16 عقوبة أميركية استهدفته مع شخصيات متهمة بتمويله منذ العام 1995
حزب الله يواجه الطوق السياسي – المالي وتجفيفه أولوية واشنطن بعد النووي
إدارة أوباما أعادت تفعيل استراتيجية بوش في العام 2007 بهدف طمأنة الدول العربية القلقة من الإتفاق النووي وإسرائيل
يتلمّس حزب الله التطويق الذي يواجهه من كل جانب ومحيط، لبنانياً واسرائيلياً وخليجياً واميركياً، وحتى فضائياً. تستشعر قيادته كل ذلك. لكن تهديداً عن آخر يختلف. ولكل تهديد مقاربة وخطة مواجهة وخطاب.
في الآونة الاخيرة، استشعر حزب الله مدى الضرر الذي سيلحق بجمهوره نتيجة التشريع الذي وقعه الرئيس الاميركي باراك اوباما في 18 كانون الأول 2015 وأقرّ بموجبه توسيع العقوبات ضده. يومها قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست ان «هذا التشريع القوي الذي شارك فيه الحزبان (الجمهوري والديمقراطي) يكثف الضغط على منظمة حزب الله الارهابية ويقدم للإدارة وسائل إضافية تمكنها من استهداف الشرايين المالية لحزب الله».
كان واضحاً ان العقوبات الاميركية هذه المرة ستكون أكثر أذية للحزب، لأنها ببساطة ستطال قواعده من خلال المصارف والمؤسسات المالية التي يتعامل معها عشرات من التجار الكبار القريبين منه والآلاف من مناصريه في لبنان وحول العالم، وليس الحزب كمنظمة قائمة بذاتها وبهيكليتها الاجتماعية والمالية والعسكرية، لا تتعامل بالتأكيد – كما سبق للامين العام السيد حسن نصر الله أن أعلن- مع المصارف، لا بحوالات مالية ولا بحسابات.
أولى ضحايا هذا التوسع في العقوبات كان نواب في الحزب حجبت مصارف عنهم امكان توطين رواتبهم.
تتسلسل العقوبات الاميركية الرسمية على حزب الله، وفق الآتي:
– إدراجه في لائحة الارهاب الاميركية في العام 1995.
– إعلانه تنظيماً ارهابياً عالمياً في العام 2001.
– معاقبة قاسم تاج الدين وعبد المنعم قبيسي في العام 2009.
– تجميد اصول ايمن جمعة وحسن عياش للصيرفة وأليسا للصريفة في العام 2011.
– إدراج المصرف اللبناني الكندي في اللائحة السوداء في العام 2011، مما ادى لاحقاً الى تصفيته.
– فرض عقوبات مالية على الحزب لدعمه النظام السوري في العام 2012.
– معاقبة شركتي قاسم رميتي وشركائه وحلاوي للصيرفة في العام 2013.
– معاقبة القياديين مصطفى بدر الدين وابراهيم عقيل وعبد النور شعلان وفؤاد شكر في العام 2013.
– معاقبة شركة ستارز غروب هولدينغ الالكترونية وصاحبيها كامل وعصام أمهز، وكل من أيمن ابرهيم وعلي زعيتر في العام 2014.
– تجميد أصول حسين الشامي وشركة بيت المال في العام 2014.
– معاقبة أدهم طباجة وحسين فاعور وقاسم حجيج وشركتي الانماء وكار كاير سنتر في العام 2015.
– معاقبة اي مصرف لبناني يتعامل مع حزب الله في العام 2015.
– معاقبة قناة «المنار» عبر العمل على قطع تعاملها مع مشغلي الأقمار الصناعية التي تبث برامجها.
– معاقبة شركة سبكتروم للاتصالات ورئيسها علي شرارة.
– تصنيف محمد نور الدين وحمدي زهر الدين كممولين لتنظيم ارهابي.
– تصنيف المؤسسة المالية Trade Point International S.A.R.L التي يملكها محمد نور الدين كمؤسسة داعمة للارهاب.
يقول تقرير استخباري انه «بغية تقويض إيران، ذات الغالبية الشيعية، قررت ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في العام 2007، اي قبل 4 أعوام من انطلاق الربيع العربي، إعادة ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط. وفي لبنان، تعاونت الإدارة الاميركية مع حكومة عربية في عمليات سرية تهدف إلى إضعاف حزب الله، المنظمة الشيعية التي تدعمها إيران. حينها، باشرت الولايات المتحدة أيضا في عمليات تستهدف إيران وحليفتها سوريا».
ويشير التقرير الى ان ادارة الرئيس باراك اوباما أعادت تفعيل هذه الاستراتيجية، وخصوصا بعد الاتفاق النووي مع ايران، بهدفين إثنين:
– «أولهما طمأنة الدول العربية القلقة من ان توظف طهران هذا الاتفاق، ولا سيما الاموال الضخمة التي ستحررها واشنطن والعوائد المرتقبة للنفط الايراني، في تكريس توسعها في العواصم العربية الاربع التي تعتبرها تحت وصايتها، مباشرة ومن خلال أذرعها، وتحديدا حزب الله، الذي مع حصوله على المزيد من الأموال، بإمكانه زيادة مساعداته للميليشيات الشيعية في العراق واليمن بالتعاون مع إيران، وإرسال أعداد صغيرة من المدربين المهرة لدعم القوات المحلية، والقتال الى جانبهم في بعض الحالات.
– وثانيهما طمأنة اسرائيل والسعي الى ترميم عامل الثقة التي تشظت بفعل الاتفاق النووي».
ويلفت الى ان «واشنطن إقتنعت بوجهة النظر الاسرائيلية التي تقول ان حزب الله هو المساحة المشتركة التي تقلق اسرائيل والدول العربية، وتالياً استهدافه وتقويضه من خلال تجفيف منابعه المالية يؤدي حتماً الغرض التطميني المطلوب لكلا الطرفين».
ولعل أكثر من يعبّر عن هذا التوجه، قول السيناتور ماركو روبيو، المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، عقب اقرار مجلس الشيوخ ضد حزب الله في كانون الاول 2015، وكان هو راعي الصيغة النهائية: «من الضروري أن تطبّق الإدارة العقوبات فوراً من أجل لجم عنف حزب الله. الولايات المتحدة وحلفاؤنا في الشرق الأوسط سيكونون أكثر أمانا عندما نتخذ هذه الخطوات لإضعاف حزب الله وبالتالي إضعاف قادته الإيرانيين».
ويخلص التقرير الى ان «حزب الله الذي لا شك يدرك هذه الوقائع، لن يقف متفرجاً. لكن أين يرد وكيف، فتلك مسألة اخرى فيها الكثير من النظر»!