Site icon IMLebanon

حزب الله ـ جنبلاط: الإستقرار أوّلاً

على رغم الخلاف بينهما حول توصيف الأزمة السورية، تتطوّر علاقة «حزب الله» والحزب «التقدمي الاشتراكي» بنحوٍ لافت. فمنذ العام 2011 تشهد هذه العلاقة استقراراً ورغبة مشترَكة بتطويرها متى أمكن، والظروف التي استجدّت في الاعوام الثلاثة الماضية ساعدت على مزيد من التفاهم.

منذ اللقاء الاخير بين الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط مطلع آب الماضي، اتفق الجانبان على تفعيل العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون على الارض، وزيادة التواصل بين ممثلي الحزبَين.

وبناءً على هذا الاتفاق كانت زيارة وفد من الحزب الى كليمنصو أمس الأول، حيث أشارت مصادر مطّلعة على اللقاء الى أنّ الاجواء كانت ممتازة، والمواضيع المطروحة بمجملها كانت محلّ توافق وتفاهم، أما المواضيع الخلافية فظلّ كلّ طرف على موقفه منها بشيء يشبه «تنظيم الخلاف» وإرجاء المهم لمصلحة الاهم وما هو داهم ومتوقع في المرحلة المقبلة.

عبّر جنبلاط أمام وفد الحزب عن ارتياحه الى حركة مسؤول الهيئة الشرعية فيه الشيخ محمد يزبك في اتجاه رجال الدين الدروز ومشايخ العقل. وأكد على أهمية هذا النوع من التواصل في ظلّ المناخات المتوترة والمخاطر التي تحوط بلبنان من شماله الى جنوبه. وكان اتفاق على ضرورة تفعيل هذه اللقاءات وجعلها منتظمة ومستمرّة نظراً لأهميتها في مواجهة مناخات «الفتنة» التي تطلّ برأسها عبر الحدود.

وفي هذا السياق، ناقش وفد الحزب مع جنبلاط الوضع في منطقة شبعا، وكان إجماعٌ على إيلاء هذا الامر أهمية قصوى وترك معالجة أيّ خلل يأتي عبر الحدود للجيش اللبناني والقوى الامنية، كما كان نقاشٌ للواقع الميداني والأمني في المناطق ذات الاهتمام والوجود المشتَرَك.

وفد الحزب بدوره أثنى على سياسة جنبلاط الانفتاحية والمتوازنة داخلياً، وأشاد بالجولات التي قام بها الاخير على المناطق الدرزية والخطاب العقلاني الذي يطرحه حيالَ المسائل الأمنية وتلك المتصلة بالاستقرار الداخلي ومنع تسرّب النيران السورية الى لبنان.

وتمّ التطرّق الى عناوين سياسية مهمة وحاضرة في المرحلة الحالية كالتمديد لمجلس النواب، وعمل المجلس وأهمية عودة التشريع، وكذلك سلسلة الرتب والرواتب.

في ملف رئاسة الجمهورية تقول المصادر إنّ اللقاء لم يتناول تفصيلاً هذا الموضوع، إلّا أنّ السياق العام للإجتماع أظهر بقاء كلا الطرفين على مواقفهما في ملف الانتخابات، ولكنّ هذا التباين يظلّ شكلياً أمام اتفاق الطرفين على أنّ الخطر الداهم الذي يواجه لبنان اليوم هو الفراغ، والفكر المتطرّف العابر للحدود من سوريا، والأزمة التي تكبر وتكاد تنفجر من الشمال الى عرسال.

من الواضح أنّ تمدّد «داعش» وتهديدها للواقع اللبناني أمورٌ تشغل جنبلاط كثيراً، وقد عبّر عن مخاوقه تلك أمام ضيوفه من «حزب الله»، ورأت المصادر عينها أنّ هذا الملف كان الأبرز في النقاش حيث طرح جنبلاط افكاراً لمواجهة التطرّف والتكفير، وشدّد على ضرورة دعم «الاعتدال السنّي» والتواصل بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» وحركة «أمل» في هذا الشأن.

القضايا «العالقة» بين الطرفين تتمثل بالموقف من الأزمة السورية، وموضوع رئاسة الجمهورية. وقد رأت المصادر أنّ هذه العناوين لا تشكّل عقبة أمام مزيد من تطوير العلاقة بين الحزبين على قاعدة «الاستقرار أولاً»، في ظلّ منطقة تنفجر، وأحداث كبرى يُعاد خلالها رسم خرائط سياسية والدفع نحو التفتيت والتقسيم وضرب المكوّنات الاجتماعية بعضها ببعض لمصلحة إسرائيل ويهودية الدولة في فلسطين المحتلّة.