ما قاله وزير الداخليّة نهاد المشنوق عن تدريب مقاتلي جبهة البوليساريو في بيروت خطير جدّاً، وتساؤله إلى متى ستبقى بيروت ساحة لتدريب الإرهاب في العالم؟ وأنّ المغرب دولة جديّة ولولا أنّهم «يعملون خاطر» لصلة المصاهرة بين لبنان والمغرب لاتخذوا قراراً قاسياً بحقّ لبنان، هذا الكلام يجب وضعه على رأس أولويات الشعب اللبناني، حان وقت الخروج لقطع الطريق على الأجندة الإيرانيّة التي يُنفّذها حزب الله في العالم انطلاقاً من لبنان.
استعرنا عنوان المقال من رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية محمد بنحمو الذي وصف حزب الله بالجرثومة التي تستخدمها إيران، في العام 2009 قطعت المملكة المغربيّة علاقتها بإيران للمرة الثانية على خلفية تورط السفارة الإيرانية في مخطط سري لنشر المذهب الشيعي في المملكة، وهذا ما يردّنا إلى ما قلناه بالأمس أنّ أصل الصراع هو تمدّد إيران إلى العالم الإسلامي مستخدمة ستار «آل البيت»، هذا «القناع التاريخي» الذي يستخدمه وهم الحلم المستحيل بإقامة «إمبراطوريّة كسرى» من جديد!
ألقي القبض العام الماضي على قاسم تاج الدّين يد إيران وحزب الله في «هندسة» تغيير ديمغرافيا لبنان «مشروع مديار» السكني الذي حكي أنه استكمالاً لمخطط حزب الله في السيطرة على المواقع الاستراتيجية على طول الخط الساحلي بين بيروت والجنوب، بعدما تبيّن للحزب في أحداث السابع من أيار أنّ الخط الساحلي الذي يربط بين الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني خارج سيطرته، هذا الخط الذي يمكن أن يعرقل مخططه التوسّعي لاحقاً»، للمناسبة ومن قبل أن تضع أميركا في العام 2009 قاسم تاج الدّين وشركاته على لائحة الإرهاب، اعتقل تاج الدين وسجن في العام 2003 في بلجيكا لمدة شهرين وجرى التحقيق معه على خلفيّة أنشطة وتمويل وتبييض أموال لصالح حزب الله…
ألقي القبض على قاسم تاج الدّين المطلوب بمذكّرة من الأنتربول في مطار «الدار البيضاء» وتمّ تسليمه إلى الولايات المتحدّة الأميركيّة، وإيران الدولة المخرّبة ومن ورائها حزبها وذراعها العسكري ذهبا إلى أبعد ممّا أشار إليه وزير الدّاخليّة نهاد المشنوق بالأمس عن تدريب عناصر جبهة البوليساريو في لبنان، ذهبت إيران وحزبها إلى الحدود المغربيّة، «فأرسلت قيادات عسكرية وعناصر لتقيم بشكل دوري منذ عام تحديداً في مخيمات تندوف جنوب الجزائر بهدف تدريب المقاتلين الصحراويين، ونقلت هذه المجموعة شحنات أسلحة وذخيرة وأدوية من لبنان إلى مخيمات تندوف ـ طبعاً لأنّ حزب الله يضع يده على مرافق حيويّة كالمرفأ والمطار في لبنان ـ وأخذ التعاون نفس «الشكّل» الذي أخذه في جنوب لبنان وغزّة وغيرها عبر حفر أنفاق وخنادق بين المنطقة العازلة والحدود المغربية، والتخطيط لشن هجمات إرهابية ورفض طهران لوقف هذه الأنشطة أدّى لقطع العلاقات نهائياً بين البلدين، هددت البوليساريو بالعودة للقتال وأقامت نقاط تفتيش في المنطقة العازلة وعلى بعد أمتار فقط من الجدار الأمني المغربي، وبلغ التوتر ذروته مع تفتيش المسلحين الصحراويين الشاحنات والسيارات المغربية العابرة نحو موريتانيا ودول غرب إفريقيا. ورأى المغرب في هذه «الاستفزازات» تهديداً لأمنه القومي ووحدته الترابية ولمصالحه الاقتصادية الحيوية» [الإعلامي الموريتاني خليل ولد اجدود].
إيران دولة «خبيثة» و»سرطان» يتفشّى في العالميْن العربي والإسلامي، وهي دولة «تقيّة» ودولة «كاذبة»، وحزبها خبيثٌ و»جرثومة» تعيث فساداً في المشرق والمغرب العربي، ونكرّر ما قلناه في مقالنا قبل يوميْن الذي حمل عنوان «العدوّ على حقّ»، لا حلّ مع إيران وحزبها إلا بالحرب.. غير هذا ستتابع إيران اللعب على التناقضات بين الدّول مثلما تستغلّ الجزائر لضرب المغرب، ولن تكفّ عن العبث في المنطقة حتى «تحتلّ» بلاد الحجاز وتضع يدها على الحرميْن الشريفيْن.