IMLebanon

«حزب الله» يزرع الذرائع.. حتى يحصد «ورقة الفراغ»

تعدّدت الذرائع والسيناريوات التي اعتمدها «حزب الله» لإقناع حليفه النائب ميشال عون بأنه يسعى جدّياً لإيصاله إلى قصر بعبدا، والمطلوب واحد: إطالة أمد الفراغ قدر المستطاع إلى أن يحين أوان قبض ثمنه في موسم البازارات الإقليمية والدولية المرتقب حلوله إثر وصول إدارة أميركية جديدة إلى البيت الأبيض.

هذا هو الانطباع السائد لدى غالبية الأوساط السياسية، بما فيها أوساط حليفة للجنرال استندت إلى مراجعة سريعة لمواقف «حزب الله» أظهرت بوضوح لجوء الأخير إلى سيناريوات أو حجج مختلفة للتنصّل من التزامه بترشيح عون وليس العكس:

1 ـ في المرحلة الأولى من الشغور الرئاسي لم يأتِ كل مسؤولي «حزب الله» على ذكر اسم النائب عون كمرشّح يحظى بدعمهم للاستحقاق الرئاسي بذريعة عدم الرغبة في إحراجه، ممّا أثار شكوكاً لدى كتل نيابية كثيرة بما في ذلك تكتّل «التغيير والإصلاح».

2 ـ في المرحلة الثانية أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله دعمه لترشيح عون متّكلاً على رفض قوى 14 آذار لهذا الترشيح باعتبار أنها كانت ملتزمة بدعم رئيس حزب «القوّات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، وعلى أساس أن التعادل في ميزان القوى النيابي يحول دون انتخاب أيّ منهما.

3 ـ في المرحلة الثالثة اكتفى الحزب بالردّ على جعجع كلّما سعى إلى حشره بمطالبته بالضغط على حلفائه لانتخاب عون، رغم ذهاب الرئيس سعد الحريري إلى حدود إعلانه استعداده لتأمين نصاب أي جلسة في حال تمكّن الفريق الآخر من توفير الأكثرية المطلوبة لانتخاب الجنرال.

4 ـ أمّا في المرحلة الرابعة (الحالية) فتذرّع الحزب ولا يزال يتذرّع بموقف كتلة «المستقبل» النيابية، متجاهلاً موقف حلفائه الرافض لانتخاب عون وفي مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في محاولة جديدة للتنصّل من مسؤولية إطالة أمد الفراغ أمام اللبنانيين عموماً وحليفه خصوصاً.

والسبب بات واضحاً برأي الأوساط وهو أنّ الحزب الذي جهد على مدى عامين ونيّف لتحويل الفراغ الرئاسي إلى «ورقة» يعرضها للبيع والشراء مع القوى العظمى ليس في وارد التخلّي عنها مجاناً طالما أن أحداً من القوى الدولية، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، ليس في وارد شراء هذه الورقة.

ذلك أن «حزب الله»، ومن ورائه إيران، سعيا جدّياً إلى اعتماد أسلوب «العرض» أمام واشنطن، لكن الأخيرة تجنّبت «الطلب» اعتقاداً منها بأن سياسة «العرض والطلب» مع إيران لم تعد مجدية. وبما أن هذه السياسة لم تنفع مع الإدارة الحالية على مدى عامين ونيّف دخل الحزب الآن في مرحلة انتظار وصول الإدارة الأميركية الجديدة لتقديم عرضه الجديد القديم عسى أن يجد آذاناً صاغية، خصوصاً أن موعد وصول هذه الإدارة قد يتزامن مع ملامح حلّ سياسي لسوريا دخل هو الآخر مرحلة من النضوج مع التحوُّل التركي الذي فتح الباب أمام إمكانية التوافق على صيغة الحلّ التي اقترحها الروس بحيث يرضى بها العرب والأميركيون.. ولكن بعد خروج باراك أوباما من البيت الأبيض وحلول رئيس جديد مكانه.