب المبيّتة وذلك من خلال إستعادته لغتة الهمجية والتحريضية تمهيداً لترجمتها في «سوليدير».

بات «حزب الله» يتماهى في مواقفه اليومية ودعواته التحريضية ضد منطقة وسط بيروت، مع دعوات ومواقف سابقة لم ترَ مانعاً من أن تُهدم بيروت للمرّة الثامنة. النائب نواف الموسوي هو أحد متبرعي الحزب لتنسيق الهجمات اليومية على منطقة «سوليدير» بحيث لا يمر يومٌ إلا ويدعو فيه إلى إغلاقها لاعتبارها بؤرة فساد يجب إزالتها، على حد وصفه. 

«ذكّر لعل الذكرى تنفع». من هنا لا بد من اعادة تذكير الموسوي ببعض المفسدات التي ارتكبها كوادر وعناصر من «حزب الله« خصوصاً أنه احد أبرز شخصيات الحزب الذين ساهموا في رفع مطلوبين للعدالة الدولية إلى مصاف القديسين وعلى رأسهم مصطفى بدر الدين يوم قال من مجلس النواب «سلام على المصطفى الذي به تم بدر الدين»، بأن الفساد ينطبق على من قتل وما زال يقتل الشعب السوري ويحتل أراضيه ويحولها إلى شركات ومنتجعات سياحية باسم الحرب ضد التكفيريين ومن يؤسس ويرعى شبكات إرهابية لضرب دول عربية شقيقة ويزرع رعبه في دول غريبة، والفساد هو حماية تجار الكابتاغون ومزوري الأدوية وسارقي السيارات وآكلي أموال الناس من أشخاص محميين ومدعومين من الحزب بدءاً من صلاح عزالدين وليس إنتهاءً بحسن تاج الدين وتخصيص «المال النظيف» لفئة من الناس دون أخرى، والاستئثار بقرار الحرب والسلم وإنشاء حشود شعبية متعددة ومتلونة الأهداف، وغيرها الكثير من الإرتكابات التي لا مجال لحصرها.

بالأمس فضحت شاشات التلفزيونات إرتكابات مجموعات مأجورة وهي تقوم بعمليات إحراق في وسط العاصمة وتكسير محالّ تجارية ونهبها بالإضافة الى أعمال أخرى لا تنم عن أخلاق أقلها حرق خيم اهالي العسكريين المخطوفين، كل ذلك جاء بعد تصريحات قادة «حزب الله» ودعواتهم للاقتصاص من «وسط بيروت»، هذا الوسط الذي أصبح اليوم مهدداً بوجوده بعدما أصبح عقدة مزمنة لدى الحزب وشغله الشاغل وكأنه قد تخلّص من جميع أزماته، أو كأن أهل الزبداني سلموه أرضهم وبيوتهم طوعاً أو إكراها.

سبق لـ»حزب الله» أن اعلن معارضته للحراك الذي يجري على الأرض، وبالتالي تبرؤه منه، لكن من يرى التحركات على الأرض في منطقة «سوليدير» والدور التخريبي الذي تقوم به مجموعات محددة يؤكد أن الحزب يُدين نفسه بنفسه من منطلق «كاد المريبُ أن يقولَ خذوني»، والحزب الذي يدّعي معارضته الحركات التظاهرية، قد أصدر بالأمس البلاغ رقم واحد بحق «سوليدير» عندما دعا للبدء بمحاربة الفساد منها.