يصف “حزب الله” قرار العقوبات الذي أصدره الكونغرس الأميركي وتناول فيه “حزب الله” بأنّه اعتداء على لبنان.
نحن نفهم رد فعل الحزب على قرار من شأنه أن يتسبّب بضيق أكيد للحزب كونه يلغي نهائياً التفريق بين أجنحة يعتبرها الجانب الاميركي مزعومة، فليس هناك من جناح عسكري وجناح أمني وجناح سياسي، إنما هناك، في نظر الأميركي “حزب الله” الواحد يتحمّل مسؤولية أعماله بأجنحته كلها.
قلنا إنّنا نفهم رد فعل “حزب الله” وإن كنا نستغرب التناقض الكبير بين هذا الموقف وموقفه الآخر المتخذ قبل أشهر عندما جرى الكلام على العقوبات الأميركية، إذ قال سماحة السيّد حسن نصرالله مباشرة، وبالفم المليان، وأمام جمهور حاشد في إحدى المناسبات الحزبية، وأيضاً أمام جمهور عريض عبر شاشات الأقنية التلفزيونية، قال إنّ العقوبات الاميركية لا تعنيه ولا تهمّه… وأضاف يقول إنها لم ولن تؤثر على الحزب، ولم يزل قوله في الآذان: نحن لا نتعامل بالدولار الاميركي، وأيضاً قوله: نحن لا نتعامل مع المصارف.
فإذا كان هذا القول يعبّر فعلاً عن الواقع فلماذا هذه الضجّة التي يفتعلها الحزب تعليقاً على القرار الاميركي… أليس أنّ الحزب لا يتأثر بالعقوبات؟ فلماذا يتأثر وينفعل لقرار لا يؤثر فيه؟!.
ثم نود أن نصدّق جدلاً أنّ القرار الاميركي هو اعتداء على لبنان، ولكن السؤال الذي يطرح ذاته هو: مَن المسؤول عن إصدار هكذا قرارات؟ وبالتالي: منَ المسبّب بالإعتداء إذا كان القرار اعتداءً على لبنان؟ وأيضاً: هل انّ إصدار القرار في ذكرى المجزرة الارهابية التي استهدفت جنود المارينز في بيروت في العام 1983 والذي استهدف “حزب الله” بالذات، هو اعتداء على لبنان واللبنانيين جميعاً؟!.
لو كان “حزب الله” يهتم بلبنان، ويحرص عليه فعلاً لا قولاً، لما كان يورّطه في المشاكل والأزمات من خلال تصرفاته ومعاركه وعملياته في البلدان العربية وفي أوروبا الشرقية وفي غير بلد من بلدان أميركا اللاتينية.
الحقيقة أنّ لبنان يدفع ثمن تورّط “حزب الله” في مختلف أنحاء العالم.
فإذا كان الحزب يحب لبنان فليقطع علاقته بإيران التي هي مصدر البلاء كلّه، وإلاّ فلا يجوز أن يبقى لبنان مرهوناً لنظام آيات الله في إيران، ولمصالح إيران، وللمزاج الايراني!
عوني الكعكي