Site icon IMLebanon

كيف يُفكّر قادة حزب الله؟

 

هذه محاولة ـ ولعلها المحاولة الساذجة ـ لقراءة ما في رؤوس قادة حزب الله : من يثق بالأميركيين كمن يثق بـ… الذئاب!

 

استطراداً، اذا تمكن الأميركيون والايرانيون من احياء الاتفاق النووي، وهذا لن يحدث قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وتغيرت نظرة البيت الأبيض الى آيات الله، هل يغيّر نظرته الى حزب الله، وقد بات الهاجس الاستراتيجي “للحاخامات” وللجنرالات في “اسرائيل”؟

 

هذه حقبة من الصراعات الدولية التي قد تمتد لسنوات قبل أن يتبلور الشكل البديل للنظام العالمي (الآن الفوضى العالمية)، أو أن تكون نهاية العالم. كل مَن يقف في الخندق سيبقى في الخندق، وكل من يحمل غصن الزيتون سيظل ينتظر معجزة الهية لحل العقدة الأميركية بأحادية الاستقطاب، والتفرد بقيادة الكرة الأرضية.

 

متى كان للتاريخ، أو حتى للزمن، أن يمضي في خط مستقيم. ولقد أخطأ هيرودوت حين ظن منذ 2500 عام، أن الشرق الأدنى فقط يقع على خط الزلازل. الكوكب كله على خط الزلازل…

 

هل الالتزام الأخلاقي وحده وراء دعم الحزب لسليمان فرنجية في رئاسة الجمهورية؟ واذا كانت هناك من ملاحظات في بعض المسائل على أداء العماد جوزف عون، لا نتصور، بل نجزم، ان الحزب لا ينظر اليه بعين حمراء. قادته يدركون ما يعنيه أن يكون رجل ما، في بلد تتلاطم فيه السياسات والاستراتيجيات، على رأس المؤسسة العسكرية التي لم تكن لتبقى، وحتى لتأكل، لولا المعونات الخارجية المتعددة المصادر.

 

هذا في دولة ابتليت بتلك الأوليغارشيا التي يختزلها الاعلام الأوروبي بـ “أوركسترا الغربان”!

 

اذ نحاول قراءة ما في رؤوس قادة حزب الله، وبعدما تسرب حول لقاء الحاج محمد رعد والعماد عون، نزداد قناعة بأن هؤلاء القادة يحترمون الرجل. يضحك أحدهم حين نسأله عن الاختلاف بينه وبين الآخر الذي كان يباع كما الخردة في سوق القبائل ، “هو الفارق بين الأرض والمريخ”!

 

هذا رجل عُرف بنزاهته. يا لأولئك السذّج الذي يأخذون عليه عدم وضوح شخصيته، أو افتقاده الحنكة السياسية، وقد باتت في أدبياتنا مرادفة للبهلوانيات السياسية، التي أودت بالبلد الى ما أودت اليه! لبنان بحاجة الى رئيس دولة فوق منطق الصفقات، وقد وقف في وجه ورثة بني عثمان في وسائل الدخول الى المدرسة الحربية لتستقبل أهل الكفاءة، لا أهل المال والجاه. باختصار، وكما تأكدنا من ذلك، ليس رجل المحاصصة، ولا رجل الزبائنية…

 

ولكن اذا كان ينظر اليه بأنه شديد الالتصاق بأميركا. هل يفترض به أن يكون ضد أميركا التي في يدها مفاتيح صندوق النقد الدولي، ومفاتيح البنك الدولي، ناهيك عن مفاتيح الحزائن الخليجية.

 

لنتوقف لبرهة عند ما قاله لنا مسؤول خليجي: “قل لأصحابك، لو كان السعوديون يريدون فلاناً رئيساً لكان في قصر بعبدا غداة اتفاق بكين بين الرياض وطهران”، مؤكداً أن آيات الله يراهنون بقوة على علاقات وثيقة، وبعيدة المدى مع المملكة..

 

قادة حزب الله ليسوا من جماعة الأبراج العالية، أولئك الذين يفتقدون الحد الأدنى من الملاءة الأخلاقية. اذ يدركون مدى ضبابية الأوضاع الدولية الراهنة، وأي قيادة مجنونة في “اسرائيل”، أعلنوا مرات ومرات أنهم مع معاناة الناس ومع آلام الناس، ما يفترض أن يكون في القصر رجل يحظى بثقة الدول القريبة والبعيدة، ويفتح باباً للخروج من جهنم.

 

بطبيعة الحال رئيس يتفهم حتى العظم أي دور للمقاومة في حماية البلد، وأهل البلد، وثروات البلد. كثيرون في الداخل وفي الخارج يعتبرون أن تلك المواصفات تنطبق، وبصورة ميكانيكية على العماد جوزف عون.

 

قطعاً، ونحن في القاع، ونعيش ألف أزمة وأزمة، بحاجة الى مؤازرة العالم لتفكيك تلك الأزمات.

 

ندرك مدى ثقة السيد حسن نصرالله بالحاج محمد رعد، وتبعاً لما نقل من أجواء لقاء اليرزة، فان الحاج (العزيز) أبدى ارتياحاً لمجريات ولنتائج اللقاء. مؤشر هام، تزامناً مع “الهبّة الديبلوماسية” الحالية.

 

هل هو دعم للعماد عون أم لطمأنته الى وضع ما؟ قيل لنا هذا هو الشهر ـ المفترق. اما الدخول الى الحل أو الهبوط الى الطبقة السفلى من جهنم..