الحريري يضـع لاءات ويرفض لعب دور «ابو ملحم» المسهل وتقديم تـنــازلا
الرئاسة الأولى و«التيار »: الشراكة» في التألـيـف والقرار السياسي أولاً
بدل ان تشكل الأزمات الصحية والاقتصادية والكوارث الاجتماعية اللاحقة بالناس دافعاً قوياً من أجل تسريع عملية التأليف، فان الأمور لا تزال عالقة عند لعبة الشروط والشروط المضادة وتتخذ منحى تصاعدياً في المواجهة أكثر بعد تصعيد التيار الوطني الحر ودعوته الرئيس المكلف سعد الحريري لالتزام قواعد الميثاق والدستور، وبعد مسلسل تهشيم المبادرات التي قامت بها بكركي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم .
جولات العنف المتكررة بين بيت الوسط وبعبدا وميرنا الشالوحي لا تطمئن باقتراب الخروج من النفق، والمؤشرات السياسية لا تدل على ان هناك حكومة في المدى القريب، فالتعويل على حدوث مفاجأة على خط بيت الوسط وبعبدا هو من سابع المستحيلات وضرب من ضروب الخيال، وقد ساهمت الرسالة الرئاسية لتبرئة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في زيادة رقعة الخلاف، حيث بدا من استنفار «ماكينات» المستقبل للرد ان الحريري لن يقدم تنازلات او تراجعات كما كان يفعل في الماضي لمصلحة البلاد، وانه كما يقول احد نواب «المستقبل» لا يرغب ان يلعب دور «ابو ملحم» المتساهل وان يقدم الحلول على حساب مصلحته السياسية والحزبية والشعبوية والمزيد من التنازلات لمصلحة العهد وفريقه السياسي، كما يصر «المستقبل» على نظرية تمسك التيار الوطني الحر بالثلث المعطل من اجل التحكم بالحكومة بعد انتهاء الولاية الرئاسية الحالية للعماد ميشال عون.
الوضع في «المستقبل» لجهة رفض الرضوخ لشروط النائب جبران باسيل ومعاييره في التشكيل يتشابك مع اصرار الفريق الرئاسي والتيار الوطني الحر على التمسك بحق الرئاسة الأولى بالشراكة في التأليف ورفض الرئاسة ان تتمثل في حكومة لا يكون لها قرار سياسي فيها.
وفق مصادر سياسية، فان حزب الله قام بمحاولات ضمن الامكانات والظروف المتاحة لترميم واعادة بناء الثقة بين بيت الوسط وبعبدا لم تصل الى نتيجة بسبب تعنت الطرفين، واشارت المصادر ان تدخل حزب الله مقيد بعدة مسائل، فهو لا يمكن ان يتدخل او يلزم الرئاسة الأولى بأي قرار وفي الوقت نفسه يبطله لعدم تشويه صورة العلاقة القائمة مع بيت الوسط، فحزب الله لا يجاري رغبة حليفه التيار الوطني الحر بإقصاء الحريري واحراجه لإخراجه، وهو يقيم توازناً مقبولاً في علاقته بين الفريقين، فلا يقبل بكسر هيبة الرئاسة الأولى ويرفض في الوقت ذاته الاستغناء عن الحريري ويتطلع الى تكرار تجربة التعاون الحكومي معه على اعتبار ما يمثله الحريري في المعادلة الداخلية وعلاقاته الخارجية.
مهمّة حزب الله بعد «الفيديو» الرئاسي المسرّب في إزالة الحواجة بين بعبدا وبيت الوسط صارت أكثر تعقيداً بعد حملة ردود الفعل الأخيرة التي تعدت السقف المقبول في التخاطب السياسي عدا المعطيات المتوفرة التي تؤكد ان رئيس الجمهورية اسقط عن الحريري أوراق التوت ولم يعد متحمساً لإكمال ما تبقى من ولايته الرئاسية الى جانب الحريري فيما الأمور لا تبدو أحسن حالاً من جهة الحريري الذي «كبر» دعسته الحكومية ويرفض التنازل والنزول عن شجرة التأليف.
يقف حزب الله في الوسط، بين بعبدا وبيت الوسط، ووفق المصادر، فهو أدى أدواراً عديدة من اجل تقريب وجهات النظر حيث سبق للنائب ان اشار الى أدوار الحزب في نقل رسائل بين الطرفين باشارته الى ان الحريري ابلغ حزب الله في وقت سابق عدم قبوله ان يسمي رئيس الجمهورية وزراء العدل والداخلية، مما يدل على ان الاشتباك بين بعبدا وبيت الوسط لا تسري مفاعيله على العلاقة بين حزب الله والمستقبل فماكينات التيار الأزرق وجيوشه الإلكترونية تنتظر الرئاسة الأولى وميرنا الشالوحي على أي تصريح او موقف فيما تحافظ على روحية العلاقة والخطوط المرسومة لعلاقة تيار المستقبل مع حزب الله.