يمارس حزب الله سياسة الصمت في مقاربة الهجمة المستقبلية عليه، في الاصل لا يجد نفسه معنيا بالرد على «بالونات الاختبار» الزرقاء لا من قريب ولا من بعيد، لكن من المؤكد ان الحزب بحسب عارفيه ينتظر اللحظة المناسبة لكشف كل الاوراق، الا ان رده لن يكون على المنابر انما في السياسة «هنا يقول احد المراقبين باننا قد نشهد على 7 ايار سياسي هذه المرة في الحكومة والطائف وتركيبة البلد ككل اذا استمر هذا التصعيد غير المبرر».
لربما ما يفرمل ردة فعل الحزب حتى اللحظة وفقا لمصدر سياسي مهم يتعلق بنقطتين اساسيتين:
اولا: عدم وجود ما يستدعي الرد لا سيما وانه ليس من عادات الحزب التورط في «القيل والقال» السياسي الذي لا يخدم المصلحة الوطنية.
ثانيا: رهان الحزب على حكمته وحكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري لتمرير سحابة الازمة بخير، ثمة اقتناع بضرورة التروي وعدم مجاراة تيار المستقبل بما يقوم به دون علمه بأنه سيكون اول الخاسرين اذا قلبت الطاولة على الجميع.
هنا، تستوقف المصدر جملة سمعها في احدى الجلسات حول امكانية استقالة الحكومة « شو فارقة معنا، يجربوا ويشوفوا مين حيخسر»، الا انه يؤكد في المقابل بأن الحزب وبري حريصان على استمرار الحوار والشراكة مع تيار المستقبل، ولعل خير دليل هو الجهد الذي بذله بري لتمرير جلسة الحوار الاخيرة بين الحزب والمستقبل بخير وهو النموذج ذاته الذي ستتبعه عين التينة للملمة الحوار الثنائي والوطني وللحفاظ على الحكومة.
ايضا، يمكن اعادة التاكيد بل والجزم بأن مونة الرئيس بري فرملت في الايام الاخيرة سيناريو نسف الحوار وزعزعة الحكومة معا، دون اغفال عدم سعي المستقبل جدياً لفرط عقد الحكومة.
وفي هذا السياق، يجزم المصدر بأن محاولات الضغط في اكثر من اتجاه لن تفتح ابواب رئاسة الجمهورية ولن تشكل هذه اللعبة وفقا لتعبيره عامل ضغط لا على حزب الله او الجنرال ميشال عون او رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لتغيير مواقفهم، بالنسبة لهم «يا جبل ما يهزك ريح» ولا ضرورة لاضافة حرف واحد على هذا الكلام.
ويقول المصدر، صحيح ان حزب الله ما زال يحافظ على هدوئه ولا يتورط بأي كلام تصعيدي ضد التيار الازرق الا ان التزامه بالحفاظ على العلاقة مع الشركاء في الوطن لا يلزمه بأي تنازل او اعتذار للمملكة العربية السعودية، هنا الاعتذار ممنوع ولا مجال للبحث به تحت اي اعتبار.
وعلى هامش هذا الكلام،يلمح المصدر الى ان توقيت تلبية الرئيس بري لدعوة زيارة السعودية قد يكون جسر العبور الى اعادة تصويب العلاقة بين لبنان والمملكة قبل ان يتورط الجميع في نسف ما تبقى من الاستقرار.