IMLebanon

تصريحات قيادات «حزب الله» تنضح.. إرباكات

في وقت كانت إيران تخوض جولة جديدة من المفاوضات مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله يشن حربا كلامية على الدول العربية وتحديداً المملكة العربية السعودية بسبب عملية «عاصفة الحزم».

خطاب نصرالله الذي كانت له ترددات محلية وعربية استدعى سلسلة من الردود، من بينها ردّ للسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الذي رأى أن «الخطاب يعكس ارتباك الجهات التي يمثلها نصرالله، وانه تضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق المملكة، إضافة إلى الكثير من المغالطات التي تهدف إلى تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام».

وبعد ثلاثة ايام من الخطاب، أصدر «حزب الله»، وربما للمرة الاولى، بيانا أشبه بالتوضيح او لفت الانظار الى ما أراده الحزب فعلا من خطاب نصر الله. فأصدرت العلاقات الاعلامية في الحزب بياناً قالت فيه: «لقد عمدت هذه الردود (على خطاب نصرالله) إلى التعتيم على فكرة أساسية وجوهرية في الخطاب هي دعوة اليمنيين إلى الحوار والعمل من أجل إيجاد حل سياسي في ما بينهم، بعيدا عن التدخلات الخارجية، وفي هذه الدعوة تعبير عن الموقف الدائم لحزب الله والمتمثل بالدعوة إلى الحوار والعمل من أجل التوصل إلى تفاهمات سياسية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين.»

ويبدو ان التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، والتي شكلت مفاجأة لإيران ولـ«حزب الله» أثرت على سياسة الصمت التي ينتهجها الحزب عادة ودفعت بوزير الصناعة حسين الحاج حسن الى انتقاد كلمة رئيس الحكومة تمام سلام في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ وتأييده لإنشاءِ قوةٍ عربيةٍ مشتركةٍ من خلالِ الجامعةِ العربية. وقال الحاج حسن «إن ما أدلى بهِ دولةُ الرئيسِ سلام يعبرُ عن وِجهةِ نظرِ قسمٍ من اللبنانيين ولا يعبرُ عن وِجهةِ نظرِ لبنانَ الرسمي المتمثلِ بالحكومةِ اللبنانية».

في هذا الاطار سأل عضو كتلة «المستقبل» النائب زياد القادري «حزب الله» عن «الجهة التي سألها عندما شارك في القتال الى جانب نظام الاسد في سوريا ووصوله الى العراق». وقال القادري لـ«المستقبل» إن اللبنانيين «هم من يسألون الحزب عن تأييده المطلق لمواقف القادة الايرانيين الذين يعتبرون لبنان مقاطعة إيرانية، فهل سأل الحزب اللبنانيين عن رأيهم بهذا الكلام؟».

وتابع «ان موقف رئيس الحكومة ينسجم مع نص الدستور اللبناني وروحه كون لبنان عربي الهوى والانتماء وعضواً مؤسساً في الجامعة العربية، وكلام الرئيس سلام لا يخرج عن نص البيان الوزاري في حين ان مواقف حزب الله وسلوكه هي الخارجة عن الاجماع الوطني».

أما الارباك في مواقف الحزب من خطاب امينه العام الذي استعمل فيه الشتائم بحق دول عربية، بدءاً بانتقاد النائب حسن فضل الله السفير عسيري على تصريحاته التي يتعرَّض فيها للسيد نصر الله، لافتاً الى انها «تشكل خروجاً عن الاصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء، والتي تفرض عليهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان»، وانتهاء بتصريح وزير الصناعة، فيقول عنه عضو كتلة «القوّات اللبنانية» انطوان زهرا لـ«المستقبل» انه «كان الاحرى بوزير الصناعة الذي لم نسمع تعليقا له بعد كلام وزير الخارجية جبران باسيل ان يسترعي اهتمامه تصريح باسيل وليس سلام مؤكدا ان النأي بالنفس شيء والوقوف الى جانب الشرعية والاجماع العربي شيء آخر. وسأل زهرا عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله:« هل يحق للسيد نصر الله ان يقوّم جميع الناس من الشرق الى الغرب ويكيل الاتهامات لكل القيادات العربية ويكون ذلك لائقا، ولا يكون لائقا ان يرد سفير دولة معنية بكلام نصر الله؟» ورأى أن «الحزب لم يتّعظ من كل ما جرى وهو لا يزال يعتبر نفسه فوق المحاسبة والقانون، الا ان هناك حالة من الارباك يعيشها وهي واضحة من سلسلة المواقف التي تدلي بها قياداته، فبعد اعلان سلسلة انتصارات ونشوة السيطرة الايرانية على العالم العربي افاق مسؤولو حزب الله على استفاقة عربية جعلتهم يرتبكون».

وهو الامر الذي يؤكده القادري ايضاً، الذي يعتبر ان «التحالف العربي والاقليمي العريض، بمشاركة باكستان وتركيا ودعم الاسرة الدولية، ونجاح عملياته، أربك حزب الله وأفقده صوابه وجعله يوجه سهامه على رئيس الحكومة ويستعمل خطاباً مرتبكاً فيه شتائم بحق دول عربية شقيقة».