لأوّل مرة يتكشف بالجرم المشهود والأدلة القاطعة أنّ «حزب الله» لا يريد أن تقوم الدولة، أي الدولة اللبنانية بل يريد كما قال منذ زمن بعيد السيّد حسن نصرالله «أنا جندي في ولاية الفقيه».
ومنذ اللحظة الأولى التي قال فيها هذا الكلام كان يعترف بأنّ هدفه الحقيقي هو أن يسيطر على لبنان وأن يكون لبنان دولة لـ»حزب الله» والحقيقة أن يكون دولة ولاية الفقيه.
في 7 أيار 2008 قام «حزب الله» بمحاولته الأولى للسيطرة على العاصمة بيروت، وللأسف فإنّ قائد الجيش في ذلك الوقت العماد ميشال سليمان سهّل دخول القمصان السود الى بيروت وتم احتلال بيروت خلال ساعات لأنه كما هو معروف أنّ أهل السنّة في بيروت غير مسلّحين… طبعاً تم الاحتلال ولكن لم يستطيعوا السيطرة على القرار لأنه لا تزال هناك دولة اسمها لبنان.
المرة الثانية في العام 2012 يوم احتلال ساحة رياض الصلح والإستعداد لاحتلال السراي الحكومي حيث رفض الرئيس فؤاد السنيورة مغادرة السراي بالرغم من نصائح رجال الامن بأنّ هناك نيات لاحتلالها وقتل الرئيس السنيورة، فكان جواب الرئيس السنيورة إذا كتب لي أن أموت هنا فهذه مشيئة الله.
وهكذا صمد الرئيس السنيورة، ولا بد أن نتذكر المغفور له الملك عبدالله الذي بناءً على الاتصالات المتكررة من سفيره في لبنان الاستاذ عبدالعزيز الخوجة استطاع أن يمنع «حزب الله» من تنفيذ احتلاله للسراي.
ثالثاً- من الحكومة الأولى التي تشكلت بعد اغتيال المغفور له شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري ولغاية يومنا هذا يقوم «حزب الله» بعرقلة تشكيل الحكومات، ومن أجل ذلك فرض شروطه التعجيزية… وكان رؤساء الحكومات وبعد انتظار من ثمانية أشهر الى سنة يرضخون لشروط «حزب الله» لأنّ رئيس الحكومة يتصرّف على أنه والد الصبي أو ام الصبي بينما «حزب الله» لا يريد الدولة ولا يريد حكومة، يريد أن يبقى الفراغ الرئاسي أي بدون رئيس للجمهورية كما حصل في المرة الأولى بعد انتهاء عهد المغضوب عليه إميل لحود، والمرة الثانية بعد انتهاء عهد ميشال سليمان وفي كل مرة نحتاج الى سنتين ونصف السنة أو أكثر حتى يتم التوصّل الى انتخاب رئيس.
ولو عدنا الى ترشيح «حزب الله» للعماد ميشال عون لنطرح السؤال البريء: هل فعلاً كان «حزب الله» يريد ميشال عون رئيساً؟
بكل صراحة نقول: لو أنّ «حزب الله» عرف أنهم سيقبلون بوصول ميشال عون الى الرئاسة لما كان قد رشحه… ولكن عندما قرّر سمير جعجع أن يقلب الطاولة واتفق مع ميشال عون (اتفاق معراب) ودعم ترشيحه رئيساً… بالإضافة الى تأييد الرئيس سعد الحريري لهذا الترشيح وقع «حزب الله» في الفخ.
ومنذ انتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً جرت العقدة الاولى في تشكيل الحكومة، وطبعاً يتكل «حزب الله» على الوزير جبران باسيل في العرقلة، وكما هي العادة لا تولد الحكومة إلاّ بشكل قيصري.
هذه هي المرة الثانية التي يفضح بها د. سمير جعجع «حزب الله» الذي كان يعتمد على شروط الوزير جبران باسيل التعجيزية، يضاف إليها المقلب الذي افتعله الرئيس ميشال عون بعرضه وزارة العدل على «القوات اللبنانية» وعندما قبلت العرض غيّر الرئيس رأيه لأنه صدر كلام عن د. جعجع غير مقبول.
الطامة الكبرى عندما أعلن د. سمير جعجع قبوله بالشروط الظالمة: لا وزارة سيادية، ولا وزارة دفاع، ولا وزارة صحة ولا وزارة عدل وبالرغم من حصوله على 3 وزارات عادية مع نائب رئيس الحكومة قبل وهنا قامت قيامة «حزب الله» واضطر أن يظهر أنه هو المعرقل الحقيقي لتشكيل الحكومة لأنه يريد توزير أحد النواب السنّة المعارضين مدعياً أنهم نالوا في الانتخابات 40% من الأصوات والحقيقة هي في الأصوات التفضيلية السنية:
فيصل كرامي 6564 صوتاً سنياًوجهاد الصمد 10114 صوتاً سنياً وعبدالرحيم مراد 10640 صوتاً سنياً وعدنان طرابلسي 11425 صوتاً سنياً وقاسم هاشم 3504 أصوات سنية ووليد سكرية 1053 صوتاً سنياً
أي ما مجموعه 43300 صوت تفضيلي سني من أصل 481680 المجموع العام أي ما يعادل بالنسبة المئوية 8.9%
فمن أين جاءت نظرية 40% من الأصوات السنية؟
أمام هذا الواقع نصل إلى الخلاصة مفادها أن «حزب الله» لا يريد تشكيل حكومة، وفي المبدأ هناك احتمال أنه بعد 4 ت2 أي بعد بداية العقوبات وإذا أمرته إيران يمكن تشكيل حكومة.
عوني الكعكي