IMLebanon

«حزب الله» يخاف من بيئته  

 

لا ينسى اللبنانيّون ذاك المشهد عام 2006 لواحد من بيئة حزب الله وهو يتسلق عمود كهرباء في وسط بيروت يقتلع عنه علم لبنان ويرميه إلى الأرض ليضع مكانه علم حزب الله، في أسوأ كوابيسه لم يكن حزب الله ليظنّ أنّ علمه الأصفر سيوضع على الأرض وستقوم «بيئة أشرف النّاس» بإحراقه، بيئة تعتقد أنّ «ثمن» القتلى في سوريا أو جرود عرسال هو أن تكون فوق القانون وخارجة عليه، بيئة استقوت على الدولة وعلى الشعب اللبناني بسلاح حزب الله، وهي لا تعترف لا بالدولة ولا بالقانون، فلماذا تعترف بحزب الله بالرّغم من أوهام «التّقديس» التي حاولت فرضها على الآخرين، فيما هي لا تقدّسه إلا ليحمي كلّ الموبقات التي ترتكبها باعتبارها «البيئة الحاضنة»!

 

يخاف حزب الله هذه البيئة التي شاهدناها بالأمس تحرق علمه، لا نعلم إن بلغت الرّسائل المتدولة عبر الـ»واتس أب» سمع أمين عام حزب الله حسن نصرالله وهي تكيل له وللحيته «شعرة شعرة» الشتائم المقذعة، سيلتزم الحزب الصمت، هذه البيئة تخيفه لأنّه يعرف حقيقتها، لطالما اختبأ أمين عام حزب الله من هذه البيئة وراء مطالبة الدّولة بتحمّل مسؤولياتها بتنفيذ خطة أمنيّة في مناطق بعلبك والهرمل، ولطالما تهرّب من مسؤوليته الحقيقيّة في إيصال الخارجين على القانون في هذه المناطق إلى ذروة الفجور لأنّهم صدّقوا أوّلاً قولته الشهيرة «أشرف النّاس»، ولأنّه مستفيدٌ من هذه البيئة التي استخدم أبناءها وقوداً في حروبه، هذه البيئة التي أحرقت علمه بالأمس قالتها علناً «بلدة قدمت 11 شهيدًا في معركة فجر الجرود لا تستحق هذه المعاملة والتجاهل القائم من قبل حزب الله»، هذه معادلة صنعها حزب الله بيديْه وعليه تحمّل تبعاتها، بيئته من المواطنين العاديّين لم تعد قادرة على تحمّل بيئته الخارجة على القانون، وهو عالق بين ناريْن!

غابة المخدّرات والكبتاغون التي يرعاها حزب الله تحت غطائه السياسي على وشك الخروج، من سمع التسجيلات الصوتيّة التي طالبت هذه البيئة بنشرها وتعميمها «لعنت الله» فلماذا لا تلعن حزبه وأمينه العام؟ كلّ هؤلاء الخارجين على القانون من كارتل تجّار المخدّرات وسرقة السيارات شاهدنهم يهتفون «لبيّك يا نصرالله» من نوح زعيتر وهلمَّ جرّاً، والمضحك أنّ الحزب والسيّد صدّقوا هذا الهتاف، ليتبيّن لهم خلال الساعات الماضية أنّ مصالح تجارة هؤلاء وجهها الحقيقي هو «لا لبّيْك ولا سعديْك»، وأنّ لامقدّس لديهم إلا مصالحهم التي اقتضت التضحية بتقديم شبّانٍ يقاتلون في صفوف الحزب، مقابل حمايتهم وتشكيل غطاء يحمي خروجهم على القانون، حزب الله في وضع لا يحسد عليه، فقد حان وقت دفع الأثمان الباهظة لبيئته.

سيفقد حزب الله وأمينه العام هيبته على يد البيئة الغاضبة التي شاهدنا بالأمس تحرق علمه، فماذا لو شاهدناه اليوم تحرق صور أمين عام حزب الله؟ لطالما حاذر أمين عام حزب الله من مواجهة هذه البيئة، فضّل أن يلعب دور «شيخ صلح» بين العشائر ليكسب التأييد، ورمى عبء الأمن والقانون والمواجهة على الدولة والجيش اللبناني والقوى الأمنيّة ـ ولهم كلّ التحيّة على هذه العمليّة الأمنيّة في بلدة الحموديّة ـ منذ الأمس بدأت المواجهة التي يخشاها الحزب وأمينه العام لأنّه أدرى بهذه البيئة، من المؤسف أن السيّد حسن نصر الله صدّق «النفّخ» التقديمي الذي يسبق إطلالاته الشاشاتيّة، صدّق أنّ هذه البيئة تناديه «يا ابن فاطمة» وأنّها توقّره، الآن جاءت لحظة اكتشاف الحقيقة، عزيزي السيّد حسن، هؤلاء مثل أولئك الذين كانوا في الكوفة، مع فارق جوهري جدّاً أنّك لست «الحسيْن» ـ عليه السلام ـ وقد جاء وقت دفع الحساب، كلّ الخوف ألّا يصبح حالكم والحزب في هذه المواجهة على طريقة المثل القائل «حخلّي اللي ما يشتري يتفرّج»، اللهمَّ لا شماتة.