لبنان الرسمي عن زيارة بومبيو: لن نقبل املاءات واشنطن
لم تعتد الادارة الاميركية طوال عقود على رفض املاءاتها وقراراتها لا سيما من لبنان، وهنا المفارقة، حيث يبدو لبنان الرسمي وفقا لمصادر سياسية بارزة مصرا على مفاجأة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في شكل التعاطي السياسي معه.
على ان التوجه اللبناني المستجد في مواجهة اية املاءات خارجية تضر بمصلحة لبنان واللبنانيين سوف يختبره الوزير الاميركي في جولته اللبنانية على كل القيادات المسؤولة من رئيس الجمهورية نزولا الى كل الشخصيات الاساسية في التركيبة اللبنانية.
وفي هذا الصدد، اكدت المصادر ان هناك توجها لبنانيا رسميا يفيد بانه اذا لم يلتزم وزير الخارجية الاميركية باصول التخاطب المتبعة بين الدول وحاول التحريض على اي فريق لبناني «والمقصود هنا حزب الله» فانه سوف يسمع نبرة مختلفة لم تسمعها الادارة الاميركية مسبقا من لبنان.
ولفتت المصادر الى ان موقف لبنان الرسمي موحد لجهة رفض تدخل اي طرف «اميركي او غيره» بالشؤون الداخلية اللبنانية او محاولة فرض املاءات وشروط علينا او تحريض فريق على اخر.
وشددت المصادر على ان الدولة اللبنانية غير ملزمة بما تحاول اميركا تسويقه لجهة التضييق اقتصاديا على حزب الله او محاولة منع لبنان من التواصل مع الدولة السورية لاعادة النازحين والمشاركة في اعادة الاعمار.
والاهم هنا هو الترويج لكلام اميركي واسرائيلي عن ان الزائر الاميركي سوف يضغط على لبنان لترسيم الحدود البحرية والبرية مع فلسطين المحتلة بما يتوافق مع مطالب العدو الاسرائيلي، علما انه قد سبق للبنان ان ابلغ اكثر من موفد اميركي بموقف حاسم لجهة عدم استعداد لبنان للتفريط باي حبة تراب او نقطة ماء وهو الموقف ذاته الذي سيسمعه بومبيو مجددا وبنبرة اعلى هذه المرة.
ووفقا للمصادر، فان مبعوث بومبيو دايفيد ساترفيلد قد تكفل مؤخرا في التمهيد لجدول اعمال رئيسه لجهة التشديد على رفض الادارة الاميركية اي تعاون عسكري او اقتصادي بين لبنان وروسيا فيما بدا انه تعليمات استباقية لزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى موسكو، وهو ما تعتبره الدولة اللبنانية تدخلا سافرا في الشأن اللبناني حيث ان لبنان حر في توقيع اتفاقيات اقتصادية وسياسية وعسكرية مع روسيا بما يناسب مصلحته.
وفي السياق، اعتبرت المصادر ان ما حكي عن تجاوزات لساترفيلد في زيارته الاخيرة الى لبنان هو مرفوض وغير مقبول، واضعة اي كلام او تحريض اميركي لافرقاء معينين في لبنان في اطار التعبير عن رأي الادارة الاميركية المعروف والذي لا يعنينا ولن يؤثر على مسار الوحدة الداخلية في البلد.
ولكن في المقابل، رأت المصادر ان اللوم يقع هنا على بعض الشخصيات اللبنانية التي اعطت وعودا لساترفيلد بالضغط على حزب الله في خروج واضح عن الاجماع الوطني، وهو ما سوف يناقش في مرحلة لاحقة على طاولة مجلس الوزراء.
وعليه يبدو ان حزب الله وفقا للمصادر مطمئن الى وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الاجندة والضغوطات الاميركية، ولن يعلق على اي كلام يصدر عن الوزير الاميركي تاركا للدولة اللبنانية بشخص رئيسها وضع النقاط على الحروف، ومن غير المنتظر وفقا للحزب ان يسمع بومبيو في جولته المنتظرة كلاما اقل وطأة مما سمعه من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
حتى ان المصادر ذكّرت بما كان ألمح إليه الرئيس الحريري بأنه سوف يشرح خصوصية الوضع اللبناني وصعوبة اتخاذ اية اجراءات ضد حزب الله او التصعيد في وجهه، لأن هذا يمس بالمصالحة والمصلحة الوطنية.