IMLebanon

«حزب الله» لم يعد حزباً لبنانياً

 

السؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه كل الناس هل «حزب الله» حزب لبناني؟

 

يقول السيّد حسن نصرالله: إنّ صواريخنا وأموالنا تأتي من إيران ونحن لا نتعامل مع البنوك.

 

صحيح ما يقوله السيّد حسن نصرالله بأنّ «حزب الله» لا يتعامل مع البنوك وأنّ أمواله تأتي من إيران… وهذا الوضع يطرح تساؤلاً ثانياً، وهو إذا كان هذا الحزب يتقاضى الأموال من إيران فلماذا إيران تعطيه الأموال والسلاح في وقت أنّ 50% من الشعب الايراني تحت خط الفقر، وأنّ الاقتصاد الايراني يعاني الأمرين بسبب العقوبات وعدم تمكن إيران من تسويق نفطها؟ بالمناسبة 50% من النفط فقط تصدّره إيران اليوم.

 

من هنا نقول إنّ «حزب الله» لم يعد لبنانياً ولم يعد كما أسّس عام 1982 لتحرير الاراضي اللبنانية لأنّ هذه المهمة انتهت في العام 2000 بالانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، وكانت المرة الأولى في تاريخ إسرائيل أن تجبر على الانسحاب من أراضٍ تحتلها من دون أي اتفاق.

 

إذاً، بعد العام 2000 لم يعد هناك حاجة الى وجود سلاح «حزب الله» إلاّ من ضمن استراتيجية دفاعية يتحدثون عنها ولكن أحداً لا يجرؤ على أن يتحدث فيها بالعمق لأنّ «حزب الله» يرفض أي حديث عن سلاحه بما فيه صواريخه.

 

عام 2006 خطف «حزب الله» جنديين إسرائيليين فقامت الدنيا ولم تقعد، ونفذت إسرائيل عمليات عسكرية عدوانية أدّت الى الوصول الى القرار 1701 الذي أصدره مجلس الامن الدولي ونص على بنود عديدة أبرزها:

 

أولاً: إنسحاب «حزب الله» الى شمال نهر الليطاني.

 

ثانياً: نشر قوات دولية مهمتها الفصل بين إسرائيل ولبنان أي أن تكون هناك منطقة فاصلة بين إسرائيل ولبنان بإشراف القوات الدولية التي تتمركز ضمن الأراضي اللبنانية… أي في الحقيقة أنّ «حزب الله» أصبح بعيداً عن فلسطين المحتلة، وأنّ القوات الدولية تفصله عن إسرائيل.

 

وباقي بنود الاتفاق معروفة.

 

ذكرنا هذه المعلومات لنقول إنّه منذ العام 2006 وإلى يومنا هذا لم يطلق «حزب الله» طلقة واحدة ضد إسرائيل… وهنا يأتي السؤال: طالما أنّ «حزب الله» ليس عنده أي عمل في لبنان ضد إسرائيل فما هو دور سلاحه؟!

 

الجواب بكل صراحة أنّ «حزب الله» ينفذ أوامر قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني الذي طلب من «حزب الله» المشاركة بقواته في دعم الرئيس السوري، عفواً الديكتاتور السوري ضد شعبه، والأنكى أنّ سياسة الحكومة والبيان الوزاري الذي يقول بالنأي بالنفس يدعمه السيّد نصرالله بقوله إنّه يشارك في دعم الديكتاتور ضد شعبه وأنه مستعد أن يرسل كل «حزب الله» الى سوريا وإن دعت الحاجة فإنه مستعد أن يذهب الى سوريا بنفسه.

 

من ناحية ثانية، «الحزب» موجود في اليمن من أجل دعم الانقلابيين الحوثيين، وتقول قيادة الحزب إنهم هناك كخبراء لتدريب القوات الحوثية على استعمال الصواريخ، وأنهم موجودون في اليمن لدعم الحوثيين ضد الاعتداء الاجنبي عليهم، وهنا يقصدون قوات التحالف الدولي أميركا والسعودية والامارات وسواها… وإنهم موجودون أيضاً في العراق ولكن بشكل رمزي لأن قوات الحرس الثوري هي العمود الفقري الذي يرتكز إليه الحكم في العراق.

 

وماذا عن المهمات التي يكلفه تنفيذها اللواء قاسم سليماني في بلغاريا والكويت وأميركا الجنوبية؟

 

من هنا نقول إننا لا نستطيع أن ندعم «حزب الله» ضد قرار مجلس العموم البريطاني الأخير والذي وضع «الحزب»، بجناحيه السياسي والعسكري، على قائمة الارهاب لأنّ «حزب الله» لم يعد لبنانياً.