تحدثت اوساط في تيار المستقبل بأن رئيس الحكومة سعد الحريري سيطرح خلال الأيام القليلة التي تفصلنا عن الخامس عشر من أيار قانواًن إنتخابياً جديداً.
ورأت مصادر سياسية متطلعة أن مبادرة الرئيس سعد الحريري المرتقبة تأتي بعد فشله في زرع إسفين بين تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله خصوصا عندما رفض القانون التأهيلي بعدما تمسكت به القوى المسيحية ولم يرفضه الثنائي الشيعي. ولكن تقول المصادر نفسها أن المقاومة وجمهورها ومن يؤمن بنهجها لن يسمحوا لأي جهة كانت تيارا كان أوحزبا بإرساء قواعد سياسية جديدة ولن تسمح أيضا لحزب أوتيار بأن يتوهموا أن ظلهم في الشمس يساوي حقيقتهم بعد مغيبها.
من جهة أخرى نقلت المصادر السياسية المطلعة أن حزب الله وحركت أمل قررا بشكل حاسم ونهائي على أن يكون قانون الإنتخابات الذي ستجري على أساسه الإنتخابات النيابية المقبلة هوالقانون النسبي الكامل لأن القوانين التي طرحت من بعض القوى السياسية سواء كانت تخاصم الثنائي الشيعي أوتحالفه تعتبر قوانين مجتزئة ومقسمة وفق مصالح هذه القوى ولا تراعي التمثيل العادل والصحيح وتخالف المعايير الوطنية وتؤسس لإنقسامات حادة وقد تؤدي إلى حروب داخلية. وألمحت المصادر إلى القوانين التي تقدم بها رئيس التيار الوطني الوزير جبران باسيل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي والآراء التي عبر عنها عدد من نواب تيار المستقبل حول القوانين التي يريدونها جميعها لا تعبر عن الحالة الوطنية الشاملة بل كانت على قياس مصالح من تقدم بها ومستقبل ورثتهم من الأبناء والأحفاد وذوي القربى.
وجزمت المصادر بأن حجم تأثير القوات اللبنانية على رئيس التيار الوطني الحر بات واضحا بأشكال متعددة منها الإنتخابات النيابية في البترون، حتى بات يشعر بفائض معنوي قد تكون أسبابه خاطئة ووهمية مما أدى به إلى إعتماد خطاب رأت فيه المصادر الكثير من العنصرية والطائفية وأعادة طرح أفكار سبق أن دمرت لبنان وأدت إلى نشوب حرب أهلية مما دفع ببعض السياسيين العقلاء للرد على هذه الطروحات قائلا «إذا كان المعيار أن كل طائفة تنتخب ممثليها فعلينا أن نعتمد المنطق العلمي وفق الأرقام الحقيقية لكل طائفة، وهذا يرتب علينا بأن نرضى بتمثيلنا وفق الأعداد الحقيقية لكل طائفة، وإذا سلمنا بهذا المنطق فالمسلمون يشكلون 70% من عدد سكان لبنان فتمثيلهم في البرلمان اللبناني يجب أن يكون وفق هذه النسب العلمية والمنطقية وبالرغم من ذلك يصر حزب الله وحركة أمل الحفاظ على الحضور المسيحي بكل مكوناته، وإذا عدنا إلى إنتخابات بلدية زحلة الأخيرة نرى ترجمة إصرار حزب الله بالحفاظ على أصغر المكونات المسيحية حينما وزع أصوات ناخبيه في نطاق بلدية زحلة على المرشحين الكاثوليك في عاصمة الكسلكة في الشرق». هذه الخطوة التي أقدم عليها حزب الله في زحلة لم يستطع الكثير من المراقبين قرائتها وتفسيرها وفق ما قصد حزب الله، حتى عائلتي سكاف وفتوش لم يدركا هذا القصد النبيل لحزب الله.
من جهة أخرى شعر الكثير من المراقبين بأن أداء رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران بسيل في الحكومة بصفته الوكيل الرسمي لرئاسة الجمهورية بصلاحيات كاملة لم يقدر أداء الثنائي الشيعي وحرصه على حليفه الأقوى لأنه أخطأ في ظنه أن حزب الله اللاعب الإقليمي البارز في المنطقة يحتاج لغطاء من أحد أودعم من هنا وهناك. لذلك نصحت المصادر الوزير باسيل التعاطي مع المواضيع السياسية الحساسة بواقعية ودراسة دقيقة والنظر إلى تطورات الأحداث في المنطقة والتي لا يمكن أن تسلك إلا بالإتجاه الذي يحدده محور المقاومة.